ما هو الدور التاريخي لجدعون ساعر؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • أدى تشكيل حزب "أمل جديد" في كانون الأول/ديسمبر 2020، قبل انتخابات الكنيست الـ24، إلى إلحاق الضرر بقدرة بنيامين نتنياهو على تأليف حكومة. كانت هذه الفترة التي نكث فيها نتنياهو بالوعود التي أعطاها لغانتس في اتفاق المناوبة فيما بينهما، وفي الانتخابات، حصل "أمل جديد" على 6 مقاعد في الكنيست فقط، لكن جزءاً كبيراً من ناخبيه كانوا ناخبين لليكود لم يرغبوا في التصويت لمصلحة نتنياهو. وبهذه الطريقة، أدى حزب "أمل جديد" دوراً تاريخياً، واعتُبر وجوده مهماً للغاية، فهو الذي قطع استمرار الحكم الطويل لنتنياهو، وأدى إلى قيام حكومة التغيير.
  • لكن منذ سقوط حكومة التغيير، يتخوف ساعر من خوض حزبه الانتخابات منفرداً، ومن استطلاعات الرأي التي تتنبأ بأنه قد لا يتخطى نسبة الحسم، لذلك، فضّل خوض الانتخابات مع المعسكر الرسمي لبني غانتس وغادي أيزنكوت، وحصل على مراكز مهمة ومحصنة في القائمة.
  • هذه الخطوة كانت ملائمة للطرفين. فمن دون قائمة موحدة، لما استطاع ساعر الفوز، بينما تمكن غانتس، من خلاله، من الحصول على صبغة يمينية رسمية، رداً على اتهام حزبه بأنه حزب "يساري".
  • ما الذي حدث لكي يبدأ ساعر بالتوجه نحو نتنياهو، وما هو مصدر الشائعات بشأن عودته إلى الليكود، والتي عاد ليكذّبها في المساء في أحاديث مغلقة؟ الاجتماعات التي عقدها، والمحادثات التي أجراها، والمرونة الواضحة في علاقته بنتنياهو، بما في ذلك ما قاله مؤخراً، أنه يجب وقف مقاطعة نتنياهو، وأيضاً الزيارات المستمرة لناشطي الليكود، أمور كلها تثير الانطباع بشأن حدوث أمر ما.
  • لكن السبب أبسط كثيراً؛ من المحتمل أنه سئم من رؤية زملائه في زعامة المعسكر الرسمي يتخذون قرارات مهمة ضمن إطار "كابينيت الحرب"، بينما هو نفسه موجود في "كابينيت" غير مهم، مع إيتمار بن غفير، وميري ريغيف ويفعاط ساشا بيتون؟
  • من المحتمل أن يكون كلامه حقيقياً، وأنه واجه فوارق أيديولوجية جوهرية بينه وبين غانتس وأيزنكوت، وهما دفعاه إلى الاعتقاد أنه قادر على تجاوز نسبة الحسم وحده، وبفضلهم، قرر أنه يمكن تأهيل نتنياهو.
  • من المحتمل أن تأتي الإجابة عن كل هذه الأمور في المستقبل. في هذه الأثناء، ثمة شك في أن العدد الكبير الذي يحصل عليه غانتس في استطلاعات الرأي يمكن أن يتراجع بعد مغادرة ساعر، وثمة شك أيضاً في أن قدرته على تولّي منصب رئاسة الحكومة، مقارنةً بنتنياهو، ستتضرر هي أيضاً.
  • لقد بقينا مع حزب يدّعي أنه يمثل اليمين الرسمي. ونحن بحاجة ماسة إلى حزب كهذا في الانتخابات المقبلة، لكن بما أنه من المتوقع أن يكون هناك أكثر من حزب واحد كهذا، فإن جدعون ساعر، الذي أنهى الولاية المستمرة لنتنياهو في رئاسة الحكومة، من خلال إقامة حزب "أمل جديد"، من المحتمل أن يكون أحد العوامل التي ستسمح لنتنياهو بالاحتفاظ بالحكم.

 

 

المزيد ضمن العدد