أربعة أسباب وراء بناء أميركا الرصيف البحري قبالة ساحل غزة لتأمين المساعدات
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • للولايات المتحدة مصلحة في بناء رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة، وذلك لأربعة أسباب رئيسية:
  • أولاً: سيتيح الرصيف البحري تفريغ الحمولات الكبيرة وكميات من المساعدة الإنسانية، وهي أكبر بعشرة أضعاف من الكميات التي تصل الآن إلى القطاع عبر الشاحنات، حيث يتم "نهب" القسم الأكبر منها.
  • ثانياً: إن وجود رصيف أمام الشواطئ الشمالية للقطاع، حيث تسيطر إسرائيل، ولا وجود لكثافة سكانية عالية "لمهاجمة" الشحنات، سيضمن وصول المساعدات مباشرة إلى منظمات الغوث العالمية داخل القطاع، من دون وساطة "حماس" "وعائلات الجريمة".
  • ثالثاً: إن إدارة بايدن في حاجة ماسة إلى إرضاء ناخبي الحزب الديمقراطي والمسلمين والداعمين للفلسطينيين، وتريد أن تُظهر لهم أن الولايات المتحدة تُدخل مساعدات إلى القطاع على الرغم من معارضة التيار القومي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وبهذه الطريقة، ستتحسن صورة بايدن في أنظار الناخبين الشبان من التيار التقدمي في حزبه، والذين يهددون بعدم التصويت للرئيس الديمقراطي.
  • رابعاً: إن الإدارة الأميركية أدركت أن نتنياهو ليس سوى رهينة لدى الوزيرَين بن غفير وسموتريتش، وهبّت إلى مساعدته. وبهذه الطريقة، فإن نتنياهو سيتمكن من تبرير دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، عبر وصفها بأنها مفروضة مباشرة من الإدارة الأميركية.
  • وهذا الرصيف البحري ليس المشروع الوحيد الذي يحاول إيصال المساعدات عبر البحر، فمن المتوقع خلال الأيام المقبلة أن تصل إلى غزة مساعدات محملة على قطع بحرية صغيرة في قبرص، حيث سيقوم رجال أمن إسرائيليون بفحصها. أمّا بالنسبة إلى إدخال كميات كبيرة من المساعدات، فهناك حاجة إلى رصيف عائم، يمكن عن طريقه إفراغ كميات كبيرة من الإمدادات ونقلها إلى الشاطئ بسرعة كبيرة.
  • يمتلك الجيش والبحرية الأميركيان معدات ومخططات جاهزة لإنشاء ما يطلقون عليه اسم "القدرة الموحدة لنقل الإمدادات إلى الشاطئ"، وهذه القدرة، المكونة من رصيف عائم يتصل بالساحل، وسفن إمداد يرتبط بها أيضاً رصيف عائم، مخصصة للاستخدام في الأماكن التي ينزل فيها المارينز ولا يتوفر فيها ميناء لإمداد القوات.
  • إن أبرز المرات التي اضطر فيها الجيش الأميركي، بالتعاون مع نظيره البريطاني، إلى إنشاء ميناء عائم على هذه الشاكلة كانت في الحرب العالمية الثانية، حينما دفعتهما الحاجة إلى تحويل الإمدادات إلى قوات الحلفاء التي نزلت في شاطئ نورماندي في فرنسا، وهزمت النازيين. ومشكلة الأرصفة العائمة التي على هذا النحو، المكونة عملياً من رصيفَين، أحدهما في قلب البحر، والآخر موصول بالساحل، هي حساسيتها للعواصف البحرية؛ إذ من الصعب تشغيل أرصفة كهذه حينما يكون البحر هائجاً، وعاصفاً قليلاً.
  • وقال المتحدث باسم البنتاغون، مساء أمس (السبت)، إن الشحنة الأولى من الإمدادات عبر هذا الميناء ستصل إلى شاطئ غزة خلال 60 يوماً تقريباً، وفي ذروة عمله، سيوفر الرصيف مليون وجبة مساعدة إنسانية في اليوم. وقد اهتم الناطق باسم البنتاغون بتأكيد أنه ما من جنود أميركيين سينزلون على الساحل، وأن أقدامهم لن تطأ القطاع، ليضمن لمواطني الولايات المتحدة أن الإدارة لا تعتزم التورط في حرب شرق أوسطية إضافية، بجنود لها على الأرض.
  • وهذه الحقيقة شديدة الأهمية لإسرائيل وجيشها، لأنه لو كان هناك جنود أميركيون على شاطئ غزة أو يعملون على توزيع المساعدات بأنفسهم، فإن الأمر سيضع قيوداً على حرّية حركة الجيش الإسرائيلي القتالية، ولقد تم تنسيق هذا الشأن مع الأميركيين، على ما يبدو، في أثناء زيارة غانتس إلى واشنطن. ولربما إذا ادعى الأميركيون والمنظمات الدولية لاحقاً أنه حتى الميناء العائم لا يحل مشكلة توزيع المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية على السكان، فسيتعين عليهم أن ينزلوا في أرض غزة.