الخياران السيئان لتفكيك "مأزق رفح" يفرضان طرح خيار ثالث
المصدر
القناة 7 "عروتس شيفع"

شبكة اعلامية إسرائيلية تملكها يشيفا بيت –إيل مدرسة يهودية دينية تعنى بتعليم الشريعة اليهودية. ووتملك الشبكة موقعاً إخبارياً يصدر بثلاث لغات: العبرية والإنكليزية والروسية، يمكن الاشتراك فيه مجاناً، وما يشنره الموقع يعبر اجمالاً تعبر عن وجهة نظر الأحزاب الدينية وجمهور المتدينين من المستوطنين.

المؤلف
  • إن فكرة قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير أكثر من ربع القوة المتبقية لـ"حماس"، المتمركزة في منطقة رفح في غزة، والمكتظة بالسكان، هي فكرة سيئة، سواء بسبب الحجم الكبير للخسائر التي يمكن أن يتكبدها الجيش الإسرائيلي، أو بسبب الحجم الكبير للإصابات (ولو العرضية) بين المدنيين الموجودين هناك بكثافة.
  • أيضاً فكرة امتناع إسرائيل من القضاء على القوة العسكرية لـ"حماس"، الموجودة في رفح، أي التخلي عن هدف تحقيق نصر عسكري واضح وقاطع في القطاع، لا لبس فيه ولا جدال، وبدلاً من ذلك، الاكتفاء بضمانات مصرية وأميركية لعزل "حماس" عن إسرائيل والعالم، هي فكرة باطلة.
  • لو أن الولايات المتحدة نفّذت فعلاً الضمانات التي أعطتها لإسرائيل لكي تسحب قواتها من سيناء، بعد عملية قادش [العدوان الثلاثي على سيناء في سنة 1956]، لكان من الممكن تجنُّب حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967].
  • ولو طبّقت مصر اتفاق السلام مع إسرائيل بعد انفصالها عن غزة في سنة 2005، وأغلقت حدودها مع غزة على طول محور فيلادلفي (كما تدّعي مصر أنها فعلت ربما في العام ونصف العام الأخيرَين) لما نشأ "الوحش الحمساوي"، ولكان في الإمكان تجنُّب "مذبحة" 7 أكتوبر وحرب "السيوف الحديدية".
  • إسرائيل بحاجة إلى الانتصار في حرب "السيوف الحديدية"، مثلما بايدن بحاجة إلى الفوز في الانتخابات. هذه المصلحة المشتركة يجب أن تحولها إسرائيل فوراً إلى رافعة لطرح خيار ثالث لتفكيك القنبلة الإنسانية، بصورة تسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ مهمته العسكرية بالكامل: تدمير القوة العسكرية لـ"حماس"، وتفكيك آليات حُكمها، و"تطهير" القطاع من أنفاقها بصورة كاملة.
  • الرئيس بايدن بحاجة إلى أن يكون لديه 3 عصافير، من أجل إقناع إليزابيت وارن، المعارِضة السياسية الشرسة له، ومن أجل إقناع جمهور الناخبين الأميركيين.
  • الأول، تحقيق انتصار عسكري واضح وقاطع، ولا لبس فيه، في أوكرانيا، وفي إسرائيل، وإذا لم يكن في كلتيهما، ففي إحداهما، وإسرائيل قريبة من تحقيق ذلك. والثاني، إيجاد حل للكارثة الإنسانية الناشئة في قطاع غزة. والثالث، حصول على مقابل للمساعدات المالية الهائلة والاستثمارات الأُخرى للولايات المتحدة في مصر.
  • ... ونظراً إلى أن الخيار الأول والثاني غير صالحَين، يتعين على إسرائيل الحصول على موافقة الرئيس بايدن على الحل الثالث، السياسي، ومن أجل التعاون مع مصر على إجلاء سكان رفح إلى ملاذ موقت في رفح المصرية.
  • وبسبب الخوف المشترك لدى كلٍّ من مصر وإسرائيل من تدفُّق الفلسطينيين إلى عُمق سيناء، يجب السماح لمصر بالخروج عن الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وعزل رفح المصرية عن سيناء بواسطة قوة عسكرية مصرية لمنع هذا التدفق.
  • إقامة ملاذ آمن في رفح المصرية سيسمح لإسرائيل بإنهاء المعركة في الجنوب بانتصار عسكري كبير، كما سيسمح للرئيس الأميركي بالحصول على 3 عصافير في آن معاً، وهذه مساهمة كبيرة، ومفتاح لتحقيق الفوز الذي يأمله في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
  • في ظل الوضع الأمني الحرج الذي تجد إسرائيل نفسها فيه، فإن مساهمة الرئيس بايدن في إقناع مصر بالتعاون من أجل إقامة ملاذ آمن، هو أمر لا يقل أهمية عن الحصول على موافقة الرئيس ترومان على إعلان قيام دولة إسرائيل.
  • من أجل الحصول على موافقة الرئيس بايدن على إنشاء ملاذ آمن في رفح المصرية، وهو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ إسرائيل من التسبب بأضرار لا تُحتمل، يجب أن نقوم بخطوة مشابهة للخطوة غير العادية والدراماتيكية التي أقنعت الرئيس ترومان بإعطاء الضوء الأخضر لإعلان الدولة، وعقد مؤتمر طارىء في البيت الأبيض، يجمع الرئيس بايدن ورئيس الدولة هرتسوغ برفقة رئيس الحكومة ورئيس المعارضة، وبحضور رئيس متحف "ياد فاشيم" الحاخام لاو، وهو من آخر الناجين من المحرقة النازية.
  • يتعين على إسرائيل، وعلى الرئيس بايدن، عدم تفويت الفرصة المحتملة لتحقيق نصر أكيد للطرفين، وعلى نتنياهو المبادرة إلى ذلك فوراً...