من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أشار آخر تطورات الأوضاع في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان إلى مقتل 9 أشخاص مساء أمس (الأربعاء) جرّاء غارتين إسرائيليتين على بلدتين في الجنوب اللبناني، بينما ردّ حزب الله بضربات صاروخية مكثفة على غارة إسرائيلية سابقة دامية أدّت إلى مقتل 7 مسعفين، وقالت مصادر في قيادة الجيش الإسرائيلي إن عُمق لبنان يتحوّل إلى منطقة حرب.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن 6 أشخاص قُتلوا في غارة إسرائيلية على مبنى في بلدة طير حرفا، كما قُتل3 أشخاص في غارة مماثلة على مطعم في بلدة الناقورة. وكلتا البلدتين في الجنوب اللبناني.
وأضافت الوكالة أن القتلى في الناقورة هم من مسعفي الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، مشيرةً إلى أنهم تجمعوا إلى جانب المطعم المستهدف للتوجه إلى بلدة طير حرفا. كما أسفرت الغارتان على البلدتين عن جرحى جرى نقلهم إلى مستشفى في مدينة صور.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه استهدف خليتين لحزب الله في البلدتين، ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر أمنية لبنانية أن من بين القتلى عناصر من الحزب.
وقُتل فجر أمس أيضاً 7 مسعفين من جمعية الإسعاف اللبنانية جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت مركز إسعاف لهيئة الطوارئ والإغاثة الإسلامية في بلدة الهبارية في الجنوب اللبناني. وأقيمت مراسم دفن للمسعفين السبعة في وقت لاحق، أطلق المشاركون فيها هتافات تندد بما وصفوها بأنها المجزرة الإسرائيلية المستمرة ضد طواقم الإسعاف والإنقاذ في الجنوب اللبناني، وطالبوا الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بمحاسبة إسرائيل.
وأعلن حزب الله أنه نفّذ أمس 5 هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الجليل وتلال كفرشوبا اللبنانية. وقال الحزب إن مقاتليه قصفوا بعشرات الصواريخ مستوطنة كريات شمونة ومقر قيادة اللواء 769 في ثكنة المستوطنة، ردّاً على ما وصفها بأنها مجزرة إسرائيل في بلدة الهبارية. وأسفر قصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ عن مقتل عامل إسرائيلي في أحد المصانع وأضرار مادية كبيرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي استنفار قواته في إثر رصد طائرة مسيّرة لحزب الله في منطقة رأس الناقورة قبالة منطقة الحدود مع لبنان.
هذا وأكدت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش الإسرائيلي أمس أن عُمق لبنان بات منطقة حرب، وأن حزب الله بدأ يخاطر، وذلك في إشارة إلى الهجمات التي يشنها بشكل يومي على قواعد مواقع عسكرية قبالة الحدود، دعماً لقطاع غزة.
وأضافت المصادر نفسها أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 110 صواريخ من لبنان في اتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين. وأشارت إلى أنه لم تتوفر حتى الآن الشروط لاتفاق مع حزب الله، وأن صفقة لتبادل الأسرى في قطاع غزة ربما تساهم في التوصل إلى اتفاق مع لبنان أيضاً. وشدّدت على أن الجيش الإسرائيلي أقرّ برنامج تدريب هذا العام يركز على رفع جاهزية سلاح الجو لخوض حرب في جبهة الشمال.
وكان الجيش الإسرائيلي وسّع في الأيام الماضية ضرباته إلى منطقة البقاع، شرق لبنان، مستهدفاً بعلبك والهرمل، وردّ حزب الله بضرب قواعد عسكرية إسرائيلية حيوية في الجليل والجولان. وتلوّح إسرائيل منذ مدة بعملية عسكرية واسعة ضد حزب الله، سعياً لإبعاده عن الحدود إلى ما وراء نهر الليطاني، وتقول إن ذلك يمكن أن يتحقق أيضاً من خلال الدبلوماسية.
وبدأت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 20 إسرائيلياً وأكثر من 300 لبناني.