عمّا سيتحدث غانتس مع مضيفيه في أميركا، عن حل الدولتين؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بنيامين نتنياهو على حق. يوجد في إسرائيل رئيس حكومة واحد فقط. هو المسؤول عن كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر، وتحوُّل إسرائيل إلى دولة لاجئين، وفقدان المواطنين الثقة بالحكومة، وأيضاً هدم العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل منهجي، وتحوُّل إسرائيل إلى عبء على كاهل الولايات المتحدة، وأيضاً هو المسؤول عن العداء الذي يكنّه له الرئيس بايدن. ولا يمكن لأي كلام سيقوله غانتس لنائبة الرئيس كامالا هاريس، أو لأعضاء الكونغرس، تغيير هذه الحقائق. لقد حوّل غانتس نفسه إلى ضابط صيانة لنظام نتنياهو. إنه شخص من دون صلاحيات، وتخلى بإرادته عن أوراق القوة المتوفرة لديه. والآن أيضاً، يمدد صلاحية رخصة التدمير التي منحها لنتنياهو وعصابته في الحكم، وهؤلاء لا يحسبون له حساباً، والآن، يعتبرونه عدواً وخائناً.
  • زيارة غانتس للولايات المتحدة غير ضرورية، تماماً مثل زيارة العمل التي قامت بها ميري ريغف في سريلانكا، ليست ضرورية، أو الجولات التي قامت بها عيديت سيلمان في المغرب. والسؤال هو عمّا سيتحدث غانتس مع مستضيفيه، عن حل الدولتين؟ إنه يعارضه. أم عن وقف إطلاق النار الدائم؟ إنه يعارضه أيضاً. أو عن إدخال المساعدات الإنسانية أكثر إلى غزة؟ هنا يمكن أن يدعم، لكنه ليس هو مَن يقرر بهذا الشأن. ولا نتنياهو أيضاً. هذا المجال تحت مسؤولية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. هل سيتحدث معهم عن ترتيبات الدخول إلى الأقصى في شهر رمضان؟ في هذا السياق، هو ليس أكثر من ذبابة على الحائط في غرفة "الكابينيت".
  • فيما يتعلق بهذه القضايا، "الكابينيت" الحقيقي موجود في استوديوهات التلفاز، المكان المفضل للمسيانيين الذين لا يترددون في التهديد بتفكيك الحكومة، حتى لو كانت تهديدات فارغة. غانتس سيطلب من الكونغرس تحرير أموال المساعدات لإسرائيل، وهي قضية ضرورية ومهمة، لكن ما الذي يمكنه طرحه في مقابل ذلك باسم الحكومة التي يخاف على وجودها؟ الحكومة التي منعت السفارة الإسرائيلية من مساعدته. وأي صلاحيات لديه كي يعِد، أو يضمن للأميركيين، وهو المساهم المركزي في السيناريو الذي ستستمر فيه ولاية نتنياهو أكثر كثيراً بعد ذهاب بايدن إلى المنزل ؟
  • من الممكن أن تكون المقاعد الـ37، أو الـ39، التي يحصل عليها غانتس في استطلاعات الرأي، تجعله يشعر بالنشوة، لكن من أجل الفوز بهذه المقاعد، يجب الذهاب إلى انتخابات. عليه أن ينسحب الآن من الحكومة، وأن يضم إليه كل مستعد لخوضها معه، وأن يوقف العلاقة المرضية برئيس الحكومة، وأن يخرج فوراً من حكومة الدمار التي لا تزال مستمرة في الدفع بالانقلاب الدستوري، وأن يدفع إلى انهيار الحكومة والذهاب إلى انتخابات. لكن فوراً يعود إلى الذاكرة ما جرى في سنة 2019، عندما أدى غانتس دور "اللغز الصامت". حينها، اندفع إلى الساحة السياسية بعد أشهر طويلة اعتقدنا خلالها أنه أخرس، وتبنّى الشعار القائل "بالنسبة إليّ، إسرائيل قبل كل شيء". يوآف غالانت قال عن الشعار، حينها، "إن 8 كلمات وملصقاً ليسوا بديلاً من اختيار طريق". وبعد 5 أعوام، لا تزال طريق غانتس من دون مخرج.
  • الإحباط الذي يدفع إلى اليأس هو أنه على الرغم من الفراغ، فإن غانتس لا يزال هو الأمل الوحيد لدى المدافعين عن الديمقراطية في إسرائيل، ولدى كل مَن يعتقد أن نتنياهو والعصابة من حوله كارثة تاريخية واستراتيجية، ولدى كل مَن لا ينام الليل وهو يسمع أجراس الانقلاب الدستوري. هذه الأزمة كبيرة جداً، لأنه ما دام غانتس يطيل بقاءه في حكومة الخراب هذه، حتى لو كان البقاء بريئاً، فإنه يلبس عباءة الحكومة العفنة، ويبدو جزءاً منها. لا يستطيع الادعاء أنه مجرد زائر أو سائح جاء لتقوية نقاط الضعف. هذه اللطخة السيئة ستمتد حتى تغطيه كله. ومن دون خطة سياسية، واستراتيجيا عسكرية وانفصال واضح بينه وبين المخرب القومي، فإن هذه المقاعد جميعها ستبحث عن مكان آخر.