اخرجوا إلى الشوارع الآن قبل فوات الأوان
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- ظروف المجتمع في إسرائيل تحتاج إلى احتجاجات، أكثر من الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات ضد الانقلاب الدستوري، حتى توقفت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. على المعسكر الليبرالي في إسرائيل إشعال الشوارع، مثلما جرى في ليلة إقالة يوآف غالانت. المصيبة أن الحرب في غزة لم توقف فقط الحرب الأهلية، وأخمدت نيرانها، للأسف، لقد أفقدت أيضاً المعسكر الليبرالي عموده الفقري. والمؤسف أكثر أن الحرب عززت قوة المعسكر التابع لنتنياهو/ والمعسكر الكهاني. لا توجد أي علاقة بين صعود قوة غانتس وانهيار الائتلاف وبين الخروج في احتجاجات طارئة. صعود قوة غانتس تركت الاحتجاج بعيداً في الخلف.
- حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كان على الجمهور الليبرالي النضال ضد محاولة تفكيك الديمقراطية. وكعادته، ترك القضية الفلسطينية التي تقسّم صفوفه خارجاً. فكثيرون من الليبراليين الإسرائيليين هم ليبراليون لليهود فقط. إنهم "إخوة في السلاح"، وليسوا ضد الأبارتهايد والاحتلال. الآن، على الجمهور الليبرالي النضال ضد رفض نتنياهو إجراء انتخابات وتأجيله صفقة تبادُل الأسرى. وفي ظل حرب من دون جدوى، ندفع ثمنها الباهظ من حياة سكان غزة وحياة جنود الجيش، وعشرات الآلاف من النازحين في الشمال والجنوب، والانجرار التدريجي إلى حرب ضد حزب الله، ستكلف الجبهة الداخلية الإسرائيلية ثمناً كبيراً. هذا فضلاً عن انهيار الاقتصاد وتحوُّل العلمانيين إلى عبيد للقطاع الحريدي، واستمرار الانقلاب الدستوري، عبر شلّ لجنة اختيار القضاة، وتحويل الشرطة إلى ذراع عنيفة ضد الديمقراطية، وإلغاء جوائز من أجل إسكات معارضي النظام، بالإضافة إلى رفض مبادرة الدولتين التي بادر إليها الرئيس جو بايدن، وإدخال إسرائيل في عزلة دولية، وخسارة أي احتمال لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، والتوجه نحو زيادة عُنف المستوطنين، وضم مناطق من الضفة الغربية، واندلاع حرب "يأجوج ومأجوج" دينية في المسجد الأقصى.
- هذه هي الحجج لمصلحة الخروج إلى الشوارع بصورة جماعية، وإشعالها. هذه المرة، "إخوة السلاح"، من خلال تعبئتهم من أجل استمرار القتال العقيم المضر، الذي يؤجج أجواء القومية والشعبوية، ويقدس الوحدة والتفوق اليهوديَين، ويضعهما فوق أي قيم أخلاقية أساسية، هم يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ.
- للأسف، إن معارضة نظام نتنياهو، وحتى مقاطعته، تراجعت في الأشهر الأخيرة، وتحولت إلى أقلية هامشية. بني غانتس وغادي أيزنكوت يتعاونان معه، أمّا جدعون ساعر (حتى 7 تشرين الأول/أكتوبر، فكان بديلاً يمينياً غير تابع لنتنياهو)، أزال مقاطعته عن نتنياهو. يبدو أن إخفاق 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي نبع أساساً من إدارة نتنياهو، غيّر موقف ساعر منه. إن كنت مرة فاشياً، فأنت دائماً كذلك.
- عموماً، هذه الأيام جيدة للفاشية الإسرائيلية التي تتعزز، وهي أيام مظلمة لليبرالية. إن لم يخرج الليبراليون إلى الشوارع الآن، فلن يبقى شوارع لإشعالها. ما دام بايدن لا يزال في السلطة (بعكس ترامب، راعي الفاشية العالمية)، يجب الضغط من واشنطن أيضاً، وعلى الاحتجاجات الانضمام إلى هذا الضغط لتشكيل حركة مقص. نافذة الفرصة هي الآن، وليس عندما يبدأ التجنيد من جديد، تحضيراً لمعركة في رفح، وبعد ذلك، ضد حزب الله. الآن، قبل أن تشتعل انتفاضة أُخرى في البلد، وقبل أن يشتعل البلد بسبب مشهد نهاية العالم، الذي يتم التحضير له في المسجد الأقصى. وقبل أن تنضج فاشية شرطة بن غفير وتصل إلى نقطة تبدأ فيها بإطلاق النار على المتظاهرين ضد الحكومة، وقبل ألا يبقى مخطوفون لإعادتهم. وقبل أن ينشغل الجميع ويبدو في حالة يأس، وينشغلون بالهجرة. وأيضاً، قبل أن تُمنع التظاهرات والهروب من البلد (المطلوب جنود). اخرجوا إلى الشوارع الآن، قبل أن يخضع الجميع.