قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الغارة التي نفّذها الجيش الإسرائيلي على منطقة المواصي، غربي خان يونس، أمس (السبت)، استهدفت القيادي في كتائب القسّام- الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، لكنه في الوقت عينه، أكد أنه لا يعرف مصير الضيف.
وأضاف نتنياهو في سياق مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، لأول مرة منذ عدة أشهر، أنه مهما يحدث، ستصل إسرائيل إلى كل قيادي في "حماس". وأعرب عن اعتقاده أنه في حال بقيت حركة "حماس" في رفح، فلن تتمكن إسرائيل من إعادة المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ولدى حديثه عن صفقة التبادل مع حركة "حماس"، أوضح نتنياهو أنه لم يتم إحراز أيّ تقدّم في المفاوضات لأن الضغط العسكري [الإسرائيلي] لم يكن قوياً بما يكفي، وأكد أنه لن يتزحزح عن المقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، كما أكد إصراره على الخطوط الحمراء التي وضعها سابقاً، وعلى أن الحرب ستنتهي، فقط بعد تحقيق جميع أهداف إسرائيل.
وذكرت تقارير إعلامية أن الغارة على المواصي أسفرت عن مقتل 90 فلسطينياً، نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين بجروح.
وأعاد نتنياهو عرض تصوراته بشأن الحرب على قطاع غزة، وكرّر تصريحاته بأن الحرب ستتواصل حتى تحقيق النصر المطلق على حركة "حماس"، وإنجاز أهداف الحرب المعلنة، والمتمثلة في القضاء على القدرات العسكرية لحركة "حماس" وقدرة الحركة على الحكم، وإعادة المخطوفين الإسرائيليين، وضمان ألّا يشكل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل في المستقبل، وادّعى أن إسرائيل تقترب من تحقيق هذا النصر.
وأشار نتنياهو إلى أنه لم يتراجع عن مقترح تبادُل الأسرى مع حركة "حماس"، بموجب اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والذي كان طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال نتنياهو إنه متمسك ببنود هذا المقترح، ولن يسمح لحركة "حماس" بإجراء تعديلات عليه. وشدّد على أنه مستعد للمضيّ قدماً في إبرام صفقة تضمن لإسرائيل مواصلة حربها على قطاع غزة حتى تحقيق أهدافها. وكرر خطوطه الحمراء في إطار المفاوضات، مشدّداً على أن أيّ اتفاق محتمل يجب أن يُمكّن إسرائيل من استئناف حربها على غزة، ويمنع تهريب السلاح إلى حركة "حماس"، عبر الحدود المصرية، ويمنع المسلحين من العودة إلى شمال قطاع غزة، ويتيح إعادة أكبر قدر من المخطوفين الإسرائيليين الأحياء.
وقال نتنياهو إن الهجوم في المواصي استهدف محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن، لا توجد تأكيدات بشأن مقتلهما. وهدّد باغتيال جميع قادة "حماس"، مؤكداً أن دماءهم مهدورة.
وأضاف نتنياهو: "إن تصفية قادة ’حماس’ تتيح إمكان التقدم نحو تحقيق جميع أهدافنا بنجاح. كما أن هذا الأمر يوجه رسالة ردع إلى جميع وكلاء إيران في المنطقة، وإلى إيران نفسها". وقال إنه في منتصف الليلة قبل الماضية، حين عرض مسؤولو جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] تفاصيل العملية في المواصي عليه، أصرّ على معرفة ثلاثة أمور، هي: إذا ما كان هناك مخطوفون إسرائيليون في المنطقة، ومقدار الأضرار الجانبية، ونوع الذخائر المستعملة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس، أنه نفّذ غارة جوية عنيفة على منطقة خان يونس، استهدفت محمد الضيف ورافع سلامة. وأضاف أن الغارة نُفّذت في منطقة مغلقة تديرها "حماس"، ولم يكن فيها سكان مدنيون، على الرغم من أنه اتّهم، في بيان سابق، قادة "حماس" بالاختباء بين المدنيين.
في المقابل، أكدت حركة "حماس" أن ادّعاءات إسرائيل بشأن استهداف قيادات الحركة هي ادعاءات كاذبة، للتغطية على حجم الضحايا في صفوف السكان المدنيين.