تصريحات جوفاء وستار من الدخان بدلاً من السياسة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • كشفت حرب غزة الفجوة بين مهنية الجيش الإسرائيلي وسطحية المنظومة السياسية وضحالتها. نبدأ من تصريحات جوفاء، مثل "فقط الضغط العسكري، سيؤدي إلى إبرام صفقة مخطوفين جيدة". بينما حصلنا قبل 3 أشهر، وعندما كان الضغط العسكري معتدلاً، على صفقة جيدة نسبياً، مع تحرير عشرات المخطوفين يومياً. بعدها ازداد الضغط العسكري كثيراً، بيْد أن الصفقة التي يجري الحديث عنها الآن هي أسوأ كثيراً، لماذا؟
  • الضغط العسكري هو أمر جيد، لكن "طغاة"، من أمثال السنوار، لا يعبأون به نسبياً. في المقابل، هم حساسون إزاء نوعين من الضغط. الأول، هو الضغط الاقتصادي، لأنه يولّد الجوع ويدفع الناس إلى التحرك. وعموماً، بهذه الطريقة، تحدث الثورات. والأمر الثاني، الضغط الناجم عن إيجاد بديل من سلطة "حماس". إسرائيل تخلت عن هذين الأمرين، لقد تخلت عن الحصار على غزة، وامتنعت من إجراء حوار مع الدول العربية بشأن "اليوم التالي"، وبهذه الطريقة، سمحت لهنية والسنوار بالحفاظ على هدوئهما، وبالتشدد في المفاوضات.
  • القول إن الضغط "فقط" يساعد هو كذب. لكن يوجد مصطلح أجوف أكثر، هو "النصر المطلق". النصر المطلق معناه استسلام "حماس" من دون شروط، وإطلاق كل المخطوفين من دون شروط. من الواضح أن هذا لن يحدث، وهذا المصطلح الذي صاغه رئيس الحكومة قد يكون شعاراً انتخابياً ناجحاً، لكنه ليس هدفاً حقيقياً. الأكثر إثارةً للاهتمام، هو أن نعرف ما إذا كان "النصر المطلق" أُعطيَ كتوجيه للجيش الإسرائيلي، وإذا كان هذا ما حدث، ماذا يعني بدقة، كيف نعرف أننا حققناه، وهل من الصواب أن نسعى لتحقيقه؟
  • هناك مغزى آخر لهذا القول، هو استمرار الحرب في غزة إلى ما لا نهاية. وعلى ما يبدو، إن دولة إسرائيل قادرة على تحمُّل ذلك، لكن حرباً طويلة في غزة، معناها بصورة مؤكدة التصعيد والحرب الشاملة في لبنان. وثمة شك في أن هذا يصبّ في مصلحة إسرائيل، وثمة شك أكبر في أن الحكومة ناقشت هذه التداعيات.
  • الاختراع الأخير لنتنياهو، هو تصريحه بشأن "اليوم التالي" في غزة. وقبل أن نحلل مغزى هذا التصريح الأجوف، نطرح سؤالاً مبدئياً، مَن الذي قرر ذلك؟ لدينا "كابينيت" حرب، و"كابينيت" عادي، والحكومة الكاملة، لكن يبدو أنها كلها توافق، من دون تفكير، على قرارات رئيس الحكومة الذي يسارع إلى نشرها قبل مناقشتها بصورة حقيقية.
  • إن خطة نتنياهو هي خطة مؤذية وغير عملية. مغزى هذه الخطة إعلان إسرائيل أنها تنوي إعادة غزة إلى وضع "أرض محتلة"، تكون هي المسؤولة بصورة كاملة عمّا يجري فيها. والافتراض أن إسرائيل هي التي ستختار زعامة محلية تدير غزة، وفق الإملاءات الإسرائيلية، وتضع خطة تعليم إسرائيلية، بمساعدة مليارات الدولارات التي ستصرفها الدول العربية، هو افتراض عقيم. وإذا افترضنا أن هذا هو الخيار المعقول في نظر رئيس الحكومة، فهل هو الخيار الوحيد الممكن؟
  • ثمة خيار آخر، كان من الصواب تقديمه قبل 4 أشهر، وهو أنه في "اليوم التالي"، لن يكون هناك سلطة لـ"حماس"، ولا احتلال إسرائيلي. وإسرائيل مستعدة الآن لإجراء حوار مع الدول العربية بشأن فترة انتقالية بعد الحرب. ليس لإسرائيل مطامع إقليمية في غزة، ولا سياسية، بل فقط مصلحة أمنية. كل حل يضمن نزعاً فعالاً للسلاح وإعادة الإعمار في آن معاً، هو حل مقبول منا. وتعالوا نجتمع ونتحدث.
  • إن حقيقة عدم وجود نقاشات رصينة في الوزارات المتعددة بشأن البدائل، المعيار الذي يقودها هو المصالح الحقيقية للدولة، تخلق وضعاً تكون فيه شعارات نتنياهو الانتخابية في الواقع سياسة (أو عدم وجود سياسة) دولة إسرائيل.