حرم المسجد الأقصى في قبضتنا، ونتنياهو في قبضة بن غفير

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • لو كانوا يعينون الوزراء، كلٌّ بحسب اختصاصه، كان يجب تعيين بن غفير وزيراً للإعلام، ولكان هذا الرجل أجرى إصلاحات مذهلة، وأوصل الإعلام إلى الجيل المقبل وصعد به إلى السماء. انظروا إلى الرجل كيف يتمكن من تصدُّر العناوين بشأن منع العرب في إسرائيل من زيارة المسجد الأقصى خلال رمضان.
  • باستثناء اللعبة التي أعطوها لبن غفير، وهي شرطته التي يعبث بها، فإن المسؤولين الأمنيين مقتنعون بأن مثل هذه الخطوة، لو تم إقرارها، لكانت محفوفة بالمخاطر، ومضطربة حقاً، فضلاً عن الشك في كونها قانونية. إن هذه الخطوة تعبّر عن نكران الجميل. لقد قُتل عرب من إسرائيل وخُطفوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. كما قاتل كثيرون منهم ببطولة، وقُتلوا، وجُرحوا.
  • لدى اندلاع الحرب، حذّر بن غفير من سيناريو "حارس الأسوار 2" [معركة سيف الأقصى التي شهدت انتفاضة الداخل الفلسطيني في جميع مواقع وجود فلسطينيي الـ 48] ، واتضح أن تحذيره كان كاذباً، (لعله كان يأمل بحدوث ذلك). هناك كثيرون من المواطنين العرب يدينون "المجزرة" التي نفّذتها "حماس"، وهُم في أغلبيتهم العظمى، يساهمون في الجهد المدني؛ طبيبات وأطباء، ممرضات وممرضون، عاملون في الاقتصاد الإسرائيلي، وعمال زراعيون، وعمال مياومون.
  • مَن يفهم ما يحدث، يخاف من نجاح بن غفير حيث فشل السنوار: تحقيق وحدة الساحات، وإشعالها بمشعل المسجد الأقصى. في الوثائق التي صودرت في قيادة "حماس" المركزية، ورد أن استفزازات بن غفير كانت من ضمن الأسباب الداعية إلى تنفيذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حسبما كشف مراسلنا نير دفوري. من المهم أن نذكر أن بن غفير، عشية اندلاع حملة "حارس الأسوار" في أيار/مايو 2021، أنشأ مكتباً له في حيّ الشيخ جرّاح. لقد حذّره نتنياهو، قائلاً "اخرج من الشيخ جرّاح، وإن لم تفعل فوراً، فإن "حماس" ستطلق الصواريخ على القدس"!
  • نتنياهو الذي يعتبر نفسه خبيراً كبيراً في وسائل الإعلام، حتى الدولية، يدرك أن العناوين التي تصدرت الصحف بشأن المناقشة في مجلس الكابينيت كانت مدمرة. وهو يدرك الآن أن العالم كله مقتنع بأن إسرائيل تنتهك حرية العبادة، ليس فقط إزاء مَن تحتل أرضهم، بل أيضاً تجاه مواطنيها. هو يدرك أنه كان يجب أن تصدر عناوين معاكسة تماماً، وإيجابية: "سيتم السماح للعرب في إسرائيل بزيارة المسجد الأقصى، أمّا الشروط والقيود، فستحددها الجهات المهنية". طبعاً، لن يُسمح لمن يحرّضون على العنف، المحرّضون المزمنون والمستفزون، لن يُسمح لهم بالذهاب إلى الأقصى.
  • لكن نتنياهو محتجَز في أعماق الأنفاق المتفرعة من الائتلاف الحكومي. إنه محكوم بنزعات بن غفير... إن آراء نتنياهو قريبة من آراء يائير غولان ويائير لبيد وبني غانتس، أكثر كثيراً من قُربها من آراء بن غفير. لكن وجوده السياسي يتطلب منه أن يكون منصاعاً لبن غفير بصورة مذلة ومهينة. عشية الانتخابات، تعهد نتنياهو ووعد بأن بن غفير لن يصبح وزيراً. والآن، بات بن غفير صاحب القرار فيما إذا كان نتنياهو سيظل رئيس حكومة أم لا. يا لتقلبات الزمن!
  • تُظهر قاعدة البيانات أن نسبة الجريمة في عهد بن غفير، في الفترة التي سبقت الحرب، لدى اليهود والعرب معاً، لكن خصوصاً لدى العرب، ارتفعت بصورة كبيرة. بن غفير يُعتبر وزيراً فاشلاً بصورة مؤلمة وباعثة على السخرية معاً. إن تولّيه هذا المنصب لم يحوّله إلى إنسان بالغ وعاقل، ولم يضف إلى شخصيته، ولو ذرة من المسؤولية، بعكس عضو حزبه، يتسحاق فاسرلوف، الذي يُعتبر وزيراً يمثل الإسرائيليين جميعاً، وناجعاً، وجيداً. لكن بن غفير يتقدم بصورة مطّردة في استطلاعات الرأي، بفضل استديوهات التلفزيون، وشبكة الـ "تيك توك"، وبقية وسائل التواصل الاجتماعي.
  • بن غفير يشبه الذي يجني كثيراً من الأموال غير القانونية، لكنه غير قادر على استخدام هذا المال، إلّا في مكان واحد فقط: عند نتنياهو. ثمة شك في أن يكون هناك رئيس حكومة إسرائيلي واحد يمنح بن غفير الشرعية، ويطلق يده لتمسك بخناقه الشخصي وخناقنا القومي، غير نتنياهو.