حتى لو وصلت المساعدات إلى غزة، ليس واضحاً مَن سيوزعها، وفي هذه الأثناء، الجوع يتوسع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • يوم الثلاثاء، أبحرت السفينة Open Arms من قبرص، متجهةً إلى قطاع غزة، وعلى متنها 200 طن من المواد الغذائية والأدوية. والشحنة خضعت لتفتيش دقيق في مرفأ لارنكا، لكن الأخبار الجيدة التي تحملها إلى مئات الآلاف من سكان غزة، لا تزال بعيدة المنال.
  • والفكرة هي إفراغ الشحنة في عرض البحر وتحميلها على متن قوارب صغيرة الى شاطىء غزة. لكن ليس واضحاً مَن سيفرغ الشحنات، وأين تخزّن، ومَن يوزعها على المواطنين، ومَن يحميها. وبحسب كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن بناء رصيف بحري، يجب أن ننتظر شهرين على الأقل، لكي تصل أجزاء الرصيف إلى هنا، إلى أن يجري جمعها، وتتحول إلى رصيف بحري، يمكن من خلاله نقل الشحنات.
  • في غضون ذلك، ليس لدى الإدارة في واشنطن حلول للمشكلات اللوجستية والتشغيلية المعقدة التي ترافق عملية النقل، في الوقت الذي تصف الأمم المتحدة الوضع في القطاع بـ"الجوع الشديد"، وتتحول مسألة المساعدات الإنسانية إلى أزمة استراتيجية. لقد أوضح بايدن أن أقدام الجنود الأميركيين لن تطأ أراضي غزة. لكن على الرغم من تصريحاته، فإن هناك حاجة إلى مَن يربط الرصيف بالشاطىء، ويحمي الطواقم الهندسية الأميركية، ويهتم بمعالجة شحنات المساعدات، ويوزعها على المحتاجين.
  • من أجل هذا الغرض، تبحث الإدارة عن شركات خاصة تستطيع تنفيذ المشروع، وتأمين التمويل اللازم من أجل تشغيلها. إحدى هذه الشركات هي Fogbow التي يملكها أحد الموظفين السابقين في الاستخبارات الأميركية. مديرها هو سام ماندي، جنرال سابق في المارينز، وكان قائداً للمارينز في الشرق الأوسط، ومساعده هو مايك مالروي، عميل سابق في السي آي إي، وعمل مستشاراً لوزير الدفاع...
  • لكن حتى لو حُلّت مسألة تمويل المشروع، فإن هذا لا يشكل نهاية للصعوبات التي سيواجهها. كل شركة ستعمل في نقل الشحنات ستحتاج إلى حماية المنشأة، وحماية المخازن التي ستُجمع فيها الشحنات في المرحلة الأولى. وكما هو معروف، لقد وافقت إسرائيل على تأمين دائرة حماية حول الرصيف بصورة تمنع المواطنين والمجموعات المسلحة من الاقتراب من الشحنات، أو التدافع نحوها، لكن ليس معروفاً مَن سيكون مسؤولاً عن حماية الشحنات من الرصيف إلى المخازن، ومن المخازن إلى السكان.
  • مصدر إسرائيلي قال لـ"هآرتس" إن المهمة قد توكَل إلى قوات فلسطينية محلية غير مسلحة"، لكنه أضاف: "لم تُحل مشكلة الحماية، وكيف نمنع وقوع أحداث شبيهة بتلك التي وقعت قبل أسبوعين، وقُتل فيها 113 شخصاً جرّاء التدافع للوصول إلى شاحنات المساعدات".
  • ومن بين الوسائل التي بحثت في تكليف الشركة الفلسطينية الخاصة "فديكو - غزة"، والتي عملت على بناء المنطقة الصناعية في غزة، وعلى ما يبدو، لديها الخبرة والقدرة المطلوبة لتخزين البضائع وتوزيعها. "قد يبدو في النهاية أنه لا مفرّ من أن يضطر الجنود الإسرائيليون إلى حماية كل عملية توزيع للمساعدات، من الرصيف، وصولاً إلى مراكز التوزيع في المدن"، يقول المصدر الإسرائيلي. لكن أي حل لوجستي يجري التوصل إليه، فهو بحاجة إلى الانتظار للانتهاء من إقامة الرصيف الموقت، ولا يملك سكان غزة ترف الوقت، وهم يتضورون جوعاً. وبالاستناد إلى تقارير مخيفة بشأن حالة الجوع في غزة، بدأ السكان بذبح الكلاب والقطط من أجل تأمين طعام لأبناء أسرهم...
  • في يوم الثلاثاء، وبعد توقف استمر 3 أسابيع، دخلت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال القطاع. وكانت محملة بكميات من الأغذية تكفي لـ25 ألف شخص، ولوقت قصير. وهذه الكميات ضئيلة نسبياً، مقارنةً بالحاجات الهائلة في القطاع، ومع ذلك، ليس واضحاً الوقت الذي سيستمر فيه هذا الترتيب الذي يسمح بدخول الشاحنات إلى شمال القطاع، مستخدمةً الطريق العسكرية المتاخمة للسياج الفاصل بين إسرائيل وغزة.
  • في هذه الأثناء، تجمعت كميات كبيرة من شحنات المساعدات في الجانب المصري من معبر رفح، وهي تنتظر دورها في الفحص، قبل الدخول إلى غزة. في مصر، ازداد الضغط الشعبي من أجل فتح المعبر والسماح بحرية عبور الشاحنات من دون رقابة من الجانب الإسرائيلي. ويوم الثلاثاء، رفضت وزارة الخارجية المصرية، وللمرة الثانية، طلب مجموعة من الأشخاص والناشطين الاجتماعيين الاجتماع بها للبحث في السماح بدخول المتطوعين المصريين، وبينهم أطباء وأعضاء في منظمات إغاثة، إلى القطاع.
  • بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، نجح أعضاء هذه المجموعة، برئاسة الطبيبة منى المينا، رئيسة نقابة الأطباء السابقة، في الحصول على تواقيع آلاف المتطوعين، بينهم العديد من الأطباء الذين يريدون الانضمام إلى الطواقم الطبية في القطاع. لم توضح وزارة الخارجية المصرية سبب رفضها الاجتماع بالمجموعة، وحتى الآن، يتفادى النظام في مصر خرق الاتفاقات مع إسرائيل، ومع الإدارة الأميركية، بشأن ترتيبات دخول شحنات المساعدات والطواقم المهنية المطلوبة للمساعدة...
  • على صعيد آخر، أفاد أحد التقارير بأن الولايات المتحدة تفحص إمكان وقف إطلاق نار إنساني قصير، هدفه نقل معدات طبية وأدوية إلى المخطوفين الإسرائيليين في القطاع، لكن التقرير ذكر أن "حماس" اشترطت وقف إطلاق النار بإدخال معدات طبية وأدوية إلى المستشفيات في القطاع، وليس واضحاً ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على مثل هذه الهدنة الإنسانية. ويتخوف أحد المصادر الإسرائيلية من أن تكون هذه الهدنة الإنسانية القصيرة بمثابة "صيانة أفضل للمخطوفين"، لكن من دون أن تؤدي إلى "الدفع بصفقة شاملة".
 

المزيد ضمن العدد