على الرغم من كل شيء، يتعين على إسرائيل الموافقة على دخول السلطة الفلسطينية غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • لقد أعلنت إسرائيل أنها لن تبقى في غزة بعد انتهاء الحرب، ولم يستجب رئيس الحكومة لضغوط أنصار الاستيطان في القطاع، لكن يجب أن نحذّر من البقاء لمدة طويلة هناك، وتحمُّل مسؤولية سكان غزة. ويجب إيجاد كيان يسيطر على المنطقة في اليوم التالي لانسحاب الجيش الإسرائيلي، أو أن نستعد لنشوء فراغ في السلطة يمهد الأرض لعودة "حماس".
  • وترى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في القضاء على القوة العسكرية لـ"حماس" فرصة لإعادة السلطة الفلسطينية إلى الحُكم في غزة، بعد أن طردتها "حماس" من هناك بالقوة سنة 2007، وذلك للحؤول دون نشوء فراغ في الحكم هناك. ويرفض رئيس الحكومة الفكرة، لكن مصلحة إسرائيل في غزة تكمن في منع عودة "حماس"، وترميم الردع الإسرائيلي، وتقليص إمكان "الإرهاب" في القطاع. ولهذه الغاية، يجب المحافظة على حرية عمل الجيش الإسرائيلي المرتبطة إلى حد ما بشرعية الدولة، ويجب التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة في هذا الشأن.
  • إن المعارضة الإسرائيلية لدخول السلطة الفلسطينية، التي تضم أطرافاً تؤيد "الإرهاب"، أمر مفهوم، لكن مع عدم وجود بديل أفضل، فإنه يجب الاستجابة للتوقعات الأميركية.
  • إن السيناريو الذي يتوقع نشوء حكم جديد، بعد القضاء على حكم "حماس" في غزة، يعتمد على وجهاء من المجتمع، ويكون قادراً على المحافظة على القانون والنظام، ويمنع نشوء التنظيمات "الإرهابية"، ويلبي الحاجة الإسرائيلية إلى حرية العمل العسكري في غزة، ليس سيناريو واقعياً.
  • إن أي نظام يتمتع بثقة دولية، أو قوات للأمم المتحدة، أو قوات عربية، أو وحدات من دول غربية (على افتراض أنها ستوافق على المجيء) سيحرص قبل كل شيء على حياته، ويفضل غض النظر عن التنظيمات "الإرهابية" التي تهدف إلى المس بإسرائيل. والتجربة الإسرائيلية مع القوات الدولية سيئة؛ ففاعلية هذه القوات في التصدي "للإرهاب" محدودة، وهي تختفي في الأوقات الحرجة، أو تعرقل عمليات الجيش الإسرائيلي، وأحياناً تشكّل مصدراً للتوترات مع الدول التي أرسلت قواتها.
  • إن قدرة السلطة الفلسطينية معروفة، ومع ذلك، يجب في "اليوم التالي" استنساخ حرية العمل العسكري التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في مناطق السلطة الفلسطينية والتعاون الأمني معها (الذي يرتكز على اتفاقات أوسلو) في غزة... وكما في الضفة الغربية، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى القيام بأغلبية العمل في غزة...
  • إن التخوف من أن تسليم غزة إلى السلطة سيساعد الحركة الوطنية الفلسطينية في بناء دولة لا أساس له من الصحة؛ فليس في إمكان الفلسطينيين إقامة دولة لديها جيش نظامي وليس مجموعة من الميليشيات. وقد فشلت السلطة الفلسطينية في القيام بذلك، وحتى "حماس" في غزة لم تنجح في احتكار استخدام القوة، وهي تعمل إلى جانب الجهاد الإسلامي وعشائر مسلحة...
  • ومن الصعب أن تتمكن السلطة من أن تحكم غزة بصورة أفضل من حكمها للضفة الغربية، لكنها تبقى أفضل الخيارات... وفي غضون ذلك، يتعين على إسرائيل أن تتراجع عن معارضتها لسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، في مقابل مطالبة الولايات المتحدة السعي لوضع معايير "لسلطة معدلة"، كما يتعين على إسرائيل التمسك بإقامة منطقة فاصلة خاضعة لسيطرتها العسكرية في شمال القطاع (وإبعاد غزة عن مستوطنات الغلاف)، وأيضاً في الجنوب (للحد من عمليات التهريب من سيناء إلى غزة). وإن منطقة عازلة كهاتين، والعائق الأمني على طول الحدود، يجب أن تكون خالية من الناس وخاضعة للحماية الشديدة.
  • ويمكن أن يشكّل انسحاب الجيش من غزة مرحلة في طريق التوصل إلى التفاهمات المطلوبة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بـ"اليوم التالي" في قطاع غزة؛ فالولايات المتحدة في حاجة إلى تعاون إسرائيلي في محاولتها الساذجة لإنشاء الاستقرار والازدهار هناك، وإسرائيل في حاجة إلى الولايات المتحدة، العاصمة الأمنية والدبلوماسية، ويجب عليها عدم معارضة المساعي الأميركية المطالبة بدخول السلطة الفلسطينية غزة، حتى لو كان واضحاً أنه بعد انسحاب الجيش من غزة، سيواصل "جز العشب" في القطاع.