بدلاً من النصر المطلق، نصر نسبي ومعقول
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • هناك خيط واضح يربط بين تصريحات رئيس الحكومة بأن الحرب لن تنتهي إلاّ بتحقيق "النصر المطلق"، وبين مسودة قرار الحكومة بشأن قانون التجنيد. وفي الحالتين، ما يجري هو انفصال عن الواقع وعدم قدرة على التمييز بين أهداف يمكن تحقيقها وبين الأوهام.
  • التقييم الدوري للضباط يتضمن بنداً بعنوان "الوعي بما يجري في وحدته". وهذا البند لا يقيّم مهنية الضابط ولا قيَمه، بل يتطرق إلى مسألة لا تقلّ أهميةً، وهي درجة وعي الضابط بما يجري حوله. وفي هذا البند، تحصل الحكومة على درجة صفر.
  • سنتطرق إلى مفهوم "النصر المطلق" الذي يكرره نتنياهو. هذا المفهوم صاغه الرئيس الأميركي روزفلت في كانون الأول/ديسمبر 1941 [أي منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية]. بعد مرور عام وربع العام، وخلال اجتماع عقده مع تشرشل في الدار البيضاء، قام الاثنان بترجمة هذا المفهوم إلى شيء أكثر واقعية: لقد قررا إنهاء الحرب ضد ألمانيا واليابان فقط بـ"الاستسلام من دون شروط"، وهذا ما جرى في سنة 1945.
  • إذا حاولنا تطبيق هذا الطلب على "حماس"، فإن معنى الاستسلام من دون شروط هو خروج يحيى السنوار ومَن حوله من الأنفاق، رافعين العلم الأبيض، وتسليم كل السلاح الموجود في حوزة "حماس"، وإطلاق كل المخطوفين. مع الأسف، إن تحقيق هذا الإنجاز مستحيل، لذلك، يجب التوجه نحو أهداف أكثر واقعية.
  • والهدف الواقعي يجب أن يستند إلى الاعتراف بالواقع. أي الاعتراف بأن العالم كله، بدءاً من "حماس"، مروراً بكل الدول العربية ودول العالم، بما فيها الولايات المتحدة، يريد إنهاء الحرب، وليس فقط وقفاً لإطلاق النار. الولايات المتحدة ملتزمة، وبشكل فضفاض، أن إنهاء الحرب سيؤدي إلى عودة كل المخطوفين، بينما بقية العالم مستعدة لتجاهُل هذا البند.
  • في ظل الوضع الحالي، كان التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين بشأن العملية العسكرية في رفح يمثل الحد الأقصى الممكن، لكن "الانزعاج" الذي شعر به نتنياهو جرّاء عدم استخدام الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، قلّص الفرص بشأن هذا الموضوع. لذا، بدلاً من ذلك، تستطيع إسرائيل استكمال العمليات في مخيمات وسط القطاع (حيث جرى إطلاق الصواريخ الأخير على أشدود) وإنشاء فصل (ممر) آخر، يقطع بين خانيونس وبين رفح. هذه العملية لا تنطوي على احتكاك كبير بالسكان، ولا تتطلب موافقة أميركية.
  • وهذا سيكون نصراً إسرائيلياً نسبياً، وليس مطلقاً. ومن الناحية العسكرية، سيشكل إنجازاً، لأنه سيؤدي إلى تدمير الجزء الأكبر من قدرات "حماس" وإزالة التهديد الفعلي لإسرائيل. هذا التقطيع الإضافي، سيترك لـ"حماس" السيطرة على منطقة محدودة في رفح يحتشد فيها 1.5 مليون نسمة.
  • في موازاة ذلك، من الأفضل إجراء دخول متدرج لقوات تابعة للسلطة الفلسطينية إلى شمال قطاع غزة، بتأييد أميركي وعربي. عادةً، يسقط النظام عندما يوجد بديل منه. حتى الآن، منعت إسرائيل نشوء بديل، وبالتالي، حتى لو استمر الضغط العسكري شهوراً عديدة، فلن يستطيع تحقيق هدف إسقاط حُكم "حماس".
  • انتهاء الحرب بعد مرور ستة إلى ثمانية أشهر (بشرط عودة كل المخطوفين)، وبعد الأضرار الهائلة التي لحِقت بالقدرات العسكرية التي بنتها "حماس" طوال 15 عاماً، هو إنجاز معقول. ومثلُ هذه النهاية للحرب سيسمح بعودة سكان "غلاف غزة" إلى منازلهم، ويؤدي إلى تحسّن قدرتنا على إنشاء واقع أمني أفضل في لبنان، وسيتيح لنا ترميم مكانتنا الدولية، وسيخلق الظروف لإعادة بناء الجيش وتحسين الاقتصاد.
  • هذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى لتحقيقه إذا فهمنا ما يحدث في الدولة، وفي البيئة الإقليمية، وفي العالم كله.