تقرير: كاتس يعلن أن الرئيس البرازيلي شخصية غير مرغوب فيها بسبب تشبيهه حرب إسرائيل ضد حركة "حماس" بالهولوكوست
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هو شخصية غير مرغوب فيها بسبب تشبيهه حرب إسرائيل ضد حركة "حماس" بالهولوكوست [المحرقة النازية].

وجاء إعلان كاتس هذا في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أول أمس (الاثنين) أمام مدخل مؤسسة "ياد فشيم" لتخليد ذكرى قتلى المحرقة في القدس، وذلك برفقة سفير البرازيل في إسرائيل فيديريكو ماير.

وقال كاتس، مخاطباً السفير البرازيلي: "باسمي وباسم جميع سكان إسرائيل، قل للرئيس دا سيلفا إنه شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل حتى يتراجع عن تصريحاته. وأتيت بك إلى مكان يشهد أكثر من أي شيء آخر على ما فعله النازيون وهتلر باليهود، بمن فيهم أفراد عائلتي. إن المقارنة بين حرب إسرائيل الصادقة ضد ’حماس’ والفظائع التي ارتكبها هتلر والنازيون هي وصمة عار واعتداء شديد معاد للسامية".

وقام الاثنان أيضاً بجولة في "ياد فشيم" معاً، وأظهر كاتس لماير أسماء أجداده الذين قُتلوا في المحرقة في كتاب الأسماء.

وكان دا سيلفا قال للصحافيين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث حضر قمة الاتحاد الأفريقي يوم السبت الماضي: "إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حرباً، إنه إبادة جماعية. إنها ليست حرباً بين جنود وجنود. إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد ونساء وأطفال". كما أكد أن ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي لحظة أُخرى في التاريخ، باستثناء لحظة واحدة، وهي عندما قرر هتلر قتل اليهود.

وردّت إسرائيل بغضب على تصريحات دا سيلفا، ووصفتها بأنها مخزية، وقالت إنه سيتم استدعاء سفير البرازيل لتوبيخه توبيخاً شديد اللهجة.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن الزعيم البرازيلي تجاوز الخط الأحمر. وأضاف في بيان صادر عنه: "إن كلمات رئيس البرازيل مخزية ومثيرة للقلق. هذا استخفاف بالهولوكوست ومحاولة للمسّ بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. إن إسرائيل تقاتل من أجل الدفاع عن نفسها وتأمين مستقبلها حتى النصر الكامل، وهي تفعل ذلك مع احترام القانون الدولي".

وقال رئيس مؤسسة "ياد فشيم" داني دايان إن التصريحات تمثل معاداة صارخة للسامية، وهي مزيج شنيع من الكراهية والجهل. وأضاف: "إن مقارنة دولة تقاتل "منظمة إرهابية مجرمة" بأفعال النازيين في المحرقة، أمر يستحق كل الإدانة. ومن المحزن أن رئيس البرازيل قد انحدر إلى هذا المستوى من التحريف الشديد للهولوكوست".

كما دانت المنظمات اليهودية الكبرى في البرازيل تصريحات دا سيلفا.

وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد إن تعليقات دا سيلفا تُظهر الجهل ومعاداة السامية، وأن إسرائيل منكسرة القلب ومصدومة جرّاء "المذبحة" التي تعرّض لها مواطنوها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأضاف: "إنني أتساءل ماذا كان سيقول دا سيلفا لو أن منظمة إرهابية ألحقت الضرر بالبرازيل بهذه الطريقة؟".

يُذكر أن تصريحات دا سيلفا جاءت على خلفية قيام محكمة العدل الدولية بعقد جلسات في لاهاي الشهر الماضي، بعد أن تقدمت جنوب أفريقيا بطلب تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وطالبت المحكمة بإصدار أمر لإسرائيل بوقف القتال. ومن المتوقع أن تستمر القضية أعواماً. ورفضت المحكمة طلب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات فورية لأمر إسرائيل بوقف حربها، لكنها قالت إن هناك معقولية لادعاء بريتوريا أن إسرائيل انتهكت عناصر معينة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية خلال الحرب، وقالت إن على القدس بذل جهود لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين. وقال رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية السابق أهارون باراك، الذي مثل إسرائيل في فريق القضاة، إن الحكم استند إلى أدلة ضعيفة.