نريد النصر الآن
تاريخ المقال
المصدر
- بعد مضيّ 205 يوماً على "الهجوم القاتل"، ها نحن في اليوم السابع لعيد الفصح اليهودي، وما زال البحر مغلقاً أمامنا. يومها أيضاً، كان هناك 4 أحزاب داخل شعب إسرائيل. واحد منها فقط كان يعرف ماذا يجب القيام به: أن نكون حاسمين، ويجب أن ندخل البحر - لأنه الخيار الوحيد.
- في هذه الأيام، يُعتبر اللعب بالكلمات سوقاً حرة ومجنونة، وكلّ شخص يلوح بالكلمات التي تلائمه. إذاً، دعونا نقول الأمور كما هي عليه: إنجازاتنا في الجنوب قد تضيع. الجيش بدأ بالقيام بأعمال جدية جداً، لكن التوقف في منتصف الطريق، معناه تدمير كل شيء.
- كل مَن يتفاخر بأعداد القتلى من حركة "حماس" وتدمير كتائبها، يتجاهل الحقيقة البسيطة: ليس فقط أن السنوار لا يهتم بمجتمعه ومعاناته، بل إن هذه المعاناة تخدمه أيضاً... في رأي "حماس"، معاناة المجتمع والدمار هما ليسا "ثمناً معقولاً" فقط، بل أيضاً هما يخدمان أيديولوجيتها "الشيطانية" التي تتضمن، ليس فقط قتل اليهود، بل استخدام القتل من أجل تغيير قواعد اللعبة. الإنسان الغربي العادي، وضمنه الجمهور الإسرائيلي، يطبّق الآراء الإنسانية التي يؤمن بها على "حماس"، ولا يفهم أن إنهاء الحرب عبر صفقة، في رأي "حماس"، هو الخطة الأساسية التي بنتها، استناداً إلى الساعة السياسية الإسرائيلية القصيرة الأمد، والصفقة الآن ليست أقل من انتصار كبير ومطلق، والثمن حتى الآن - محتمل بالنسبة إليها. كل شيء يجري بحسب الخطة.
- "حماس" ليست وحدها التي تنتظر سقوطنا. كارهو إسرائيل في العالم يشتمّون رائحة الدم، وينتظرون الانقضاض مع أول إشارة تردُّد وضعف منا....
- الصفقة الآن، لا تعني فقط الخضوع المذلّ والخطِر، والذي سيُدخلنا في حرب استنزاف في أسوأ الظروف التي يمكن تخيُّلها. بعد صفقة كهذه، يمكن أن ننسى الشمال والجنوب في الأعوام المقبلة، وهذا قبل الحديث عن اللاعبين الجدد - القدامى، كالتنظيمات "الإرهابية" والدول العربية التي تنتظر دورها، وتتابع ما يحدث باهتمام.
- قال حكماؤنا "لا نفدي الرهائن، إذا كان الثمن مزيداً من دمنا". وهم لم يقولوا هذا باسم التوراة فقط، بل أيضاً بصفتهم قادة الشعب اليهودي، والذين لديهم الخبرة الأكبر في العالم على مرّ أجيال من الأسر والقتل والتهديدات. لقد فهم هؤلاء الوضع في الشرق الأوسط أكثر وأفضل من المسؤولين الكبار في معهد "دراسات الأمن القومي".
- إن الخضوع المخجل للضغوط السياسية والعنف في شارع "كابلان" [ساحة الاحتجاجات ضد الانقلاب الدستوري] والخضوع للضغوط من "أصدقائنا"، الذين لا يعرفون الحدود بين السيطرة غير المقبولة وبين الصداقة، هو بمثابة عمل انتحاري، بالنسبة إلى إسرائيل برمتها. إنه عمل يغيّر الحمض النووي الإسرائيلي، وكلّ ما كتبه نتنياهو في كتابه، وكلّ ما قاله قادة الحرب للجمهور في إسرائيل. إنها خيانة لروح التطوع التي ميّزتنا جميعاً، بدءاً من جنود الاحتياط، وصولاً إلى أولادنا في الخدمة الإلزامية والعائلات الثكلى، كما أن من شأن ذلك الإضرار باحتمالات تحرير الرهائن. الأضرار لن تنتهي هذه المرة فقط بفقدان السلطة، بل سنتحول إلى دولة رعاية من الدرجة الرابعة"، الطفل المستضعف في العالم كله. وسيكون بمثابة انهيار دبلوماسي لسنوات طويلة.
- يوجد أمامنا إمكان آُخر، في مقابل الخنوع والهزيمة والضعف، هناك الإمكان الواقعي الوحيد، أن تشنّ حكومة الوحدة هجوماً على رفح من أجل القيام بالمهمة التي كلفها بها الناخبون والشعب برمته، وأن تقف بفخر، وتقول: باسم شعب إسرائيل، دماؤنا لن تذهب هدراً، وسنقاتل حتى النهاية، حتى النصر المطلق. هكذا فقط، سننتصر.
- لكن، إذا خضع رئيس الحكومة، لا سمح الله، لإملاءات "كابينيت" الرؤية الكاذبة، فسيكون على اليمين الحقيقي، وعلى رأسه بن غفير وسموتريتش، الانسحاب فوراً من الحكومة، وترك المقاعد فوراً، والقول للجمهور: إننا لم نستطع التأثير والقيادة.