ارتفاع درجة حدة المواجهات في الشمال: هل نحن أمام توسيع المعركة مع حزب الله؟
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- اغتال الجيش الإسرائيلي في عملية نفّذها في 12 حزيران/يونيو 3 ناشطين من حزب الله، بالإضافة إلى قائد وحدة "النصر" في حزب الله طالب عبد الله، الذي كان مسؤولاً عن القتال ضد إسرائيل في قطاع واسع من الجنوب اللبناني. وأبو طالب هو أكبر قائد في حزب الله يُقتل في الثمانية أشهر الماضية، منذ بداية الحرب على الحدود مع لبنان (ورتبته توازي رتبة عميد)، ويمكن معرفة ذلك من المأتم المهيب الذي أقامته العائلة وارتفاع درجة ردود حزب الله، لقد وصفت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، عملية الجيش الإسرائيلي بالضربة القاسية، وبالتصعيد، بينما أكد المسؤول في الحزب هاشم صفي الدين خلال تشييع أبو طالب أن الحزب لن يرتدع، وسيزيد في هجماته، من حيث الحجم، أو توسُّع مناطق الاستهداف. وهذا ما جرى فعلاً، ففي 12 حزيران/يونيو، شنّ حزب الله هجمات واسعة (أطلق أكثر من 200 صاروخ أحدثت أضراراً، وأشعلت حرائق) وصلت إلى أبعد كثيراً مما كان مألوفاً حتى الآن (الجليل الأدنى، وحتى صفد وروش بينا وطبرية).
- على الرغم من ارتفاع درجة العمليات والرد الكبير والواسع لحزب الله، والذي من المتوقع أن يستمر في الأيام المقبلة، يبدو حتى الآن، أن الحزب يحرص على التقيد بمعادلة الردع والامتناع من التدهور إلى حرب واسعة النطاق، من طرفه. في هذه المرحلة، ينتهج الحزب استراتيجية "حرب الاستنزاف"، وينوي الاستمرار فيها إلى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وذلك انطلاقاً من التفكير في أنه على الرغم من الثمن الباهظ الذي يدفعه الحزب، فإنه يحقق إنجازات كبيرة لـ"جبهة المقاومة"، بقيادة إيران: فهو يساعد على صمود "حماس"؛ ويضمن انتصاراً للحزب وتحسُّن مكانته في نهاية الحرب، سواء في مواجهة إسرائيل، أو في الداخل اللبناني. والظاهر أن نصر الله ما زال معنياً بعدم الانجرار إلى حرب واسعة، لكنه لا يتردد عن القيام بتصعيد عملياته العسكرية، مفترضاً أن إسرائيل لا تنوي شنّ حرب. لكن يمكن أن يتضح أن هذا الافتراض غير صحيح حيال تصاعُد الأصوات في إسرائيل، والتي تدعو إلى عملية واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان؛ والانطباع أن القتال الكثيف في غزة قد استُنفد؛ وحاجة الحكومة الإسرائيلية الماسة إلى إعادة السكان الذين أجلتهم إلى منازلهم في الشمال. علاوةً على ذلك، لا يمكن استبعاد سيناريو انجرار الطرفين إلى حرب واسعة، حتى في توقيت غير ملائم لهما، بسبب فقدان السيطرة على الأحداث.