بعد مرور 6 أشهر على الحرب الدموية، فإن نهايتها لا تظهر في الأفق. وعلى الرغم من تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل باتت قريبة جداً من النصر، فإن جهات أميركية تحذّر في حديث لصحيفة "النيويورك تايمز" من أن الحرب ضد "حماس" يمكن أن تستمر سنوات عديدة.

 حتى الآن، تدّعي إسرائيل أنها قتلت 26 ألف فلسطيني في قطاع غزة، نصفهم عناصر في "حماس". بينما تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 33 ألف فلسطيني. لكن جميع هذه الأرقام تعتمد على التقديرات، وليس على إحصاءات دقيقة، بسبب حالة الفوضى التي تسود القطاع.

واعترف مصدر استخباراتي إسرائيلي للصحيفة بأنه على الرغم من القتال القاسي الدائر في شمال القطاع، فإن التقديرات تتحدث عن استمرار وجود ما بين 4000 و5000 مقاتل من "حماس".

في غضون ذلك، حذّرت مصادر عسكرية واستخباراتية أميركية من أن عدد الخسائر في الأرواح، التي تكبدتها حركة "حماس"، لا يعني بالضرورة نهاية القتال. وقال مسؤول سابق في السي آي إي إن "المقاومة الفلسطينية لإسرائيل التي تتجلى في عمليات ’حماس’، وفي جهات فلسطينية أُخرى في القطاع، هي ليست فقط جزءاً من بنية مادية، بل هي فكرة. وعلى الرغم من الدمار الهائل الذي تتسبب به إسرائيل للحركة، فإنه من المعقول الافتراض أن كثيرين في القطاع ينتظرون الانضمام إلى القتال".

وذكرت المصادر الأميركية التي تحدثت معها الصحيفة أن على إسرائيل الاعتراف بأنها غير قادرة على تدمير "حماس" تدميراً مطلقاً، ويجب عليها الاكتفاء بمنع "مذبحة" أُخرى مثل تلك التي حدثت في 7 أكتوبر. ومع ذلك، فهم يتوقعون أنه حتى بعد انتهاء الحرب، ستقوم "حماس" ببناء نفسها من جديد، ووتيرة حدوث ذلك مرتبطة بخطط إسرائيل وشركائها بشأن "اليوم التالي للحرب". وأوصى هؤلاء بأن تتجنب إسرائيل القتال الشديد القوة، وبالتركيز على اغتيال مسؤولي "حماس" ومنع تعاظم القوة العسكرية للحركة من جديد.