الصور الجوية التي التقطها حزب الله فرصة لإنشاء معادلة جديدة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- انتشر خبر في كل نشرات الأخبار والاستديوهات، فحواه أن حزب الله أرسل مسيّرة/حوامة صورت، من دون، إزعاج مجموعة مواقع استراتيجية في الساحل الشمالي، الأبرز بينها قاعدة سلاح البحر في حيفا، وميناء حيفا، ومنشأة للصناعة العسكرية.
- والموضوع الذي كان موضع جدل لدينا هو "كيف تمكنت مسيّرة معادية من القيام بمهمة جمع المعلومات الاستخبارية فوق أراضي إسرائيل وفوق مواقع استراتيجية من دون أن يجري اعتراضها؟" وفي هذا الصدد، قدّم الجيش رداً غير واضح فحواه أن المسيّرة كُشفت، لكن كونها كانت فوق منطقة مكتظة بالسكان المدنيين، فقد تقرر عدم اعتراضها، وهذا يُذكر في حادثة بالون المراقبة الذي انقطع من المكان وتحطم في الأراضي اللبنانية من دون أن يتحرك الجيش ويعمل على إسقاطه كي يمنع وقوعه بين يدَي حزب الله.
- يمكننا مناقشة ما جرى، وتَسَلْسُلِ القرارات، وكيفية استخلاص سلاح الجو والبحر وسائر الأذرع الأمنية الدروس من أجل جهوزية عملانية أفضل لمواجهة حوادث كهذه في المستقبل، وأفترض أن أغلبية المعلقين سيُجمعون على أن حزب الله أظهر جرأة كبيرة، لكنه لا يزال غير معني بدخول حرب في التوقيت الحالي، ولا يمكن بدء الحرب بسبب حادثة من هذا النوع.
- لكن المهم بالنسبة إليّ بصورة خاصة الانتقال إلى المستوى الاستراتيجي، وفحص ما إذا كان في الإمكان استخلاص ربح لإسرائيل من هذه المعالجة العملانية الفاشلة. وهذه الحادثة، بصورة خاصة، التي ليست هجوماً لحزب الله بالنيران، إنما هي تحليق فوق منشآت مدنية وتجمعات سكانية إسرائيلية، تشكل شيئاً جديداً يستحق التوسع في الحديث عنه وإنشاء معادلة جديدة.
- ودائماً أقول إن الساحة الشمالية تتألف من لاعب إضافي لا تذكره إسرائيل تقريباً، ويبقى خارج صورة الحرب، وهذا اللاعب مهم جداً بالنسبة إلى دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكنه أيضاً مهم لحزب الله الذي هو في حاجة إلى استمرار العمل من "تحت الرادار" بحيث لا يتحمل المسؤولية ولا يدفع الثمن، وهذا اللاعب هو الدولة اللبنانية. يجب علينا إشراك الدولة اللبنانية كلاعب أساسي يسمح بالقيام بعمليات عدائية من داخل أراضيه ضد إسرائيل، الأمر الذي يتناقض مع القانون الدولي.
- والهدف من هذا هو استغلال الوضع الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي الصعب في لبنان من أجل زيادة الضغط بصورة كبيرة على الدولة اللبنانية، وعلى الجمهور اللبناني ضد حزب الله، بحيث يدفعه (حزب الله) خوفه على مكانته السياسية والاجتماعية في لبنان والحديث المتصاعد ضد عملياته التي تعرِّض المواطنين اللبنانيين للخطر، إلى كبح النار والبدء في التساؤل إذا ما كانت حرب لبنان تخدم أو تؤذي مصالحه الداخلية اللبنانية.
- من الضروري أن يكون الحديث في مواجهة لبنان حكيماً ومن دون استخدام النار، لأن ذلك سيزيد التوتر والتخوف في هذه الدولة الضعيفة من عمليات حزب الله. هناك خطوات دولية اقتصادية وعلى صعيد الوعي يمكن القيام بها إزاء لبنان، ووقوع حادثة كالتصوير من الجو لأراضي إسرائيل تخدم ذلك، وتمنح الشرعية للقيام بها. لذلك، فإنه ممنوع في رأيي الاكتفاء بالتحقيقات في حادثة التصوير الجوي فوق حيفا، ومن الضروري أن تستخدم إسرائيل الحادثة لأنها تتعلق تحديداً ببنى تحتية مدنية ومناطق سكانية، من أجل خدمة المنطق الاستراتيجي المذكور أعلاه.
- وبهذا المعنى، يمكن إنشاء معادلة جديدة، فكل عملية ضد مدنيين سيُرد عليها بعملية ضد الدولة اللبنانية. وبالنسبة إلى الحادثة الأخيرة، يمكن أن تنشر إسرائيل فيديو فوق لبنان لبنى تحتية مدنية مهمة في لبنان وبيروت، ومدن مهمة أُخرى. وفي تقديري، فإن هذا الأمر سيزيد في حدة التوتر وسط الجمهور اللبناني، وينشئ معادلة جديدة في مواجهة حزب الله...