هل نصر الله مَن يحدد مصيرنا؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • الواقع الإسرائيلي يُكتب من جديد في هذه الأيام. والطريقة التي سنتحرك فيها على الجبهة الشمالية سيكون لها تداعيات تاريخية وجيو - سياسية، وهي التي ستحدد الـDNA لدولة إسرائيل بالنسبة إلى الشرق الأوسط.
  • في الأسابيع الأخيرة، سمعنا كلاماً عن "النصر المطلق". يجب أن نذكّر بأن النصر الأخير الذي يمكن أن ينطبق عليه هذا التحديد تحقق قبل 60 عاماً تقريباً، في حرب الأيام الستة. لقد تحول إلى إنجاز عسكري يُدرّس في مدارس القيادة والكليات العسكرية في شتى أنحاء العالم. لا جدال في مدى جرأة عملية "موكيد" [الحرب الاستباقية الافتتاحية التي شنّتها إسرائيل في بداية حرب الـ 1967] التي دمرت نحو 70 طائرة حربية مصرية وأردنية وسورية خلال الأيام الأولى من القتال.
  • لكن مع الأسف، الزعامة الحالية تواجه صعوبة في اتخاذ قرارات شُجاعة ومهمة، وخصوصاً القرار بشأن مواجهة حزب الله في الشمال. حرب لبنان الثالثة يجب أن تكون حرباً استباقية وسريعة وقوية وفتاكة. يجب ألّا يترك عنصر المفاجأة أي تساؤلات عن قدرتنا على مواجهة العدو.
  • عملية "موكيد" 2024، تتطلب هجوماً مفاجئاً غير مسبوق على البنى التحتية في لبنان. ويجب ألّا تفاجىء الضربة العدو فحسب، بل أن تؤدي إلى تدمير المنظومة المدنية والعسكرية لحزب الله، إلى جانب هجوم مكثف على طول الحدود، واستخدام قذائف قادرة على كشف الأنفاق وتدميرها، وإحباط أي عملية تسلُّل. ومن الواضح في هذه الحرب أنه، إمّا نحن، وإمّا هم. لا يوجد طرف عقلاني يمكن التوصل إلى اتفاقات معه، أو تفاهمات (والخروقات المستمرة للقرار 1701 هي أبرز دليل على ذلك).
  • هناك 5 نقاط تفرض عملية هجومية استباقية واستراتيجية:
  1. إذا لم نأخذ بزمام المبادرة، فسنواجه الأمر عينه، وفي أي سيناريو، سيكون الضرر الذي سيلحق بلبنان وإسرائيل هائلاً، لكن مسألة مَن يهاجم أولاً لها أهمية دراماتيكية، وتشكل ميزة كبيرة.
  2. الشمال يشهد حرباً منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر: 100 ألف مستوطن تحولوا إلى لاجئين في بلدهم، مستوطنات وقواعد تهاجَم يومياً، والحديث عن "القتال المنخفض الدرجة" لم يعد ذا دلالة.
  3. الضرر الكبير: الأضرار التي لحقت بالاقتصاد اقتربت من مستويات غير مسبوقة. لم يعد هناك حياة يومية في الشمال، والفهم الذي يقول إنه "عاجلاً أم آجلاً، ما من مفر سوى أن نرفع درجة التصعيد"، أصبح سخيفاً وعقيماً.
  4. العلاقات مع الولايات المتحدة: "بايدن لن يسمح لنا بالهجوم"، "نحن بحاجة إلى مزيد من العتاد"، هناك دائماً أسباب وذرائع، لكن الزعامة الشجاعة لا تبحث عن ذرائع، بل تقرر عند الحاجة. كوْني كبرت ودرست في الولايات المتحدة، أقول لكم بوضوح: إن الأميركيين يحترمون الزعامة الشجاعة التي لديها مبادىء حديدية. شنُّ حرب استباقية في الشمال، حتى لو اصطدمت بالانتقادات الخارجية، فإنها ستحظى في نهاية المطاف بتأييد الرئيس بايدن الذي يفهم جيداً ميزان القوى في المنطقة، وهو ملزم بمحاربة محور "الشر" الذي تقوده إيران.
  5. رسالة قوية لإيران: إيران هي "رأس الأفعى"، وهي تواصل اقترابها من القنبلة النووية في ظل الحرب، من هنا، إن تدمير أهم وأقوى مشروع لها يشكل مصلحة أميركية واضحة. لقد دخلت الولايات المتحدة في سنة الانتخابات، وهناك فجوة كبيرة بين التصريحات العلنية وبين الأفعال. ويتعين على إسرائيل الإصرار على الدفاع عن سيادتها بأي ثمن.
  • إن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تدرك أن حرباً شاملة في الشمال ستدفع الجبهة الداخلية أثماناً باهظة جرّاءها، لكن مع ذلك، هي تدرك بوضوح أنه إذا أخذنا بزمام المبادرة، فإن هذا سيقلص حجم الضرر. من غير المقبول أن تتخلى دولة إسرائيل طوال 5 أشهر عن شريط كامل من أراضيها بسبب التردد والجبن. إن الهجوم الإسرائيلي هو أمر واقع، والرسالة التي سيبعث بها إلى أعدائنا تفوق أي اعتبار سياسي من أي نوع كان. أيها المواطنون الإسرائيليون استيقظوا؛ الآن، جاء دور صنّاع القرار.