انطلقت هذا الصباح سفينة المساعدات الإسبانية Open Arms، التي كانت تنتظر في ميناء لارنكا في قبرص، في اتجاه سواحل القطاع. وتجرّ السفينة وراءها بارجة محملة بـ200 طن من القمح والمواد الغذائية المختلفة إلى غزة. الاتحاد الأوروبي اعتبر هذه الرحلة إلى غزة رحلة "تجريبية" للممر البحري المخطط إقامته بين قبرص وغزة، وذلك في انتظار إقامة الولايات المتحدة الرصيف البحري في القطاع.
وهذه المهمة، مثل سائر المساعدات التي ستأتي عبر الممر البحري، تمولها دولة الإمارات، وهي مدعومة من منظمة إغاثة أميركية خاصة تحمل اسم "المطبخ المركزي العالمي" (WCK)، والتي أعلنت أن الهدف إقامة أوتوستراد بحري من السفن المحملة بملايين الوجبات الغذائية التي ستُنقل إلى سكان غزة من دون توقف.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هَيوم" (12/3/2024) أن طواقم إسرائيلية وأميركية تنسّق فيما بينها بشأن كيفية تشغيل هذا المشروع، وأنه جرى الاتفاق على بعض العناصر، والبعض الآخر في قيد البحث. وبحسب المشروع، ستكون المرحلة الأولى مرحلة تجريبية، وستشمل ما بين 10 و20 شحنة يومياً. وجرى ترتيب الأمور بتجميع المساعدات الغذائية التي ستجمعها منظمة WCK على رصيف خاص في مرفأ لارنكا. ويقوم الشاباك بأعمال التفتيش الشاملة للمحتويات للتأكد من أنها لا تحتوي على أسلحة يمكن أن تستخدمها "حماس". ثم تُنقل المساعدات إلى سفن تستطيع الإبحار في مياه غير عميقة، تتجه من قبرص إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن إسرائيل تنوي تحقيق عدة أهداف من خلال هذا الخط البحري؛ الهدف الأول، استبدال الأونروا بمنظمة أُخرى تكون مسؤولة عن توزيع الغذاء؛ الهدف الثاني، حرمان "حماس" من الظهور بأنها الجهة التي تحرص على تزويد سكان غزة بالغذاء، وفي رأي المصدر العسكري، كلما تدفق الغذاء إلى القطاع، كلما خسرت "حماس" سيطرتها. أمّا الهدف الثالث، فهو التخفيف من الضغط الدولي على إسرائيل واتهامها بأنها هي التي تمنع وصول المواد الغذائية إلى سكان غزة. وثمة هدف آخر، هو تخفيف العبء عن إسرائيل كمسؤولة عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.