على نتنياهو ألّا يخطب أمام الكونغرس، إذا لم يكن مدعواً من الحزبين
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

– الموقع الإلكتروني
  • أعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري في 23 أيار/مايو نيته دعوة رئيس الحكومة نتنياهو إلى إلقاء كلمة أمام مجلسَي النواب والشيوخ الأميركيَّين. ووفقاً لكلامه، ستدخل الدعوة حيز التنفيذ، سواء وافق عليها  زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومير، أو لم يوافق. ووفقاً لتقارير في الإعلام الأميركي، يحاول الإثنان توجيه دعوة مشتركة، بينما عبّر عدد من المشرّعين الأميركيين عن معارضتهم للدعوة.
  • في غضون ذلك، رفض البيت الأبيض  الرد على  سؤال عمّا إذا جرى التشاور معه بشأن الدعوة، وهل ينوي الرئيس بايدن الاجتماع برئيس الحكومة الإسرائيلية في حال ألقى خطابه. منذ بداية ولايته، لم تتم دعوة نتنياهو إلى واشنطن، والتقاه الرئيس، فقط عندما أُتيحت الظروف (في ختام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قبيل 7 أكتوبر، وخلال زيارة بايدن لإسرائيل في بداية الحرب).
  • الخطاب الأخير لرئيس الحكومة نتنياهو أمام الكونغرس كان في سنة 2015، عندما حاول منع صفقة نووية مع إيران، لقد جرى ذلك بناءً على دعوة من رئيس مجلس النواب الجمهوري، ورغماً من إرادة الرئيس أوباما والزعامة الديمقراطية. هؤلاء اعتبروا الخطاب ذنباً لا يُغتفر، وخصوصاً أنه يأتي من دولة حليفة تحظى بمساعدة أميركية سخية، ويُعتبر التفافاً على الرئيس، وتدخلاً سافراً في السياسة الداخلية الأميركية، الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع الديمقراطيين، والذي لم يتبدد حتى اليوم. وساد الغضب الكبير أغلبية اليهود في الولايات المتحدة، الذين يصوتون لمصلحة الحزب الديمقراطي، بسبب إذلال رئيسهم، وهذا الغضب لم يتبدد بعد. ويجب التذكير بأن جو بايدن شغل، يومها، منصب نائب الرئيس، وكان غاضباً هو أيضاً من الخطاب.
  • الدعوة  الحالية، إذا جاءت فقط من رئيس مجلس النواب الجمهوري، فيجب رفضها فوراً. قبول نتنياهو الدعوة سيكون بمثابة صفعة للإدارة، وللحزب الديمقراطي، ومرة أُخرى، ستُعتبر خطوة تجري من وراء ظهر أكبر رئيس مؤيد لإسرائيل في التاريخ، والذي وقف إلى جانبها بصورة غير مسبوقة في الحرب. كما سيستقبلها الجمهور الديمقراطي بكثير من الحدة، وسيعتبرها "خيانة" للقيم، ومحاولة واضحة لترجيح كفة الانتخابات لمصلحة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومحاولة مفضوحة لاستغلال المنصة الأميركية المهمة من أجل تعزيز مكانة رئيس الحكومة الإسرائيلية، داخلياً. بالإضافة إلى ذلك، الإدارة  الأميركية تعتبر أن خطوات رئيس الحكومة في حرب غزة  وعلاقاته بالولايات المتحدة ومجموعة من الموضوعات، تُحرّكها اعتبارات لها علاقة ببقائه السياسي الشخصي، ولا تعبّر عن مصالح دولة إسرائيل. وهذا الأمر يمكن أن يؤثر في العديد من الخطوات التي تدرسها الإدارة في هذا الوقت، وفي جوّ العلاقات بين الدولتين.
 

المزيد ضمن العدد