اغتيال الضيف هو صورة النصر التي إسرائيل بحاجة شديدة إليها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • الاغتيال شبه المؤكد لمحمد الضيف، قائد الذراع العسكرية لحركة "حماس"، يشكل صورة النصر التي تتمناها إسرائيل من أجل إنهاء الحرب. بعكس الحرب بين الدول، إن الحرب غير المتوزاية هي الحرب بين دولة وتنظيم "إرهابي". وهي مثل الحرب التي تخوضها إسرائيل مع "حماس" منذ تشرين الأول/أكتوبر. ومن ميزات هذه الحرب أنها في معظم الحالات، لا تتيح إعلان النصر. وهذا المصطلح له علاقة بالحرب التقليدية" بين جيوش الدول، لكنه يفقد مغزاه الأصلي في هذا النوع من القتال.
  • على سبيل المثال، إن مفهوم الحسم هو مفهوم على صعيد الوعي، ويتحقق عندما يدرك قادة الجيش عدم جدوى القتال بعد الآن، لكن في الحرب في مواجهة "حماس"، من الصعب تحقيق الحسم، إن لم يكن من المستحيل تقريباً. إذ يختلف سلّم القيم لدى "حماس" بصورة مطلقة عن سلّم القيم لدى دولة إسرائيل.
  • "حماس" تنظيم "لا يأخذ في حسابه حياة المدنيين الفلسطينيين الذين يتحمل مسؤوليتهم، ويرى فيهم دروعاً بشرية في خدمة أهدافه"، لذلك، هو يعتبر الهجوم عليهم جزءاً من استراتيجيته التي تهدف إلى منح  الشرعية لعملياته في العالم. بالإضافة إلى أن أيديولوجيا "حماس" التي تهدف إلى تدمير إسرائيل، لا يمكن حسمها،  من هنا، لا يمكن التغلب، بصورة قاطعة، على إرادة "حماس" بشأن الاستمرار في القتال.
  • من بين الأدوات التي تستخدمها إسرائيل في محاربة "الإرهاب" منذ أعوام كثيرة، وخصوصاً منذ بداية حرب "السيوف الحديدية" [طوفان الأقصى] هي الاغتيالات المركزة، الأداة التي ساعدت على الحد من الحوافز، ومن قدرات "الإرهابيين" على تنفيذ هجمات. مع ذلك، فإن قرار القيام باغتيال يطرح معضلات معيارية وعملانية. سواء فيما يتعلق بالتداعيات الخطِرة التي يمكن أن تتسبب بها الاغتيالات، مثل زيادة محاولات القيام بهجمات "إرهابية" ضد إسرائيل. أو الانتقادات الدولية التي يمكن أن يثيرها استخدام هذه الأداة، مثلما جرى بعد اغتيال صلاح شحادة، الذي كان أمين سر حركة "حماس" في مطلع سنة 2000، والذي أدى اغتياله إلى إصابة العديد من الأبرياء، وإلى تنديد دولي واسع النطاق.
  • هناك أيضاً المسائل المعيارية المعقدة التي تتعلق باتخاذ قرار من هذا النوع، مثل مسألة اختيار الشخصية التي يجب اغتيالها، وهل المقصود تنفيذ عقوبة الإعدام،  وليس عملية لمحاربة "الإرهاب". القرار بشأن القيام باغتيال يُتخذ بهدوء، وتشارك فيه القيادة العسكرية وصنّاع القرار.
  • يُعتبر محمد الضيف المسؤول عن عشرات الهجمات "الإرهابية" التي نُفّذت ضد إسرائيل.  وحقيقة أنه نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية (تسببت بإصابته جسدياً) جعلت منه أسطورة في أوساط الشباب الفلسطيني وناشطي "حماس". ويقود الضيف الخط المتشدد في قيادة الحركة، الذي لا يسمح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار.
  • في المدى القصير، يستطيع الاغتيال، إذا نجح فعلاً في قتل الضيف، أن يؤدي إلى عمليات انتقامية ضد إسرائيل، لكن في المدى البعيد، سيسمح لإسرائيل بالحصول على صورة انتصار تحتاج إليها، ولم تتحقق حتى الآن. وصورة اغتيال رمز في "حماس" يمكن أن تصور رجحان كفة إسرائيل، الأمر الذي سيسمح لها بالتوصل إلى صفقة مخطوفين تعيد إخواننا وأخواتنا إلى منازلهم.