الجمهور يريد أن يعرف حقيقة ما يجري في غزة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في الأسبوع الماضي، وصلت المواجهة بين المستويَين السياسي والعسكري إلى الذروة، بالإضافة إلى الشعور بتعثر في الحرب في غزة. وقد ردّ مكتب رئيس الحكومة على اعترافات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، للقناة 13، والتي يقول فيها إنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب التي وضعها المستوى السياسي في تشرين الأول/أكتوبر، والتي أُرسل الجيش لتنفيذها، بأن المستوى السياسي لا يزال متمسكاً بالأهداف، وبضرورة القضاء على "حماس".
  • وإن خروج ما يجري من وراء الكواليس إلى العلن خلال ساعة واحدة يخدم الجمهور الإسرائيلي الذي يتساءل "إلى أين نتجه؟"، وقد انعكس ذلك في الأحاديث المنزلية والمقاهي وداخل عائلات جنود الاحتياط. وقد تحوّل سؤال "ماذا سيحدث الآن" إلى السؤال الإسرائيلي الأكثر أهمية.
  • وقد توقف رئيس الحكومة، الذي كان يطل على الجمهور كل يوم سبت، عن ذلك، وظل هغاري وحده يتحدث عن التقدم في الحرب، وعن الاغتيالات، والرغبة في التوصل إلى صفقة مخطوفين.
  • ومن هنا السؤال موجه إلى المستوى السياسي والحكومة ومَن يقف على رأسها: "لماذا لا يُطلعون المواطنين الإسرائيليين على القرارات المهمة التي تواجههم؟ والأخطر من ذلك، لماذا لا يناقشونهم بأنفسهم؟"
  • بعد مرور أكثر من 8 أشهر، وبعد التقارير التي تتحدث عن التعافي المستمر لكتائب "حماس"، وعن مئات المجندين الجدد في صفوفها، فإنه كان يجب على الكابينيت السياسي - الأمني أن يجتمع ويُجري نقاشاً استراتيجياً لما قاله هغاري: "هل في الإمكان القضاء على ’حماس‘؟"
  • إن الجيش يقول بالفم الملآن إنه لا يقدر على ذلك، لذلك يتعين على الحكومة تحديث الأهداف التي وضعتها بما يتلاءم مع القانون، ومن المفيد ربما تحديث الوسائل التي لديها، فعلى سبيل المثال؛ زيادة كثافة القوة النارية والتأييد السياسي لا يضران.
  • وفي جميع الأحوال، يجب إعادة مناقشة أهداف الحرب في غزة، وكذلك قرار أن جبهة لبنان هي جبهة ثانوية، وأن إسرائيل غير معنية بفتح جبهة ثانية. ومن غير المقبول أنه بعد مرور 8 أشهر وعشرات الأسابيع، لم يتوقف أحد لإعادة النظر في المسار.
  • وفي الواقع، فقد اعتمدت خطة الخروج للجيش على استعداد العدو الشرس للموافقة على صفقة، على الرغم من أن السنوار أثبت أكثر من مرة أن لديه قدرة على التحمل، وأنه لن يقبل بأقل من هزيمة معلنة لإسرائيل في مقابل المخطوفين الذين يحتجزهم أَسْرى.
  • وقال مصدر سابق رفيع المستوى في معرض الحديث عن تصرُف الجيش، ومحاولته إخفاء صورة الوضع في غزة: "يبدو أنهم يتخوفون من أن يظهروا وكأنهم لم يقوموا بالمهمة حتى في الحرب." وأضاف: "في نظري، فإن هذا توجه غير صحيح، والجمهور الإسرائيلي واعٍ بحيث يقدر على فهم ضخامة التحدي. ومن الأفضل للجيش تقديم صورة صحيحة، والعمل على تجنيد الجمهور في هذا الصراع المليء بالدم والدموع، لا أن يضلله."
  • لكن الوضع يمكن أن يكون أخطر من ذلك؛ فهُم لا يخفون عن الشعب الطريقة الصعبة المطلوبة، إنما يقدمون إليه صورة معاكسة للوضع بحجة أن المهمات العسكرية الأساسية استُنفدت، والآن علينا التوجه إلى صفقة أو إلى لبنان.
  • وهذه الكذبة ستنكشف بسرعة، فـ "حماس" لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ كثيرة على غلاف غزة، ولديها سلاح يساعدها في مواصلة حربها اليومية في مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي، كما نشرنا في هذه الصحيفة هذا الأسبوع، ولدى التنظيم "الإرهابي" وحدتان قتاليتان لم تُمسا، وتنتظران الأوامر للهجوم على المواطنين الإسرائيليين.
  • يتعين على رئيس هيئة الأركان أن يواجه علناً المستوى السياسي، وأن يوضح له ما إذا في الإمكان تحقيق أهداف 10 تشرين الأول/أكتوبر أم لا، بحيث تشمل الجبهات الأُخرى، مع الأخذ بكل الاعتبارات والقدرات الإسرائيلية، وليس بصورة عمياء. وإذا قرر الجيش ووزير الدفاع، مدعومَين من رئيس الحكومة، أنه في مواجهة التحديات في لبنان إيران يجب إغلاق جبهة غزة، فعليهم أن يقولا ذلك، ويجب عدم الاستخفاف بالجمهور الإسرائيلي الذي يضحي بأفضل أبنائه دفاعاً عن أمنه، ويجب أن يقولا له إن خطة سياسية بمشاركة السلطة الفلسطينية أو انسحاباً من غزة من أجل المخطوفين هو ضرورة أمنية. لقد صدّقنا الأكاذيب وسكتنا طوال أشهر، لكن ليس بعد الآن.
 

المزيد ضمن العدد