الرؤية التي تعتبر ترامب جيداً لإسرائيل ليست خاطئة فقط - بل خطِرة أيضاً
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- إنه لأمر مذهل. وبصورة خاصة في الوقت الذي تنهار الرؤية نتيجة كارثة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يبدو أن هناك رؤية جديدة - قديمة تنضج، وباتت أخطر وأكثر تهديداً. إنها دونالد ترامب.
- في مقالات الرأي التي تُنشر في وسائل الإعلام، وفي التصريحات التي تصدر عن السياسيين، وفي الردود على الخطوات المختلفة في مجال العلاقات الإسرائيلية الأميركية - يخرج مؤخراً العديد من التصريحات التي تعبّر عن حبٍّ وتشجيع لترامب. هذه التصريحات تهدف إلى الإقناع والشرح بأنه أفضل من جو بايدن، ومن المهم انتخابه رئيساً مرة أُخرى.
- مؤخراً، نُشر استطلاع للرأي أشار إلى أن 44% من الإسرائيليين يفضلون ترامب كرئيس، و72% من ناخبي نتنياهو يفضلون ترامب. وبكلمات أُخرى، رؤية ترامب جيدة لإسرائيل، ويجب نشرها. هذه الرؤية ليست رهاناً فقط، بل هي خطِرة أيضاً، وتهدد الولايات المتحدة والعالم الحر، وفي الأساس إسرائيل. من المبالغ فيه الإشارة إلى أن إسرائيل دولة تتعلق بالولايات المتحدة التي تساعدها أكثر من أي دولة أُخرى في العالم.
- في عواصم الغرب والبلاد الديمقراطية المركزية، تُعتبر التقديرات التي تشير إلى احتمال عودة ترامب بمثابة كابوس. يُذكر أنه هو مَن هدم مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى مؤثرة وقائدة. وأنه الشخص الذي أذلّ قوى عظمى، كألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وأنه الشخص الذي أبدى إعجابه بالديكتاتوريين، كفلاديمير بوتين، وخضع لهم، وتفاخر بالمحبة التي تجمعه برئيس كوريا الشمالية كيم جون أون. أوساط السفراء والدبلوماسيين الكبار في الأمم المتحدة ونيويورك تصف احتمال عودة ترامب رئيساً بأنه كارثة.
- هذا الأسبوع، هاجم ترامب اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين، وقال إنهم "يكرهون أنفسهم، وعليهم أن يخجلوا". مَن يتجرأ على الحديث هكذا عن اليهود؟ فترامب قال إن "هتلر قام بأمور جيدة"، وفي مقابل هذه الأقوال المجنونة، يريد دعم اليهود في الولايات المتحدة ؟ جمعية ضد الكراهية نشرت بياناً للصحافة، دانت فيه ترامب بسبب قوله إن تصويت اليهود "لا ساميّ".
- هذا الأسبوع، انتشر مقال في "نيويورك تايمز" تحت عنوان "تريدون أن تعرفوا ما الذي سيقوم به ترامب؟ اسمعوا ما يقول". وفي هذا السياق، يفصّل الكاتب قائمة غير قصيرة من الأقوال التي صدرت عن ترامب في الأعوام الماضية، وفي كل منها، تظهر عنصريته بشكل واضح، عنصرية إزاء الغرباء وأبناء الأقليات، وضمنهم اليهود. هذا المقال بمثابة تلخيص مرعب لما يمكن أن تكون عليه إسقاطات رؤية ترامب، وبصورة خاصة بالنسبة إلى إسرائيل.
فليساعدنا الرب
- لا أذكر في تاريخ المنافسات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، أن أعلن مرشح بصراحة ما سيقوم به عندما يُنتخب رئيساً - وما الذي سيقوم به عندما يخسر. هذا بالضبط ما أعلنه ترامب منذ تبين أنه المرشح الجمهوري للرئاسة في سنة 2024. لقد أعلن أنه عندما يُنتخب رئيساً، فإن أول ما سيقوم به سيكون تحرير جميع المتهمين الموجودين في السجون بسبب مشاركتهم في الهجوم العنيف والقاتل على مبنى "الكابيتول".
- كما أعلن أنه يعمل على اعتقال المسؤولين الذين أزعجوه خلال رئاسته، وامتنعوا من تنفيذ أوامره. هذا الأسبوع، أعلن أيضاً للمواطنين في الولايات المتحدة أنه في حال خسر الانتخابات، فسيسيل الدم في أميركا"، و"ستكون هذه الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة". لا أكثر ولا أقل.
- وبكلمات أكثر بساطة، دونالد ترامب يوضح مسبقاً، وبشكل حاسم، أنه لن يقبل نتائج الانتخابات إن لم تكن لمصلحته، ويقول ويشرح أنه لو انتصر جو بايدن، فإن "النتائج ستكون مزيفة". هذا ليس مضحكاً، هذا مخيف.
- المُقلق بشأن رؤية ترامب الخطِرة هو التخوف من أنها ستكون جزءاً مما يقوم به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مقابل الرئيس بايدن. ممنوع إلغاء احتمال أن يكون الدافع وراء استفزازات نتنياهو لبايدن، ومحاولاته خلق مواجهة معه، هو اعتقاده أنه سيخسر بعد أشهر قليلة، ويتم انتخاب صديقه الأفضل دونالد ترامب.
- الكارثة في هذه الاعتبارات هي أنه حتى لو فاز ترامب وأقام بالبيت الأبيض أربعة أعوام، فهذا سيكون كارثة لإسرائيل. ما لا يفهمه نتنياهو ولا يريد فهمه، هو أن ترامب لن يكون ترامب نفسه الذي كان قبل 4 أعوام. فهو ليس فقط لم يعد صديق نتنياهو، بل إنه يسخر من نتنياهو ويتعامل معه باستهزاء. مسؤول يهودي كبير قال إن "حقيقة أن بايدن هو الرئيس خلال الحرب ضد ’حماس’ هي هدية من السماء". مضيفاً: "لو كان ترامب الرئيس الآن، فكان سيرسل بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل في أعقاب الضغوط. لكن من الواضح أنه لم يكن ليبادر، أو يفكر حتى في منح إسرائيل 17 ملياراً كمساعدات مالية في وقت الحرب".
- التصريحات التي صدرت عن ترامب في الأيام الأخيرة بشأن الحرب التي تديرها إسرائيل ضد "حماس" ومطلبه بوقف فوري لإطلاق النار هما الدليل على الخطر المتوقع منه لإسرائيل، إذا تم انتخابه رئيساً. فليحمِنا الرب.
- عملياً، الوضع الذي يعيشه ترامب ليس جيداً، وليس مشجعاً في المنافسة الانتخابية. فهو شخصياً لا يملك المال، وأعلن محاموه أنه لن يستطيع دفع الغرامات التي فُرضت عليه بقيمة 400 مليون دولار. وبحسب الأخبار المحدثة، فإنه لا يملك المال للحملة الانتخابية، ولا يوجد لديه متبرعون. وبحسب الصحف، فإن حملته الانتخابية ليست منظمة، وناشطون مركزيون تركوها.
- الخلاصة هي أن رؤية ترامب التي تتغلغل في أوساط إسرائيليين كثر ليست أكثر من واهمة، وهي كارثة على إسرائيل.