تحضيراً لحرب متعددة الجبهات، نتوقف في بيروت
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • تحضيراً لشنّ حرب ضد حزب الله، فإن السيناريو الأسوأ، بالنسبة إلى إسرائيل، هو أن تتطور المواجهة إلى جبهتين إضافيتين: سورية، حيث توجد أذرع إيرانية؛ وإيران. بما معناه، أنه يتوجب على إسرائيل أن تتجهز لحرب متعددة الجبهات، عسكرياً ومدنياً، حيث لا تزال غزة في الخلفية.
  • العلاقة بغزة وطيدة، إذ استطاع السنوار إيجاد محطات تمنحه الدعم طوال الحرب. فمثلاً، الاحتجاجات خارج البلد وداخل إسرائيل، وأيضاً التغييرات التي طرأت على العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا. لكن التشجيع الأكبر الذي حصل عليه السنوار هو من حزب الله، وهذا يسمح له برفض الصفقة، بغض النظر عن شروطها، والاستمرار في الحرب.
  • جاء انضمام حزب الله إلى الحرب بسبب شعور التضامن مع الفلسطينيين، ومن أجل خلق معادلة جديدة أمام إسرائيل - ضرب غزة كضرب لبنان. وقام حزب الله بزيادة حدة النيران في اتجاه إسرائيل، أسبوعاً بعد أسبوع، ولهذا عدة أسباب: يلاحظ التنظيم المزاج العام داخل إسرائيل - الشعور باليأس في أوساط سكان الشمال النازحين، وضمنه مظاهر الدمار والهدم الاقتصادي. وفعلاً، لم يختر حزب الله حرب الاستنزاف صدفة، فموارده غير محدودة، بعكس إسرائيل - ففي الوقت الذي يستهدف الحزب البنى العسكرية والمدنية في إسرائيل، يفرض العالم قيوداً على الرد.
  • هذا بالإضافة إلى أن حزب الله يقرأ الخطوات السياسية في الولايات المتحدة بشكل صحيح، ويحصل على التشجيع من هناك. نصر الله يفهم أن إدارة بايدن لن تمنح إسرائيل تصريحاً بضرب لبنان، لذلك، هي مقيدة في ردودها، بالإضافة إلى أن الأخبار بشأن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح تؤكد تقديراته.
  • وفي نهاية المطاف، فإن الرد الإيراني على اغتيال محمد رضا زاهدي، قبل بضعة أشهر، يشير إلى أن إيران ردت بشكل مباشر على حدث تكتيكي - ومن المتوقع أن يؤدي شنّ حرب شاملة على لبنان إلى تدخُّل إيراني مباشر. والنتيجة هي واقع مريح جداً لحزب الله، فلا مصلحة له في التوقف.
  • هذا كله يقودنا مرة أُخرى إلى السنوار الذي بدأ يرى كيف تتحقق استراتيجيته وحلمه بحرب متعددة الجبهات. ومن هنا، ليس له أيّ مصلحة في التوقف. لا توجد أيّ صفقة ستحقق له الأرباح التي يمكن أن يحققها من حرب يشارك فيها لاعبون إضافيون غير "حماس".
  • وفي ظل هذا الواقع، تقف إسرائيل أمام عدة خيارات: الأول، قبول ما تريده "حماس"، والموافقة على صفقة شاملة في مقابل تحرير الرهائن ووقف الحرب، وإعادة إعمار القطاع، واستمرار حُكم الحركة في غزة؛ أمّا الثاني، فيتمثل في العودة إلى شن عملية واسعة وكثيفة في غزة، شبيهة ببدء المناورة العسكرية الكبيرة في بداية الحرب، وإخضاع "حماس"، وبعدها فقط التوجه إلى الشمال؛ الخيار الثالث هو استكمال السيطرة على محور فيلادلفيا ورفح، وترك القطاع محاصراً، وسحب القوات إلى الخارج. وبعدها، يمكن للجيش أن يدير معركة صغيرة في غزة، وهو ما سيوفر على إسرائيل ذخيرة، وفي الوقت نفسه، نقل القوات إلى الجبهة المركزية - لبنان.
  • ولأنه لا يمكن أن توافق أيّ جهة سياسية إسرائيلية على السيناريو الأول، فإن الثاني والثالث هما أكثر جدية. لكن من المهم التشديد على أنه حتى لو تم اتخاذ القرار بشأن شن حرب في الشمال، فيجب أن تكون ضد لبنان - وليس ضد حزب الله فقط. معنى ذلك إعلان حرب على دولة لبنان، ستؤدي إلى ضرر حرج في البنى اللبنانية (صناعة وكهرباء وطاقة)، وليس فقط في مناطق معروفة أنها تابعة للحزب.
  • عدد القتلى الذين سقطوا من الحزب لا يزعج حزب الله، ولأن حزب الله يعرّف نفسه بأنه "حامٍ للبنان"، وهو أيضاً لاعب مهم في السياسة اللبنانية، فإن الشرعية الداخلية تؤثر فيه. لذلك، فقط في حال أدت الحرب إلى دمار في لبنان، وثمن يدفعه المجتمع اللبناني عموماً، والشيعي بصورة خاصة - فإن حزب الله سيتأثر، حتى أنه يمكن أن يرتدع.
  • يتوجب على إسرائيل أن توضح للأميركيين لماذا من المهم فتح معركة عسكرية في الشمال، وأن يكون لديها إجابة واضحة عن سؤال مَن هو العدو؟