سلسلة من الأكاذيب، ومن الممكن التفاوض مع "حماس"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • بعكس الانطباع الذي نشأ أمس بعد نشر ديوان رئاسة الحكومة "بيان الموساد" عن الاتصالات بشأن صفقة المخطوفين، فإنه ليس هناك اتفاق في الآراء في كابينيت الحرب بشأن اتصالات صفقة المخطوفين. وأكثر من ذلك، فقد شهد يوم أمس داخل الكابينيت هجوماً مباشراً وغير مسبوق وواضحاً على بيان "الموساد" بشأن نشر السردية التي تقول إن "’حماس‘ لا ترغب في صفقة قبل رمضان، ولم ترُد على مخطط باريس، لذلك، فإنه ليس هناك ما نتحدث عنه."

 

  • وهذه الانتقادات الحادة لم تصدر فقط عن أكثر من عضو في كابينيت الحرب، بل أيضاً عن المستوى المهني. والتقدير هو أن رئيس "الشاباك" ورئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي يعتقدان أن الباب لم يُغلق، ولا يزال هناك مجال للمفاوضات وطرْح أفكار مبتكرة في إطارها، وهذا ما يعتقدة أيضاً اللواء نيتسان أيلون، وجهات أُخرى في المؤسسة الأمنية.

 

  • وفي الأمس، قال لي مصدر مطلع على موضوع المفاوضات: "هناك سلسلة من الأكاذيب. عائلات المخطوفين تتعرض للأذى، وهم يكذبون طوال الوقت، ويقدّمون صورة مشوهة"، فسألتُه عن ماهية هذه الصورة الحقيقية، فأجاب: "لقد طرح مخطط صفقة لتحرير المخطوفين في باريس، وعاد الوفد إلى إسرائيل، وجرى الاتفاق مع رئيس الحكومة على انتظار رد ’حماس‘. وفي هذه الأثناء، قدّم الأميركيون وسائر الوسطاء مخططاً مع تحسينات. وكان رد إسرائيل أنها لا تستطيع الموافقة على المخطط رقم 2 قبل أن تحصل على جواب ’حماس‘ على المخطط رقم 1. ومعنى ذلك أن إسرائيل قالت ’لا‘. وبعد ذلك، ذهب الوسطاء، وطرحوا المخطط على ’حماس‘ التي أرسلت وفداً عنها يوم الأحد الماضي إلى القاهرة، وبقي هناك حتى يوم الخميس، وحمل معه إلى هناك رداً على كل الأمور المطروحة في المخطط. وفي هذه الأثناء، وصل إلى إسرائيل رئيس السي آي، والتقى ديفيد برنايع، وهنا بدأت الأكاذيب."

 

  • بالاستناد إلى مصدر تحدثتُ إليه، فإن هناك فجوات بين مواقف الطرفَين، لكن بالتأكيد هناك مجال للتفاوض واستخدام طُرق مبتكرة من أجل إنجاحها. وفي أي حال من الأحوال، وبعكس "بيان الموساد" والذي يُفهم منه أن نتنياهو وغانتس وغالانت لديهم موقف موحد من المفاوضات، فإن صورة الواقع مختلفة؛ إذ يوجد في كابينيت الحرب عدد غير قليل من الأعضاء الذين يعتقدون أن ثمة مجالاً للمفاوضات، وأن "حماس" لم تغلق الباب، إنما إسرائيل تحديداً هي التي فعلت ذلك، كما يوجد رأي مماثل بين مسؤولين مهنيين رفيعي المستوى من خارج "الموساد".