لهذا السبب غيّرتُ رأيي وقررت الانضمام إلى الاحتجاج
تاريخ المقال
المصدر
- طوال أسابيع كثيرة، رفضتُ الطلب مني الانضمام إلى الاحتجاج، إذ كان هناك شيء ما عميق داخلي يقول لي إن الوقت لم يحن بعد، ومن غير الصحيح تغيير الحكومة خلال الحرب، وإن الوحدة هي أهم من كل شيء الآن، لكنني أجد نفسي مندهشاً في كل يوم إزاء عجز الحكومة وإدارتها الفاشلة للحرب، وكذبها بشأن النصر المطلق، وتهرُبها الكامل من تحمُل المسؤولية، وتدمير العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وربما قبل كل شيء تضييع الفرصة لاستعادة أخواتنا وإخوتنا المخطوفات والمخطوفين القابعين في أَسْرِ "حماس".
- ... قبل كل شيء، يجب أن أشرح مدى تعقيد وخطورة الأزمة، وفي الوقت عينه، أريد أن أوضح أنه يوجد طريق للخروج من هذا الوضع. سأشرح بداية خطورة الوضع:
- لم يحدث قط أن كانت حدودنا منتهكة ومملوءة بالفجوات مع كميات كبيرة من السلاح غير الشرعي داخل حدود الدولة، الأمر الذي يشكّل تهديداً للأمن القومي، وجريمة منظمة، وفَرْضَ خُوّات في كل أنحاء الدولة، ومع مناطق بالكامل في الدولة غير خاضعة للحوكمة، ومع جهاز شرطة ضعيف ومنهك.
- لم نشهد قط في حياتنا وضعاً لدينا فيه قدرة عملانية للوصول إلى كل أنحاء الضفة الغربية، وعلى الرغم من كل شيء، فنحن على وشك خسارة سيطرتنا الأمنية، الأمر الذي يفرض علينا القيام باقتحامات وعمليات إحباط من الجو، وغيرها من التدابير الصارمة.
- لم يحدث قط أن خسرنا سيطرتنا المطلقة على المتطرفين المسيانيين في الضفة الغربية الذين يفعلون ما يشاؤون تحت حماية الوزير المسؤول عن السياسة في الضفة، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الإخفاق القومي، بن غفير، اللذَين يتسببان بتدهورٍ لا توجد سيطرة عليه.
- لم يحدث قط أن حافظنا طوال سنوات على قرار استراتيجي لرئيس حكومة فاشل بالإبقاء على تنظيم "إرهابي" كـ"حماس"، ومساعدته عبر تدفُق الأموال إليه، وعواقب هذا الخطأ واجَهَتْنا في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
- يحوم فوق هذا كله ظِلُّ إيران التي نجحت بفضل الحماقة الاستراتيجية لرئيس الحكومة في التحرر من التزاماتها في الاتفاق النووي، ومنذ ذلك الحين وهي في سباق مسعور نحو القنبلة، وتضيّق مِن حولنا "حلقة النار" بواسطة حلفائها في اليمن والعراق وسورية ولبنان.
- لم يسبق لِرَدْعِنَا أن كان ضعيفاً إلى هذا الحد، فالجيش والمؤسسة الأمنية لا يتلاءمان مع التهديدات الخطِرة التي تتجمع وتتطلب مزيداً من الفِرَقِ والألوية والكتائب.
- وماذا فعل أفشل رئيس حكومة في تاريخ الدولة في مواجهة هذه الأزمة المريعة، بمساعدة شركائه في الائتلاف الأحمق؟ وافق على قانون التهرب من الخدمة العسكرية، وغرس سكيناً طويلة وحادة في ظهر أفضل أبنائنا ومقاتلينا في الجيش النظامي والاحتياط، الذين يقاتلون ويُجرحون ويُقتلون يومياً. هؤلاء الذين تركوا وراءهم عائلات قلقة وأشغالاً منهارة منذ أكثر من 200 يوم.
- أتوجه إليكم: يوآف غالانت، ونير بركات، ويسرائيل كاتس، وآفي ديختر، أنتم الذين كنتم قادة ومقاتلين في الماضي. هل هذا إرثكم؟ هل هذا سيكون الإرث الذي سيتركه يولي أدلشتاين، رئيس لجنة الدفاع والأمن؟ هل هذا إرث حاييم كاتس الذي يسيطر على جهاز الليكود؟
- أنتم تعلمون جيداً أن استطلاعات عميقة تشير إلى أن قرابة 70% من ناخبي الليكود يعارضون قانون التهرب من الخدمة العسكرية. أدعوكم إلى النهوض وإنقاذ الدولة من الخراب!! ففي أخطر أزمة في تاريخ البلد، لا يمكن أن يقودنا شخص كنتنياهو، المقتنع بأنه إذا لم يكن هو الملك، فنحن الرعايا لا نستحق المملكة.
- لدي أخبار لك نتيناهو؛ لسنا رعاياك، وقد سئمنا من كذبك ونرجسيتك وغطرستك اللامتنهاية، وانقطاعك المطلق عن الواقع!! نحن شعب ترك كل شيء من أجل القتال جنباً إلى جنب، من اليمين ومن اليسار والوسط، علمانيين ومتدينين، يهوداً؛ الكل معاً. نحن شعب يعرف كيف ينقذ الدولة من نتائج هجوم "حماس"، والعمل بإخلاص كبير بدلاً من كل منظومات حكومة الإخفاق التي فشلت طوال أشهر.
- لذلك، فنحن في حاجة الآن إلى زعامة أُخرى، تقود وتوحّد، وتتحمل المسؤولية، وتتعاطف مع العائلات الثكلى، وتعرف التعاطف مع الألم المريع لعائلات المخطوفين وتحتويهم، وزعامة إنسانية تحب شعبها لا نفسها.
- إن التهديدات التي تتعرض لها الدولة هي على عتبة تهديدات وجودية، ونحن في حاجة ماسة إلى حكومة جديدة شرعية وعاقلة، تبدأ فوراً الإصلاح. لذا، فإن علينا المطالبة بانتخابات في أقرب موعد ممكن، والعمل على أن تؤدي هذه الانتخابات إلى حكومة وحدة وطنية، من دون وجود الزعيم الأكثر فشلاً في تاريخنا، ومن دون متطرفين ولا مسيانيين.
- وبسبب خطورة الوضع، يجب على هذه الحكومة التركيز فوراً على الموضوعات التالية قبل أي شأن آخر:
- إعادة المخطوفين والمخطوفات في إطار تسوية تعتمد على الأطر التالية: نزْع السلاح من القطاع، ووقْف التهريب في معبر فيلادلفيا، وإدارة القطاع وإعادة بنائه مدنياً، وإقامة منطقة أمنية حوله.
- إعادة الأمن إلى الحدود الشمالية عبر تسوية سياسية أو حرب، بصورة تسمح بعودة النازحين إلى منازلهم وترميم المستوطنات.
- الدفع قُدُماً فوراً بإمكان التطبيع مع السعودية وحلْف دفاعي إقليمي ضد إيران، والموافقة على مناقشة الشروط التي تسمح لاحقاً بحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
- تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص بعمق علاقة المستوى السياسي بالأمني واستراتيجيا نتنياهو التي قادتنا إلى عتبة أزمة وجودية.
- بناء فوري للجيش والشاباك والشرطة والموساد من أجل مواجهة التهديدات استناداً إلى عقيدة أمنية قومية جديدة تتناسب مع التحديات الجديدة.
- إعادة بناء الشرطة وتعزيزها من أجل القضاء على الجريمة واستعادة الحوكمة.
- إعادة بناء الشرعية الدولية لدولة إسرائيل.
- معالجة فورية للمساواة في تحمُل العبء في المجتمع الإسرائيلي.
- أيها الرفاق والرفيقات الذين ما زالوا يترددون، لم يبق لدينا وقت طويل لإنقاذ الدولة. إذاً، انضموا إلى الاحتجاج لتغيير الحكومة، واخرجوا إلى الشوارع إلى أن يتقرر موعد انتخابات فوراً، ويتم تشكيل حكومة جديدة. وأنا أتعهد بأن أكون معكم كي تستعيد الدولة عقلها، ونحقق التغيير المأمول. وهذا هو الأمر رقم 8 (أمر الاستدعاء) لكن بحلّته المدنية التي يجب أن تنطبق علينا جميعاً. ليس لدينا بلد آخر، لكن حان الوقت لكي تكون لدينا دولة أُخرى، ونحن جميعاً سنحقق ذلك.