على الرغم من الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة عليها، تستعد إسرائيل للعملية في رفح، وتُجري في الميدان خطوات فعلية، وفق ما ذكرته "النشرة الإخبارية المركزية" [ القناة 12] أمس (الأربعاء)، لقد بدأ الجيش بعزل مدينة غزة، في حال انهارت المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين. ويستعد الجيش للعملية في رفح من خلال معالجة الأنفاق ومهاجمة المسلحين، والشقق التي يختبئون فيها، ومهاجمة مخازن السلاح، والقضاء على "ناشطي الإرهاب". وضمن إطار الاستعداد للعملية في رفح، وكجزء من معالجة مسألة السكان المدنيين، طلب رئيس الحكومة شراء 40 ألف خيمة من الصين، وفور وصولها إلى إسرائيل، ستُنقل إلى أماكن محددة وواضحة في القطاع، حيث ستُنصب من أجل اللاجئين. في غضون ذلك، ينسّق وزير الدفاع يوآف غالانت العملية مع نظرائه الأميركيين في واشنطن.
في هذه الأثناء، قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة أجرتها معه ليونيت ليفي في القناة 12 أمس: "نعتقد أن عملية برية كبيرة في رفح هي خطأ".
وتابع كيربي: "ببساطة، نحن لا نستطيع دعم هجوم برّي كبير في رفح من دون وجود خطة قابلة للتحقيق، وتضمن سلامة 1.5 مليون غزّي لجأ إلى هناك. لقد لجأ هؤلاء إلى رفح بسبب العمليات التي جرت في شمال القطاع، وفي خانيونس، وقبلها في مدينة غزة".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى التأكد من أنه سيجري الحفاظ على سلامتهم. نحن نعترف بضرورة العمل ضد ’حماس’، ونعترف أيضاً بأن من حق إسرائيل القيام بذلك. إن ’حماس’ لا تزال تشكل خطراً حقيقياً، ونحن نعلم بوجود ’مخربين’ لها في رفح. وندرك تماماً الحاجة إلى فعل هذا، لكننا لا نعتقد أن الدخول إلى رفح هو فكرة جيدة".
أمّا بشأن التحذير من "تداعيات" العملية العسكرية في رفح، والتي شددت عليها نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، فإن كيربي لم يعطِ تفصيلات عنها، وقال: "لا أريد طرح تقديرات، أو الحديث عن سيناريوهات افتراضية. نعتقد أن هناك طرقاً أُخرى لملاحقة ’حماس’ في رفح، ومرة أُخرى، من حق إسرائيل القيام بذلك، لكن يجب عليها عدم تعريض حياة اللاجئين للخطر".
وفي ظل الأزمة الحادة بين إسرائيل والولايات المتحدة جرّاء عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن، شدد كيربي على أن الولايات المتحدة لم تغيّر سياستها حيال إسرائيل، وقال: "هذا ليس تغييراً في سياستنا بأي صورة من الصور. ويوجد في صيغة القرار ربط بين صفقة المخطوفين وبين وقف إطلاق النار. علاوةً على ذلك، نظراً إلى أن هذا القرار لا يدين ’حماس’، فهذا كان سبب امتناعنا من التصويت. لكن لا تغيير في سياستنا. الرئيس بايدن لا يزال ملتزماً ببذل كل ما في وسعه من أجل إعادة المخطوفين".
أمّا بشأن عدم إحراز الاتصالات المتعلقة بصفقة المخطوفين أي تقدُّم مع "حماس"، قال كيربي: "نحن لم نتقدم في الاتجاه الذي نرغب فيه، هذا مؤكد. كان لدينا انطباع بأن الفجوات أُغلقت، واقتربنا من التوصل إلى صفقة تمكنّنا من إطلاق المخطوفين. الآن، يبدو أننا لم نحرز تقدماً، على الأقل، ليس في الاتجاه الذي كنا نأمل به".
وتابع: "لكن هذا لا يعني أننا سنتخلى عن بذل الجهود. سنواصل العمل على هذه الصفقة، وسنعمل بقوة، ونبذل كل ما في وسعنا من أجل إعادة الطرفين إلى الغرفة والاتفاق على هذا الأمر. هذه ليست المرة الأولى التي تشكل فيها ’حماس’ عقبة".
أمّا بشأن التصعيد على الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله، فسُئل كيربي: هل الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بتصدير السلاح إلى إسرائيل بأي ثمن. فأجاب: "تأييدنا لإسرائيل ولأمنها هو تأييد قوي. لكن أريد أن أشدد على أن هذا لا يعني أننا لن نجري محادثات مباشرة وصريحة مع شركائنا في إسرائيل بشأن هذا الموضوع".