الخط الذي يربط بين قانون التجنيد وبين إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • هذه الفكرة تعلمتها من يوفال شتاينتس، وزير سابق من حزب الليكود، وهي العلاقة القائمة بين قدرة العدو وبين نياته. كثيرون يفصلون فصلاً حاداً بينهما. هذا ما جرى عشية حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، وهذا ما جرى عشية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. في الحربين، كان الجيش الإسرائيلي يعرف مدى التهديد الذي تشكله قدرات العدو، لكنه قدّر أنه لا ينوي القيام بهجوم. ويتضح أن العلاقة بين القدرة والنية هي علاقة وثيقة ومتبادلة.
  • لنفترض أننا في جبهة حدودية معينة أمام عدو قوي، لديه قدرة هجومية كبيرة. ولهذا السبب، قرر رئيس الأركان نشر 10 كتائب دفاعية. وهكذا يبدأ المسار التالي: في المرحلة "أ"، يقدّر العدو أننا أقوياء، ولذلك، يقرر عدم الهجوم؛ في المرحلة "ب"، تقدّر استخباراتنا أن هذا الأمر صحيح، وأن العدو لا ينوي مهاجمتنا؛ في المرحلة "ج"، يصل رئيس الأركان إلى استنتاج صحيح ظاهرياً، مفاده أن العدو، فعلاً، ليس لديه نية شن هجوم، ولذلك، حرام علينا "تبذير" عشرات الكتائب في جبهة "هادئة"، ونقل 6 منها إلى جبهات أُخرى، أو للتدريب؛ في المرحلة "د"، يُجري العدو تقييماً للوضع، ويصل إلى استنتاج أنه بسبب خفض استعدادات الجيش الإسرائيلي، يجب شنّ الهجوم الآن. لقد تغيّرت نية العدو، وهي لم تتغير بصورة مستقلة، ولا نتيجة تقدير قواتنا، بل نتيجة تقدير "علاقات القوة" بيننا وبينهم؛ في المرحلة "هـ"، تظل استخباراتنا متمسكة بتقديرها القائل إنه ليس لدى العدو نية الهجوم (الذي كان صحيحاً حينها)؛ في المرحلة "و"، يؤدي الانتشار الخفيف لقواتنا، إلى جانب انخفاض مستوى اليقظة، إلى خلق وضع يمكّن العدو من الهجوم والاستفادة من عنصر المفاجأة، ومن تفوّق قواته.
  • العلاقة ما بين هذا الموضوع وبين قانون التجنيد أقوى مما تبدو عليه ظاهرياً. إسرائيل بحاجة، ليس فقط إلى قوات كثيرة يمكن دعوتها إلى الحرب، بل إلى وجود قوات كثيرة في حالة تأهّب فوري، ومعززة في كل القطاعات. السبب الأساسي لذلك هو أن إسرائيل خسرت جزءاً من قوة ردعها. حتى 7 تشرين الأول/أكتوبر، لم يكن لدى أعدائنا الكثر نية مهاجمة إسرائيل، لأنهم كانوا يخافون من القوة الإسرائيلية، لكن بعد 8 أشهر من القتال، حدث تغيير. المتغيّر الأول كان نصر الله، الذي امتنع، منذ سنة 2006، من الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، والآن، لا يتخوف من التصعيد يومياً.
  • بعد جبهة لبنان، يمكن أن تُفتح جبهات أُخرى، وأكثرها خطراً هي منطقة خط التماس. حالياً، توجد أطراف فلسطينية تدرس الوضع، في الأساس في طولكرم وقلقيلية، ونتيجة خفض عديد قوات الجيش الإسرائيلي، يمكن أن تصل إلى استنتاج مفاده أنها قادرة على محاكاة أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر في هذا القطاع أيضاً. ويمكن أن ينشأ توجُّه مماثل لدى أطراف معادية في الأردن، حيث خفّض الجيش الإسرائيلي عديد قواته في منطقة وادي الأردن ومنطقة عربة، ويمكن أن تقرر هذه الأطراف أن الفرصة مؤاتية للهجوم. كذلك تزداد التهديدات في داخل الضفة الغربية.
  • لهذا السبب، هناك حاجة إلى زيادة عديد قوات الجيش الإسرائيلي في كل القطاعات من أجل مهمتَين: الأولى، ردع الأعداء، والثانية، السماح بردّ فعال إذا هاجم العدو. علاوةً على ذلك، كان الاعتماد على تجنيد واسع النطاق للاحتياطيين أمراً صحيحاً نسبياً، قبل حرب "يوم الغفران"، لكن اليوم، الوقت المطلوب للرد هو 24 دقيقة، وليس 24 ساعة. وهذا الرد الفوري يمكن تقديمه من خلال القوات النظامية، أو قوات احتياطية في وضع عملاني.
  • إن الحكومة التي تسببت بتآكل قوة الردع الإسرائيلية تستخدم، حالياً، كل حيلة ممكنة من أجل منع إصدار أمر الساعة، وهو: الزيادة الفورية للقوات النظامية في الجيش الإسرائيلي من خلال تعبئة واسعة النطاق لتلامذة المدارس الدينية.