لا معنى، تقريباً، للإنجازات العسكرية، من دون وجود استراتيجيا ناظمة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يُعدّ الدفاع المذهل عن دولة إسرائيل الذي قام به الجيش في وجه الغارة الإيرانية "الشريرة" ذا قيمة استثنائية تتمثل في الردع، وتجسيداً ممتازاً للقدرات العسكرية. إن مجرد القرار الإيراني بشأن مهاجمة إسرائيل بصورة مباشرة، وعلى هذا النطاق الواسع، يُعتبر سابقة خطِرة، ربما كان مردّه تقديرات النظام "القاتل" في إيران، أن إسرائيل أصبحت أضعف من ذي قبل. أمّا النجاح العسكري الإسرائيلي في مجال الدفاع، بحسب ما نُشر، وكذلك في مجال الهجوم، حسبما نُسب إلى إسرائيل، فيوفر للأخيرة ما يشبه الوقت الإضافي للتحضير للمواجهة المقبلة، وهي مواجهة آتية حتماً، مهما طال الزمن، أو قصر. لهذا الغرض، هناك حاجة إلى قوة عسكرية، وإلى جانبها تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة والدول العربية. هذا الخيار "المبارك" موضوع على طاولة صنّاع القرار، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، وغياب قرار من هذا النوع يشبه تبنّي استراتيجيا تضر  بالمصالح الإسرائيلية.
  • لقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق إنجازات مهمة في قطاع غزة، لكن، حتى لو تحقق ذلك، فإن رفض رئيس الوزراء تحديد استراتيجيا للخروج من الحرب، من المتوقع أن يُلحق بإسرائيل أضراراً جسيمة، قد يكون بعضها غير قابل للإصلاح، كما سيضرّ أيضاً بالإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي، فهذا الجيش، شأنه شأن أي جيش آخر، مجرد أداة قوية لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية، ولذلك، يجب أن يعثر على حليف مدني، غير عسكري، في قطاع غزة، في إطار سعيه لإخفاء وجود "حماسستان" من على وجه الأرض. إن غزة منطقة مكتظة، يعيش فيها 2.2 مليون من الفلسطينيين على أرض مساحتها 365 كيلومتراً مربعاً، تعاني جرّاء أزمات شديدة الخطورة في عدة مجالات: مياه الشرب، والصرف الصحي، والصحة، والاقتصاد، وكثير غيرها. إن الأفكار المطروحة بشأن قوات محلية أو دولية تخدم كبديل مدني في القطاع هي أفكار عبثية، ولا مجال لأن تتحقق، ومن شأن غزة أن تتحول إلى منطقة بائسة حقيقية، سواء في الواقع، أو في صورتها في الإعلام الدولي. سيكون للأمر تأثير خطِر في مكانة إسرائيل الدولية، التي ستضطر إلى فرض حُكم عسكري مباشر. لا يمكن لإسرائيل وحدها أن تعيد إعمار القطاع وفتح أفق في وجه السكان، على هيئة بديل من نظام "حماس الشرير"، وهذا البديل لن يكون إلا السلطة الفلسطينية، بحسب المخطط الذي تقوم إسرائيل بصوغه مع الدول العربية الثرية.
  • وينبغي أن يضاف إلى ذلك ما يحدث في الشمال. فمن غير المعقول أن منطقة كانت مزدهرة إلى حد كبير صارت خاوية من الناس. هذا الأمر يمكن حلّه بطريقة من اثنتين: إمّا مواجهة شاملة تكون أثمانها والأضرار المترتبة عليها مرتفعة، وهي تستوجب تنسيقاً مع الولايات المتحدة، أو تسوية سياسية محسنة توفر لإسرائيل وقتاً لتحصين قواها، تحضيراً لمواجهة مستقبلية. لقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق نجاحات تكتيكية رائعة جداً على الجبهة الشمالية، لكن هذه الإنجازات قد تتضرر في ظل غياب رؤية استراتيجية واسعة تشمل قطاع غزة أيضاً، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول الإقليم. إن دعم الولايات المتحدة سيكون مطلوباً جداً في مواجهة تهديدات من النوع الذي تمثله محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي من شأنها أن تتحول في المستقبل إلى جبهة مهمة.
  • عندما أصدر السنوار أمره بتنفيذ الهجوم "القاتل"، توقّع اندلاع حرب متعددة الجبهات، وكسر عزيمة إسرائيل، والتسبب بشقاق بيننا وبين الولايات المتحدة ودول المنطقة، والحؤول دون تشكيل حلف استراتيجي مع السعودية. فهل سنسمح له، من خلال قصر ذات يدنا الاستراتيجي، وقصر نظر رئيس الحكومة، بتحقيق مثل هذا السيناريو الضار؟
  • هناك نقطة أُخرى: علينا أن ننتهي من قضية المختطفين والمختطفات: لقد تركت دولة إسرائيل هؤلاء لمصائرهم مرة واحدة، وعليها أن تعيدهم الآن. المسألة ليست اختيارية، بل هي فرض واجب على الدولة.