ذكرت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مسيّرة حزب الله التي صوّرت لمدة 9 دقائق ونصف الدقيقة خليج حيفا كان الجيش الإسرائيلي قد كشفها، وكانت تحت السيطرة، ولم تتسلل من دون أن تتمكن منظومة الدفاع الجوي من إسقاطها، لكن السبب في عدم فعل ذلك هو كونها مسيّرة للتصوير، واستخدام المنظومة الاعتراضية كان سيثير الهلع، وربما سيؤدي إلى أضرار جرّاء شظايا الاعتراض، وفي نهاية الأمر، فهي مسيّرة صغيرة تحمل كاميرا، وغير مزودة بمواد ناسفة.
وقد جرت الحادثة في الأسبوع الأخير، حين أطلق الحزب 3 مسيّرات، أُسقطت إحداها، وسقطت الأُخرى في البحر، بينما أكملت الثالثة مهمتها وصورت ميناء حيفا.
وذكر مركز "علما" الذي يُعنى بدراسة التحدي الأمني في الشمال أن المسيّرة التي وصلت إلى ميناء حيفا هي من طراز "هدهد 1" من إنتاج إيران، وهي مسيّرة صغيرة تُستخدم في الرحلات والتصوير، ومجال عملها يمتد إلى عشرات الكيلومترات، وهي قادرة على البقاء في الجو ساعة ونصف الساعة.
ويعرف الجيش الإسرائيلي الوحدة الجوية في حزب الله التي أطلقت هذه المسيّرة، وهو يتعامل معها. وفي الأمس، هاجم الجيش خلايا الوحدة، لكن ليس الخلية التي أطلقت "الهدهد 1" إلى ميناء حيفا، وهو يحاول الوصول إلى أماكن إطلاق هذه المسيّرات على الأراضي اللبنانية، ومهاجمة نشطاء الوحدة.
وعلى الرغم من أن المسيّرة كانت للتصوير فقط، فإن سكان المنطقة ورؤساء البلديات شعروا بالخوف لدى رؤيتهم الفيديو الذي نشره حزب الله، وكان رئيس بلدية حيفا أول من علّق على الفيديو قائلاً: "يبدو أن حزب الله يحاول أن يمارس ’الإرهاب‘ النفسي على سكان حيفا والشمال" وأضاف: "أطالب الحكومة بإعداد خطة دفاع كثيفة عن حيفا، وإيجاد الحل العسكري لإزالة التهديد من الشمال. وأتساءل: لماذا لم تقم رئاسة الأركان والقيادة الرفيعة المستوى في الجيش منذ بداية الحرب بزيارة حيفا والاستماع إلى إدارة البلدية ومطالبها، والعمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي لتحصين مئات الآلاف من سكان حيفا؟"