رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا يعلن استقالته: فشلنا في المهمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا استقالته من الجيش صباح يوم الاثنين، وذلك بعد مرور نصف سنة على "المذبحة" في "غلاف غزة". وهاليفا هو أول مسؤول في القيادة الأمنية يعلن استقالته، ويتحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى مقتل 1200 مواطن وجندي في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وإلى نشوب الحرب.

واعترف هاليفا في كتاب الاستقالة، الذي أرسله إلى رئيس الأركان، بأن شعبة الاستخبارات لم تقُم بالمهمة المؤتمنة عليها، وكتب: "طوال سنوات عملي، تعلمت أنه إلى جانب الصلاحيات، هناك مسؤوليات ضخمة". وتابع: "مع بدء الحرب، أعربت عن رغبتي في الاستقالة من الجيش وإنهاء عملي. بعد مرور أكثر من نصف سنة، أطلب الاستقالة من الجيش في نهاية مرحلة التحقيقات". وطالب هاليفا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية "قادرة على التحقيق مع كل الأطراف بصورة جذرية وعميقة وشاملة، وتكشف الظروف التي أدت إلى وقوع الأحداث القاسية".

وتابع: "هذا اليوم الأسود يلازمني يومياً في الليل، وفي النهار. وسأحمل معي هذا الألم الرهيب للحرب إلى الأبد". وأعلن هاليفا أنه سيواصل القيام بمهماته حتى إيجاد البديل، وسيفعل كل شيء من أجل القضاء على "حماس" وإعادة كل المخطوفين والأسرى والمفقودين إلى منازلهم ووطنهم".

وكان هاليفا صرّح في مطلع هذا الشهر، في أثناء حديث مع رؤساء الأذرع في شعبة العمليات، بأنه "ليس واثقاً بأن الشر الأكبر أصبح وراءنا، لا تزال أمامنا أيام معقدة". جاء كلامه هذا على خلفية منع التجول الذي أعلنه الجيش، استعداداً لردّ إيراني على مقتل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني في دمشق، الأمر الذي أثار هلع الجمهور.

وكان هاليفا أعلن، بعد أسبوع على "المذبحة" في "غلاف غزة"، مسؤوليته عن الكارثة التي حلّت، وكتب: "الاستخبارات العسكرية في ظل قيادتي فشلت في التحذير من الهجوم ’الإرهابي’ الذي نفّذته ’حماس’. لم نقم بالمهمة الأكثر أهمية بالنسبة إلينا، وكرئيس للاستخبارات العسكرية، أنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل".

مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" (22/4/2024) أوضح مسؤولية رئيس الاستخبارات هاليفا عن الإخفاق، وتحدث عن مسيرته المهنية، فكتب: "هاليفا الذي يبلغ الـ56 من عمره، ويحمل شهادة ماجستير في العلوم الاجتماعية، وتجنّد في كتيبة المظليين، وبسرعة أصبح قائداً لها. وعُيّن رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية في سنة 2021. هو من مواليد حيفا، علماني، درس في مدرسة الأليانس في المدينة. ولديه خمسة أولاد."

كتب هاليفا عن مسؤولية الاستخبارات العسكرية عن التقصير التالي: "منذ 7 أكتوبر، اتضح مدى تعامي شعبة الاستخبارات العسكرية عمّا يحدث في قطاع غزة، فهي لم تنجح في أن تفسّر بصورة صحيحة المؤشرات الدالة على الهجوم المقبل. على سبيل المثال، لم تفسّر بصورة صحيحة التدريبات التي كانت تقوم بها ’حماس’ والجهاد الإسلامي، تحت نظرها، وحتى قبل أيام من وقوع ’المذبحة’، كان المسؤولون في شعبة "أمان" يقولون  إن ’حماس’ مردوعة، وقبل وقت قصير من الهجوم، لم يتمكنوا من تفسير الاستعدادات التي قام بها ’المخربون’ في الليلة التي سبقت الهجوم على غلاف غزة".

وعلى الرغم من مسؤولية هاليفا عن التقصير، فإنه لم يشارك في تلك الليلة المصيرية في المشاورات التي أجرتها القيادة الرفيعة المستوى. يومها، تلقّت المنظومة الأمنية "إشارات ضعيفة" إلى حدوث شيء ما على الحدود مع غزة. كان هاليفا في إجازة مع عائلته في إيلات. وعند الساعة الثالثة فجراً، اتصل به مساعده، وأطلعه على المعلومات التي قدمها ضابط الاستخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية، والتي تفيد بأن "حماس" بصدد الإعداد لعملية استباقية، لكن ليست بحجم "المجزرة". بالإضافة إلى وجود "مؤشرات غير مُطمئنة". وكان الاستنتاج أنه يجب إعلام هاليفا بكل المستجدات". ولم يشارك هاليفا في الاستشارات التي جرت لاحقاً مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هليفي، ومع قائد شعبة العمليات اللواء عوديد بسيوك، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فيلدمان.