قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل مستعدة لرد قوي للغاية على هجمات حزب الله من لبنان، والتي تصاعدت بصورة ملحوظة في الأيام الأخيرة. وأكد أن "من يظن أنه يستطيع أن يؤذينا بينما نبقى مكتوفي الأيدي، فهو مخطئ للغاية."
وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال زيارة قام بها أمس (الأربعاء) إلى مدينة كريات شمونة [شمالي إسرائيل]، والتي تم إخلاؤها إلى حد كبير منذ أن بدأ حزب الله مهاجمة بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول منطقة الحدود بصورة شبه يومية في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كما جاءت تصريحات نتنياهو هذه بعد أن قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هليفي، أول أمس (الثلاثاء) إن إسرائيل تقترب من اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله، والتي يقول الحزب إنها تهدف إلى دعم الفلسطينيين في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد حركة "حماس" عقب الهجوم الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وزار رئيس الحكومة المنطقة بعد ساعات من تأكيد طواقم الإطفاء سيطرتها على سلسلة من الحرائق الكبيرة في شمال إسرائيل التي أشعلتها هجمات حزب الله بالصواريخ والمسيّرات، وبعد نحو 48 ساعة من جهود مكثفة لمكافحة الحرائق.
وخلال الزيارة، التقى نتنياهو أيضا جنوداً من اللواء الإقليمي "769 حيرام" لمناقشة العمليات ضد حزب الله.
وأدت الحرائق الكبيرة في الشمال إلى زيادة الدعوات إلى القيام بعمل عسكري من طرف بعض سكان الشمال وأعضاء الائتلاف الحاكم وزيادة المخاوف من أن إسرائيل ربما تجد نفسها قريباً منخرطة في عمليات برية على جبهتين.
ويُشار إلى أن نحو 60,000 من سكان البلدات والقرى الواقعة على طول منطقة الحدود الشمالية لإسرائيل نزحوا من منازلهم منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر بسبب الهجمات الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات شبه اليومية عبر الحدود التي يطلقها حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة في جنوب لبنان.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق أمس أنها قررت رفع عدد جنود الاحتياط المسموح للجيش الإسرائيلي باستدعائهم إذا لزم الأمر من 300,000 إلى 350,000، وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن هذه الخطوة مرتبطة بالعمليات الموسعة في قطاع غزة، وليس بالجبهة الشمالية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رفع الحد الأقصى بسبب العمليات المستمرة في مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، والتي استلزمت استخدام عدد أكبر من العناصر مما كان مخططاً له في البداية.
وفي خضم الحرب في قطاع غزة، استدعى الجيش الإسرائيلي نحو 287,000 جندي احتياط، إلاّ إنه تم تسريح العديد منهم من الخدمة في الوقت الحالي. وكانت هذه أكبر تعبئة لجنود الاحتياط في تاريخ إسرائيل. وتم تحديد الحد الأقصى في البداية عند 300,000 قبل رفعه إلى 360,000 في الأسابيع الأولى من الحرب، ثم تم تخفيضه مرة أُخرى إلى 300,000، ليتم رفعه الآن إلى 350,000.
وفي غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوهاً دخل المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان، يُعتقد أنه طائرة مسيّرة، فوق المطلة صباح أمس، بينما تم إطلاق صاروخ اعتراضي على هدف ثانٍ بعد فترة قصيرة. ولم ترد تقارير بشأن وقوع أضرار أو إصابات في أي من الحادثتين. بالإضافة إلى ذلك، فقد قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لحزب الله في زبقين وعيتا الشعب في جنوب لبنان، بالإضافة إلى 3 مبانٍ يستخدمها الحزب في عديسة وبليدا ومركبا.
وعقد "كابينيت الحرب" الإسرائيلي الليلة قبل الماضية اجتماعاً لمناقشة آخر التطورات على طول منطقة الحدود مع لبنان.