الاتفاق مع السعودية هو الفرصة الوحيدة لبايدن وإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • مؤخراً، ازدادت الحجج القائلة إن دونالد ترامب فقط هو الذي سيحقق الاتفاق الدفاعي مع السعودية، لكن الواقع المعقد يشير إلى اتجاه معاكس.
  • من أجل التوصل إلى اتفاق دفاعي بين السعودية والولايات المتحدة، هناك حاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، وفق القانون الأميركي. وهذه المهمة ليست بسيطة، وتتطلب أغلبية 67 سيناتوراً. تعمل إدارة بايدن على ربط السعودية بالولايات المتحدة، والسبب يعود إلى الأحداث التي جرت بعد أن أهان جو بايدن وليّ العهد محمد بن سلمان في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي...
  • الرد السعودي على الإهانة لم يتأخر، وشمل خفض إنتاج النفط بملايين البراميل، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر، قبل وقت قليل من الانتخابات النصفية في سنة 2022، فارتفع سعر صفيحة الوقود 8 دولارات، الأمر الذي ألحق الضرر ببايدن في الانتخابات النصفية، وجعله يخسر مجلس النواب.
  • يسعى بايدن لإرضاء التقدميين في حزبه، مع خطة "غرين نيولاند"، وهو غير مستعد لزيادة التنقيب وإنتاج النفط في آلاسكا، لكن الحملة التي أغرقت محطات الوقود مع ملصق لبايدن مرفق بالقول" أنا فعلت ذلك "I did That"، مع إشارة إلى ارتفاع أسعار الوقود، كان لها أثرها.
  • وكان الحل في الذهاب إلى السعودية والتصالح معها. وثمن "الصداقة" الجديدة مع المملكة يتمثل في اتفاق دفاعي نووي مدني. من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق، هناك حاجة إلى 67 صوتاً في مجلس الشيوخ، وهو تحدّ غير بسيط مع وجود معارضة في داخل الحزب الديمقراطي.
  • الحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ على الاتفاق مع السعودية هي أساسية، ومعناها الحاجة إلى الحصول على تأييد واسع النطاق يتخطى الحزبين. هذه العملية المعقدة تحتاج إلى تعبئة التأييد من جانب الديمقراطيين الذين لديهم حالياً 51 سيناتوراً (بينهم تقدميون من أمثال برني ساندرز وآخرين، الذين من غير الواضح ما إذا كانوا سيصوتون على القانون)، أم من جانب الجمهوريين، الأمر الذي لا يمكن ضمانته في الواقع السياسي الحالي.
  • عملية انضمام أعضاء في مجلس الشيوخ من الجمهوريين يقودها السيناتور المخضرم ليندزي غراهام، الذي كان في أساس الصفقة منذ مراحل تبلوُرها، وقبل أحداث 7 أكتوبر. وحتى بعد بدء الحرب، ومن خلال سلسلة زيارات قام بها للمنطقة، وشملت مصر وإسرائيل، تطرّق غراهام إلى إمكان الدفع قدماً بهذه الصفقة من خلال تغريدة له، قال فيها: "لدى إسرائيل فرصة حتى حزيران/يونيو 2024 لإتمام صفقة التطبيع".
  • مَن يبدي اهتماماً كبيراً بإتمام العملية هم أصدقاء غراهام من الإنجيليين، وبصورة خاصة القس جوني مور، الذي ساعد في الماضي على إدخال البحرين في اتفاقات أبراهام، وهو صديق شخصي لمحمد بن سلمان. هذه العلاقة القريبة أدت إلى فكرة ضمّ إسرائيل كجزء من رزمة أوسع تسمح للجمهوريين بالتصويت مع الصفقة، الأمر الذي يمكن أن يبدو كإنجاز سياسي كبير للرئيس بايدن.
  • إدخال إسرائيل في الاتفاق ليس خطوة تكتيكية، بل استراتيجية، فهي تقوي العلاقات بين الدول، وتعزز النفوذ الأميركي في المنطقة. كما أن تأييد الطائفة الإنجيلية، التي تملك تأثيراً واسع النطاق في الولايات المتحدة، من الممكن أن يشكل عاملاً حاسماً في التوصل إلى اتفاق. هذه العملية السياسية هي ليست فقط محاولة للدفع قدماً بالسلام في الشرق الأوسط، بل أيضاً من أجل تحسين مكانة بايدن السياسية وإظهار القدرة على التعاون بين الحزبين.
  • من خلال إدخال إسرائيل في رزمة واسعة، يمكن زيادة فرص الحصول على تأييد واسع للاتفاق وسط الجمهوريين، لأن في إمكان الجمهوريين تقديم الاتفاق كإنجاز سياسي يساعد في الدفع قدماً بأمن إسرائيل، وسيكون له قيمة كبيرة وسط ناخبيهم. على مستوى السياسة الداخلية، يمكن أن يساعد هذا الإنجاز السياسي الكبير على تعزيز علاقات الولايات المتحدة الدولية.
  • ويقول العديد من اللاعبين في الحزب الجمهوري، بينهم السيناتور غراهام والقس مور وصهر الرئيس السابق دونالد ترامب، إن ترامب هو الوحيد الذي يستطيع القول إن الاتفاق مع السعودية هو استكمال لاتفاقات أبراهام، وبذلك يسمح بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين مع اقتراح بايدن.
  • في المقابل، إذا انتظر الاتفاق عودة فوز ترامب، سيكون في مجلس الشيوخ أكثر من 52 سيناتوراً جمهورياً. والسؤال كيف سينجح في جمع تأييد 15 سيناتوراً ديمقراطياً، على الأقل، من أجل إقراره، حسبما يفرض القانون. هذا الاحتمال ضئيل للغاية، لذلك، إن فرصة التوصل إلى اتفاق مع ترامب توازي الصفر تقريباً.
  • أمّا إذا فاز بايدن في الانتخابات، فإن التحدي السياسي لن يكون أقل. فعندما تنتهي الانتخابات، لن يكون لديه حافز سياسي على الدفع باتفاق مع السعودية. من جهة أُخرى، لن يكون لدى ترامب حاجة إلى استخدام الضغط من أجل الدفع بالصفقة، إذا خسر هذه المرة أيضاً في الانتخابات.
  • من هنا، إن فرصة التوصل إلى اتفاق سانحة الآن، وفي الوقت الحالي. ونافذة هذه الفرصة قد تُغلق بسرعة، إذا لم نستغلها، ومن المحتمل أن تختفي نهائياً.
  • في الخلاصة، تشير هذه الخطوات السياسية المعقدة والواقع السياسي الحالي إلى أن الاتفاق الدفاعي مع السعودية مرتبط ببايدن أكثر مما هو مرتبط بترامب. الفرصة موجودة الآن، وكل كلام عن أن ترامب هو الذي سيحقق الاتفاق هو مجرد أمنيات سياسية.