كلام سموتريتش من أسوأ لحظات الحرب
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • كلام بتسلئيل سموتريتش الذي قال فيه إن المخطوفين في غزة ليسوا الأمر الأكثر أهمية، هو من دون شك إحدى أسوأ لحظات هذه الحرب. وإلى جانب الحقيقة الإنسانية البسيطة التي تجعل هذا الكلام مثيراً للاشمئزاز، ولا سيما أنه صادر عن عضو مسؤول في الكابينيت،  وأن المخطوفين الذين يئنون في غزة، وقعوا في الأسر خلال فترة تولّيه منصبه، يبدو من الواضح أن سموتريتش لديه الشجاعة لقول الحقيقة المؤلمة في وجوهنا. وفي مقابل ذلك،  يجب ألّا نكتفي بالتعبير عن استيائنا من كلامه، لكن يجب أن نشرح أيضاً لماذا موقفه خاطىء، ويشوه معنى أن تكون إسرائيلياً يهودياً.
  • لقد قصد سموتريتش في كلامه أن إخضاع "حماس" من الناحية الاستراتيجية لا يقلّ أهميةً، بالنسبة إلى إسرائيل كدولة، عن إنقاذ 134 مخطوفاً. لكنه قال هذا الكلام بعد مرور 4 أشهر على الحرب، بينما "حماس" على وشك الانهيار. أي إن موقف سموتريتش تحقق، عندما عملت إسرائيل على إخضاع "حماس" قبل أي شيء آخر، وإلى جانب ذلك، محاولة تحرير المخطوفين. لكن الآن، وبعد مرور 4 أشهر، وعلى خلفية الشهادات المخيفة بشأن معاناة المخطوفين، ومع الإدراك أن الحرب توشك على النهاية، فإن تصريحات سموتريتش التي تعطي الأولوية  للتقدم العسكري، وليس لتحرير المخطوفين، لا تعبّر عن وجهة النظر اليهودية التي تعتبر افتداء الأسرى قيمة عليا، ولا سيما في الأوضاع الصعبة، مثل التي نمرّ فيها، وعندما يكون ثمن تحريرهم كبيراً جداً.
  • بالإضافة إلى ذلك، وإلى جانب أن  وجهة نظر سموتريتش ليست إنسانية، فإننا لا  نستطيع  فصلها عن تأييده فكرة ترحيل الغزيين. وفي الواقع، يمثل سموتريتش الموقف الذي يضع القيم والمعتقدات، أي النصر الكامل والاستيطان والضم، فوق قدسية الحياة وحقوق الإنسان لدى اليهود والعرب. ويمكننا أن نفهم أن كراهيته للغزيين ليست موقفاً مستقلاً بحد ذاته،  بل يرتكز على استخفافه بأهمية حياة الانسان.
  • من الشائع الحديث في الصهيونية الدينية الأصلية عن الثلاثي: شعب إسرائيل، توراة إسرائيل، وأرض إسرائيل، ومحاولة الدمج فيما بينهم. لكن سموتريتش يقترح يهودية يضع فيها شعب إسرائيل، وكذلك توراة إسرائيل التي تنص على افتداء الأسرى،  في مرتبة أدنى من قدسية أرض إسرائيل، ويسرّه اقتلاع سكان أرض إسرائيل إذا كانوا من غير اليهود...
  • إن الجدل بشأن مسألة التنافر بين هدفَي الحرب، إخضاع "حماس" وتحرير المخطوفين، أمر مشروع ويعكس وجهات  النظر المختلفة عندما بدأت الحرب، إذ كان من الواضح لإسرائيل أن لا مفر من تفكيك "حماس" كردّ أخلاقي واستراتيجي. لكن في المرحلة التي وصلنا إليها اليوم، فإن كلام سموتريتش يدل على خطورة مواقفه، ليس فقط بشأن مصير المخطوفين، بل أيضاً بشأن مصير إسرائيل كمجتمع عاقل وإيجابي، ومصير اليهودية كفكرة وعقيدة أخلاقية. فضلاً عن أن وجهة نظر وزير الاقتصاد هذه تجعلنا نتساءل: هل يمكن أن نثق بأنه يدرك أهمية المحافظة على اقتصاد قوي، حفاظاً على نوعية الحياة.
  • هناك أوقات في إسرائيل، كان الكلام الأقل خطورةً من  كلام سموتريتش ينهي مسيرة السياسيين، كلام سموتريتش يجب أن يجعله يواجه المصير عينه.
 

المزيد ضمن العدد