تقرير: تواصُل ردات الفعل الإسرائيلية الغاضبة على تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن مستقبل الحكومة الإسرائيلية الحالية، ونتنياهو يؤكد أن إسرائيل ستنهي المهمة المقرّرة في رفح
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ردّ مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى للغاية على تقرير أجهزة الاستخبارات الوطنية الأميركية لسنة 2024، الذي نُشر قبل يومين، وأشار إلى احتمال فقدان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سدّة الحكم وسط الانتقادات بشأن إدارة الحرب ضد حركة "حماس" في قطاع غزة. ومما ورد فيه: "إن حالة عدم الثقة بقدرة نتنياهو على الحكم، تعززت واتسعت في صفوف الجمهور الإسرائيلي العريض، مقارنةً بمستوياتها المرتفعة فعلاً قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة. إن تأليف حكومة مختلفة وأكثر اعتدالاً هو أمر محتمل".

وقال هذا المسؤول في بيان صادر عنه لوسائل الإعلام، إن مواطني إسرائيل هم الذين ينتخبون رئيس الحكومة، وليس أي شخص آخر، متهماً تقرير الاستخبارات الأميركية بأنه محاولة لإطاحة نتنياهو. وأضاف: "إن إسرائيل ليست محمية للولايات المتحدة، بل دولة مستقلة وديمقراطية، وأن مواطنيها هم الذين ينتخبون الحكومة. إننا نتوقع من أصدقائنا أن يعملوا على إطاحة نظام ’حماس الإرهابي’، وليس الحكومة المنتخبة في إسرائيل".

وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 إن البيان جاء من أعلى مصدر سياسي إسرائيلي يمكن تخيّله، في إشارة، على ما يبدو، إلى أنه نتنياهو نفسه. وأضافت أن التقرير الأميركي أثار غضب رئيس الحكومة الذي قرّر، في إثره، الدخول في مواجهات شديدة وعلنية ودراماتيكية مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.

وكان نتنياهو ألقى كلمة أمام الاجتماع الذي عقدته منظمة "أيباك" في واشنطن الليلة قبل الماضية، أكد فيها أنه يقدّر بشدة الدعم الذي تلقاه من الرئيس الأميركي بايدن وإدارته، ويأمل بأن يستمر.

وقال نتنياهو: "دعوني أكون واضحاً: إن إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب مهما حدث. ولكي تنتصر، يجب عليها تدمير ما تبقى من كتائب حركة ’حماس’ في مدينة رفح. إذا لم تفعل ذلك، فستعيد الحركة تجميع صفوفها، وتسليح نفسها، وتستعيد غزة. وهذا تهديد لا يطاق لمستقبلنا، ولن نقبله. سندمر ’حماس’، ونطلق سراح المخطوفين، ونضمن ألّا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل مرة أُخرى. إن إسرائيل ستنهي المهمة المقرّرة في رفح، بينما سيتمكن المدنيون من الابتعاد عن الأذى".

وانتقد نتنياهو الولايات المتحدة وحلفاء آخرين أعربوا عن قلقهم من عدد القتلى المدنيين المرتفع، الذي قد ينجم عن عملية إسرائيلية واسعة النطاق في مدينة رفح المكتظة للغاية، وأكد أنه "لا يمكنك القول إنك تدعم حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، ثم معارضة إسرائيل عندما تمارس هذا الحق". وأضاف: "كما لا يمكنك القول إنك تدعم هدف إسرائيل المتمثل في تدمير ’حماس’، ثم تعارض إسرائيل عندما تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. ولا يمكنك أن تقول إنك تعارض استراتيجيا ’حماس’ في استخدام المدنيين كدروع بشرية، ثم تلوم إسرائيل على الخسائر في صفوف المدنيين التي تنجم عن استراتيجيا ’حماس’ هذه. بالنسبة إلى إسرائيل، مقتل كل مدني مأساة. بالنسبة إلى ’حماس’، مقتل كل مدني هو استراتيجيا. لذلك، من الخطأ وغير الأخلاقي إلزام إسرائيل بمعيار تجنُّب وقوع إصابات بين المدنيين، لا تلتزم به أي دولة أُخرى على وجه الأرض".

وتعهّد نتنياهو أمام مندوبي "أيباك" بعدم توقّف الضغوط التي تواجهها إسرائيل من حلفائها في جميع أنحاء العالم عن المضي قدماً، مؤكداً أنه لا يوجد خيار سوى النصر المطلق، وأن النصر في متناول اليد.

وفي رسالة غير مباشرة إلى بايدن، اختتم نتنياهو خطابه بالقول إن الأغلبية الساحقة من الشعب الأميركي ومن أعضاء الكونغرس تقف مع إسرائيل.

هذا، ونفى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان التقارير الأخيرة التي أفادت بأن البيت الأبيض يفكر في حجب مساعدات عن إسرائيل إذا ما مضت قدماً في خططها بشأن عملية رفح.

وقال ساليفان خلال مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية: "لن ننخرط في تكهنات بشأن ما سيأتي في المستقبل، والتقارير التي تزعم أنها تصف تفكير الرئيس هي تكهنات غير مدروسة". لكنه كرّر أن الولايات المتحدة لن تدعم عملية للجيش الإسرائيلي في رفح، ما لم تطرح إسرائيل خطة لإجلاء أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى المدينة، وهو ما لم تفعله حتى الآن.

وكان بايدن أكد خلال نهاية الأسبوع الماضي أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح سيكون خطاً أحمر لإدارته، غير أنه لم يحدّد عواقب تجاوُزه، وشدّد على التزامه مواصلة تزويد إسرائيل بوسائل الدفاع عن نفسها.

 

المزيد ضمن العدد