فرصة استراتيجية: لدينا إمكانية حقيقية لإضعاف حزب الله
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- يدور القتال بين حزب الله وإسرائيل في موازاة الحرب في غزة، وفي الواقع، هو مرتبط بها. الناطقون بلسان الحزب يكررون ويوضحون أنهم لن يوافقوا على وقف القتال، أو على أيّ تسويات، أو اتفاقات تتعلق بالحدود البرية، قبل وقف إطلاق النار في غزة. في غضون ذلك، تستمر التحركات الدبلوماسية المكثفة في لبنان، أيضاً من أجل التمكن من التوصل إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، لكن حزب الله يكرر، ويشدد على ترتيب الأمور بالنسبة إليه: ربما سيسمح وقف إطلاق النار في الجنوب بالتهدئة، وربما أيضاً بالتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البرية. وفي الفترة الأخيرة، شدد الحزب كثيراً على دعمه المرشح سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية، وأكد في رسالته إلى الوسطاء أنه عليهم ألّا يتوقعوا حدوث اختراق قبل وقف إطلاق النار في غزة.
- الآن، يبدو أن الكرة في المرمى الإسرائيلي. في الجانب اللبناني، يفضلون استمرار المخطط الحالي الرامي إلى الاستمرار في إشغال الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، في محاولة لمساعدة "حماس". وهذا التفضيل هو نتيجة المعارضة الداخلية في لبنان لتصعيد القتال، التي تظهر على لسان قائمة طويلة من المسؤولين الرفيعي المستوى في لبنان، انضم إليهم، مؤخراً، جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، والذي يعتبر نفسه مرشحاً ملائماً للرئاسة، على الرغم من دعم حزب الله لفرنجية. مؤخراً، يبدو أن تغييرات طرأت على الموقف السعودي، فبات يميل نحو تأييد باسيل لمنصب رئيس الجمهورية. أيضاً مغادرة آلاف السكان اللبنانيين منازلهم في الجنوب اللبناني تشكل عنصراً مهماً للضغط على الحزب. وفي الأسابيع الأخيرة، ازدادت الأصوات ضد وجود النازحين السوريين في لبنان.
- فيما يتعلق بلبنان، تتفاقم هذه المعضلة في إسرائيل منذ بداية الحرب: هل يخدم فتح جبهة جديدة المصلحة الإسرائيلية، أم تكفي جبهة واحدة؟ هل المعارضة الأميركية للتصعيد على هذه الساحة لا تزال قائمة، ولم تتغير؟ هل يجب أن يغيّر الهجوم الإيراني منظومة الاعتبارات الإسرائيلية، وإذا كان هذا صحيحاً، ففي أيّ اتجاه؟ هل المقصود فرصة عسكرية، وربما سياسية، لمعالجة مسألة حزب الله "مرة واحدة ودائمة"؟
- في نظري، في ظل الظروف الراهنة، هناك فرصة استراتيجية من أجل إعادة الاستقرار إلى الساحة اللبنانية لمصلحة إسرائيل. إن حلّ الخلافات بشأن الحدود البرية يخدم إسرائيل، بما في ذلك العودة إلى تطبيق القرار 1701، ولو جزئياً. وهو في الوقت عينه، سيعزز "السيادة اللبنانية"، على الرغم من ضعف المؤسسات الحكومية، وسينتزع ورقة مهمة من "ترسانة الأوراق" التي يحتفظ بها حزب الله للاستمرار في النضال ضد إسرائيل. علينا ألّا نتوهم أن هذا سيشكل نهاية لذرائع الحزب، لكنه سيساعد على المضيّ في المسار السياسي، الذي يُعتبر، بحد ذاته، إنجازاً لا بأس به، سيقوّي " الدولة اللبنانية" على اللاعب غير الدولاتي المهيمن فعلياً عليها.