لا توجد معركة أخيرة: على الجيش طرح خطة لإنهاء الحرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • رؤية إسرائيل الأمنية حتى  يوم 6/10/2023، استندت إلى مبدأ بن غوريون، الذي يقضي بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون أمام المعركة الأخيرة. إسرائيل صغيرة جداً لدرجة أنها لن تستطيع فرض إنهاء الصراع بالقوة على أعدائها. ومن هذا الفهم تطورت رؤية الجولات القتالية، وبحسبها، تحاول إسرائيل تأجيل الحروب، واستغلال فترات ما بين الحروب لتقوّي نفسها وتتطور.
  • الحروب والحملات العسكرية، جميعها، انتهت من دون أن تؤدي إلى تغيير أساسي في الوضع العدائي ضدنا. التغيير الأساسي في الوضع جرى في أعقاب اتفاقيات السلام. ومع الهجوم المفاجئ في 7/10، سارع كثيرون إلى نسيان الحقيقة البسيطة التي عبّر عنها بن غوريون. وفي رأيهم، أن الإخفاق الأمني نابع من أننا سمحنا لـ"حماس" بتعزيز قوتها، ولو استبقنا الأحداث واغتلنا السنوار، فما كنا لنفاجأ. وبحسبها، وقعنا ضحية النظرية، وأدمننا الهدوء، والضعف العسكري والمدني. لو خضنا المعركة الأخيرة في غزة قبل حدوث ما حدث، لكنا نجونا.
  • إذا كان من الممكن القضاء على "حماس" مسبقاً، فكيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ إسرائيل سيطرت على قطاع غزة منذ سنة 1967، قبل وقت طويل من تأسيس "حماس". يمكن أن يكون الخطأ كامناً في الخروج من غزة خلال "فك الارتباط"؟ لقد كان هناك عمليات قبل ذلك وإطلاق قذائف من غزة أيضاً. هل يمكن أن يكون جذر المشكلة في اتفاق "أوسلو"، وكان من الممنوع السماح لمنظمة التحرير بالسيطرة على غزة؟ لكن عملياً، اتفاق "أوسلو" كان الرد على الانتفاضة الأولى التي تضمنت احتجاجات "إرهابية" في غزة. إذاً، لماذا لم ننجح في قمع الغزيين قبل ذلك؟
  • يبدو أن السبب كان واضحاً بالنسبة إلى بن غوريون منذ إقامة الدولة- إسرائيل لا تستطيع أن تفرض على أعدائها إنهاء الصراع بالقوة. وكما لم ننجح في ردع مصر في الحروب حتى اختار السادات السلام؛ وكما لم ننجح أيضاً في منع "الإرهاب" وتطوُّر منظمات عدائية في لبنان؛  أيضاً لم ننجح قط في القضاء على "الإرهاب" في الضفة وغزة. لا يوجد "مرة واحدة إلى الأبد". ما كان واضحاً في سنة 1950، بات منسياً في سنة 2024.
  • لكن حتى الذي نسيَ، فإنه يرى الوضع الحالي بعد نصف عام من الحرب. لم تتوفر لدى الجيش قط ظروف مريحة لخطوة عسكرية مثل هذه الظروف. الشرعية الداخلية وكذلك الخارجية، سمحتا بإنجازات غير مسبوقة لتفكيك بنية "حماس"، لكن هل اقتربنا من تفكيك التهديد نهائياً من غزة ؟
  • الادعاء الآن هو أن ما ينقصنا فقط عملية نهائية في رفح. هل هذا صحيح؟ قوات الجيش عادت إلى غزة، وإلى مستشفى الشفاء، لتجد أنهما مليئان بـ"المخربين". هل ستختفي "حماس" بعد تفكيك الكتائب في رفح فعلاً، كما اختفت من شمال القطاع ؟
  • هل الوضع الذي وصلنا إليه ينبع فقط من عدم وجود إرادة كافية، عسكرية أو سياسية، أم أنه نتاج عدم فهم أساسي أكثر؟ هل حقيقة أننا تلقينا ضربة مؤلمة إلى هذا الحد يوم 7/10، تزيد في قوتنا بشكل يسمح لنا، ببساطة، بالقضاء على عدونا في غزة، مرة وإلى الأبد؟
  • الجيش متواطىء مع عملية التمويه التي تجري، كأننا في الطريق للوصول إلى المستحيل، وأن الخطوة العسكرية يمكنها أن تقضي على التهديد من غزة. هل لدى قائد هيئة الأركان خطة عملية للقضاء على التهديد من غزة ؟ هل لديه القوات، والمعدات، والدعم الدولي للوصول إلى هدف كهذا ؟ وإن لم يكن من الممكن القضاء على التهديد في المطلق- فما هو الممكن تحقيقه، وكيف يمكن تحويل هذا الإنجاز إلى واقع مُرضٍ في الغلاف؟ يجب على قائد هيئة الأركان تقديم إجابات عن هذه الأسئلة. حتى لو كانت حوافزنا عالية وغير مسبوقة، لا يمكن الاستمرار في قبول شعارات غامضة بشأن استمرار القتال مدة سنة. على الجيش طرح خطة عملية لإنهاء الحرب بسبب الظروف الواقعية، إسرائيلياً ودولياً. حتى لو كان معنى ذلك أنه لا توجد "مرة وإلى الأبد".
 

المزيد ضمن العدد