نهاية عهد نتنياهو: الخطوة الأولى على طريق إسقاط نتنياهو تبدأ اليوم
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- الخطوة الأولى على طريق إسقاط حكومة نتنياهو تبدأ اليوم، في لقاء سيعقده أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، وسيحضره رئيس المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب "اليمين الرسمي" جدعون ساعر. التوجه الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تشكيل ائتلاف مشترك لأحزاب المعارضة، هدفه الواضح إسقاط حكومة نتنياهو، وتقديم موعد الانتخابات. وبحسب أعضاء هذا الائتلاف، من المفترض أن يضع حداً لسلوك حكومة نتنياهو الفاشل، التي تقود البلد نحو كارثة.
- إن غرفة العمليات التي يبادر ليبرمان إلى تشكيلها، هي المرحلة الأولى نحو تحقيق "الانفجار الكبير" الذي من المفترض أن يسفر عن ولادة حزب يميني، ملتزم الحفاظ على مؤسسات الدولة؛ حزب ليبرالي جديد، سيضم في المرحلة الأولى أفيغدور ليبرمان وحزبه، وجدعون ساعر وحزبه، إلى جانب نفتالي بينت. حزب يجب أن يشكل استجابة وملاذاً لمئات الآلاف من ناخبي الليكود واليمين الذين خذلتهم حكومة نتنياهو، والذين يواجهون صعوبة في تأييدها، أو التصالح مع هذه الحكومة المسعورة والفاشلة، التي يفرض جدول أعمالها كلٌّ من بن غفير وسموتريتش، فضلاً عن سلوك رئيس الحكومة نتنياهو ووزراء الليكود.
- التوجه الأول لمؤسسي الحزب اليميني الجديد، هو نحو استعادة المجد الجابوتنسكي، والولاء للدولة، ولوثيقة الاستقلال، وهي السمات التي ميزت حزب "الليكود" في أيام كلٍّ من مناحيم بيغن وإسحق شامير. وفي اجتماع هؤلاء الساسة اليوم، سيدعو ليبرمان كلاً من بني غانتس وغادي أيزنكوت إلى الاستقالة من حكومة نتنياهو في أقرب وقت، والانضمام إلى الجبهة المشكّلة، وهكذا يتم تسريع إسقاط هذه الحكومة الفاشلة.
- ما من شك في أن ولادة حزب يميني ليبرالي جديد، بالتركيبة المعروضة أعلاه، مع استقطاب وجوه جديدة وجذابة، ستولّد انفجاراً سياسياً كبيراً جداً، يغيّر الخريطة السياسية في إسرائيل بصورة واضحة، والضحية الأساسية لهذا الانفجار حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، الحزب الذي سيتشظى إلى أشلاء.
- هذا الانفجار سيضع حداً لظاهرة الـ "بيبية" [الولاء الأعمى لنتنياهو]، الذي ابتُلي بها الليكود، واليمين في إسرائيل عموماً. كما ستعاني الأحزاب الحريدية بصورة شديدة جرّاء هذا الانفجار. صحيح أنه لن يمسّ قواعدها الانتخابية بصورة كبيرة، لكنه سيضرب مكانتها السياسية الراهنة بشكل كبير، من خلال أدائها دور "بيضة القبان" وشراكتها الطويلة والتقليدية مع حكومات نتنياهو التي تغدق عليها الميزانيات، وتسنّ القوانين لمصلحتها، وتقدم لها المنح، وتحميها من التجند للجيش.
- يشير معظم استطلاعات الرأي التي أُجريت على مدار السنة الأخيرة، إلى ارتفاع متواصل في قوة ومكانة حزب "إسرائيل بيتنا"، بصفته حزباً يمينياً، من حيث تمسُّكه بالمبادئ، ورؤيته الصحيحة والواقعية لِما يدور حولنا. فضلاً عن الصدقية الواضحة لرئيسه، ليبرمان، وهذا ما يوضح أسباب التغير الكبير في موقف الحزب الذي من شأنه أن يقود هذا الانقلاب داخل اليمين، وأن يصبح على رأس الحزب اليميني الجديد.
- ليس سراً أن قوة اليمين في إسرائيل ازدادت على مدار السنوات الأخيرة، فأغلبية الشعب، عملياً، موجودة على الجانب الأيمن من الخريطة السياسية، وخصوصاً بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر. المشكلة هي أن مَن يقف على رأس كتلة اليمين هو رئيس حكومة فقد ثقة معظم مؤيدي اليمين، بصورة واضحة وكبيرة، وخسر مكانته، وبينما اليمين نفسه يصبح أقوى، فإن حزب الليكود يخسر مقاعد بشكل هائل في جميع استطلاعات الرأي. وينطبق هذا على جميع مكونات الحكومة، وعلى مَن يقف على رأس هذه الحكومة، وفيما يتعلق بالـ"بيبيّة" كلّها، عموماً.
- بقي أن نذكر تفصيلاً مهماً وجديراً بالذكر، هو أن انبثاق حزب يميني جديد سيتيح تأليف حكومة تستثني الحريديين، بعد الانتخابات المقبلة، إذ إن كلاً من ليبرمان، وغانتس، ولبيد، لن يواجه مشكلات في التعاون من أجل تأليف حكومة براغماتية وناجعة في هذه الأوقات الصعبة. حكومة قادرة على توفير حلول لكثير من المشاكل التي تعيشها دولة إسرائيل اليوم، وتكون فيها مساواة في تحمّل الأعباء، والحفاظ على العلاقة المهمة بحليفتنا الكبيرة والمهمة، الولايات المتحدة، إلى جانب المعالجة الجذرية لجميع العلل والإخفاقات التي جلبتها علينا حكومة نتنياهو، وهي الحكومة التي تقدم لنا، في كل يوم، سبباً جديداً يدعونا إلى تمنّي زوالها عن هذه الأرض. ولذا، فإن كثيراً من العيون شاخصة، اليوم، إلى لقاء القمة هذا، وإلى قيام غرفة عمليات مشتركة، الأمر الذي يثير الأمل في صدور كثيرين بحلول عهد جديد، وتأليف حكومة مختلفة.