نفى ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية التقارير التي أشارت إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تراجع عن قراره بشأن إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي الرفيع التي كانت مقررة إلى العاصمة الأميركية لمناقشة الاجتياح المحتمل لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، عقب تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وجاء هذا النفي في سياق بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس (الأربعاء)، في حين أكدت تقارير صحافية إسرائيلية وأميركية وغربية أن نتنياهو اتصل بالبيت الأبيض، وسعى لجدولة زيارة الوفد الإسرائيلي الرفيع من جديد، بعد أن شنّ هجوماً على إدارة جو بايدن وأعلن إلغاء زيارة الوفد، واتهم واشنطن بالإضرار بالمجهود الحربي الإسرائيلي، في إثر امتناعها من إسقاط القرار الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت هذه التقارير عن 4 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن نتنياهو يعتزم إرسال مستشارَيه المقربَين، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض بشأن عملية رفح.
ورجّحت التقارير نفسها أن تتم الزيارة في مطلع نيسان/أبريل المقبل.
وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن ديوان نتنياهو اتصل بالبيت الأبيض أول أمس (الثلاثاء)، وطلب إعادة جدولة زيارة ديرمر وهنغبي لمناقشة عملية محتملة في رفح، وأضاف المسؤول نفسه أن البيت الأبيض يناقش الآن موعداً يكون مناسباً للجميع.
ونقلت شبكة التلفزة الأميركية "إن بي سي" عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، قوله إن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بلّغ البيت الأبيض أنه يريد تحديد موعد آخر لاجتماع ملغى بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في مدينة رفح.
كما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء بأن إسرائيل طلبت تحديد موعد آخر للاجتماع بمسؤولين أميركيين من أجل مناقشة خططها العسكرية في مدينة رفح.
ومثلما ذُكر أعلاه، نفى ديوان نتنياهو صحة التقارير التي وردت في هذا الشأن، وجاء في بيان مقتضب أنه خلافاً لهذه التقارير، لم يصادق رئيس الحكومة على مغادرة الوفد إلى واشنطن. إلا إن البيان لم ينفِ أن ثمة محادثات تجري مع إدارة بايدن بهذا الشأن.
وكان نتنياهو أعلن يوم الإثنين الماضي أنه قرر إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي الرفيع التي كانت مقررة إلى واشنطن، بناءً على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن لمناقشة الاجتياح الإسرائيلي الوشيك لمنطقة رفح. وأكد البيت الأبيض أنه يعتزم إطلاع المسؤولين الإسرائيليين على بدائل للقضاء على حركة "حماس" في غزة، من دون شنّ هجوم بري في رفح تعتقد واشنطن أنه سيكون بمثابة كارثة. وجاء إعلان نتنياهو هذا بعد أن امتنعت الولايات المتحدة من استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار صادق عليه مجلس الأمن الدولي، ويدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.