"لبننة" "حماس": كيف غيّرت الحركة طريقة قتالها في غزة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
[أجرت الصحيفة مقابلة مع اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف، شرح فيها إلى أين تتوجه الحرب وما له علاقة بصفقة المخطوفين بعد تعثّر المفاوضات]
- إلى أين نتجه؟ لا يوجد اتفاق بشأن المخطوفين، ولا يبدو أن هناك تقدماً إضافياً من الناحية العسكرية؟
- "الوضع الآن هو أن إسرائيل لا تزال عالقة في عمليات قتالية تكتيكية فقط، وهي تعتبر أن لديها الوقت، ولا تتخوف من أن تقوم أطراف بالتأثير في الجدول الزمني لهذه الحرب. وعلى الرغم من أن ما يجري منذ أكثر منذ شهرين ليس حرباً، عملياً، ومن زاوية شدة الحرب، بل عملية عسكرية أساسية أو رئيسية، بحسب تحديد الجيش الإسرائيلي، فإنها لا تصل إلى حجم حرب".
- ما هو مفهوم "حماس" القتالي؟
- "لقد أدركت ’حماس’ أن وضع قدرتها القتالية في مواجهة الجيش الإسرائيلي هو وضع خاسر، لذلك، غيّرت أسلوب قتالها، وغيرت استراتيجيتها، بينما الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل لم يفعلا ذلك. لقد أدركت ’حماس’ أنه لا يزال لديها رصيد مهم جداً، هو المذبحة المدنية في غزة، وهي تستغل سيطرتها المدنية من أجل تغيير أسلوب قتالها. لقد انتقلت، عملياً، من حرب المقاومة العسكرية في مواجهة الجيش الإسرائيلي إلى حرب العصابات التي تُكبدنا ثمناً باهظاً من الخسائر البشرية، وهذا يساعدها جيداً في الوضع الحالي لأن الجيش الإسرائيلي لم يتم بناؤه للاحتفاظ بهذا العدد من الفرق العسكرية من أجل السيطرة على كل مكان في غزة. وفي الواقع، نحن نقوم بعمليات مداهمة، ندخل، ثم نخرج، ثم نعود إلى الداخل، وننتظر قتالاً مختلفاً".
- ما هو؟
- "كمائن، عبوات ومزيد من الأفخاخ، التي تحصد منا ثمناً، نوع من اللبننة".
- إذا دخلنا إلى رأس السنوار، لماذا يواصل رفضه صفقة المخطوفين ولا يُظهر مرونة في موقفه؟
- "يعرف السنوار أن إسرائيل تخسر وقتاً ثميناً. فهو يرى الضغوط الدولية، ويدرك أن رصيد إسرائيل بدأ ينفذ، وفي تقديره، أن الصبر الأميركي سينفذ في وقت قريب؛ لذلك، هو لا يريد الموافقة على أي شيء يمكن أن يقوّي إسرائيل ويصمد في وجه الضغوط. وحتى لو مورست الضغوط عليه من الخارج، فهذا لا يهمه، هو يريد إنهاء الحرب بهزيمة إسرائيلية، من أجل ذلك: أولاً، يقوم باستخدام الإخفاق الإنساني في القطاع، كما يستغل هذه الفترة الحرجة من شهر رمضان من أجل تأجيج الميدان، سواء من خلال أخطاء ترتكبها إسرائيل، أو استفزازات تؤدي إلى اشتعال المنطقة كلها، ويخرج منها رابحاً. وجوابي هو أننا لا نزال في مرحلة التكتيك العسكري، بينما تقاتل ’حماس’ بصورة أكثر ذكاءً، ومن خلال استراتيجيا مدروسة".
- إذا كان هذا هو الوضع، ماذا يجب على إسرائيل أن تفعل لتغييره؟
- "يجب على إسرائيل السير مع الاقتراح الأميركي، وفي الواقع، هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله استبدال ’حماس’ بحركة ’فتح’ في القطاع. لكن مع القيود التي تريد إسرائيل فرضها، أي السيطرة المدنية والإنسانية، وعدم خروج الجيش الإسرائيلي من القطاع قبل استعادة كل المخطوفين، وقبل الانتهاء من نزع السلاح من قوات ’حماس’ التي بقيت في غزة".
- "في المقابل، يمكن البدء ببناء منظومة مدنية يمكن أن تحسّن الوضع، وتحسّن الشرعية الدولية، التي على طريق الزوال اليوم، هذه هي توصية المؤسسة الأمنية، ومن ضمنها وزير الدفاع، وحده رئيس الحكومة مصرّ على استمرار الوضع التكتيكي الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي القيام بعمله، وهو يقوم به بصورة جيدة، لكن من دون أن يحقق إنجازات استراتيجية، أو أن يؤدي إلى تغيير المعركة، لا بل العكس، هو يُدخلنا في حالة من الغرق العميق".
- وماذا عن رفح، هل سندخل إلى هناك؟
- "من دون تنسيق، وبالتأكيد خلال فترة رمضان، لن تدخل إسرائيل، ورفح ليست مهمة بما فيه الكافية من أجل الدخول إليها الآن، بينما توجد مئات الآلاف من النازحين، وكل خطأ هنا سيُفاقم وضعنا الدولي".
- كلمة في النهاية عن الشمال؟
- "في الواقع، نصر الله يخسر من الناحية التكتيكية، لكن بالنسبة إليه، هو يحافظ على سرديته القائلة إنه لن يوقف القتال قبل وقف إطلاق النار في غزة، ويعطي الانطباع بأن الوسيط الأميركي تقبّل ذلك، وإذا كانت إسرائيل في هذا النطاق تريد القيام بعملية عسكرية من أجل تسريع الاتفاق، أو الدفع نحوه، فمن أجل هذه الخطوة، هي بحاجة إلى تثبيت الوضع في القطاع، لكي تستطيع التركيز على الشمال. النقطة الأُخرى، هي أن على إسرائيل تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية. ففي هذه الأثناء، لا يزال رئيس مجلس النواب يقدم الدعم الكامل لنصر الله، وهذا الأمر يجب أن يفرض على إسرائيل إعادة الحكومة اللبنانية إلى الصورة، واستخدام أدوات ضغط عليها، يمكن أن تضرب وضعها السيئ، مثل استهداف البنى التحتية للدولة، وليس الاستمرار في توجيه الضربات إلى حزب الله، ووضع الحكومة اللبنانية خارج الصورة".