ترامب خسر سلاحه الأساسي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • قبل ساعات قليلة من إعلان جو بايدن الأكثر دراماتيكيةً في تاريخ السياسة الأميركية، قال رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون إنه إذا استبدل الديمقراطيون مرشحهم، فإنهم سيرفعون ضدهم دعوى قضائية. لكن هذا الكلام لا أساس له، فبايدن لم يعيَّن رسمياً كمرشح للحزب، لكن هذا يدل إلى أي حد كان ترامب والجمهوريون يريدون أن يكون السباق في مواجهة بايدن.
  • لقد برز ذلك طوال الأسابيع الثلاثة، منذ المناظرة في نهاية حزيران/يونيو التي دخلت في الكتب، على أنها المناظرة الوحيدة تقريباً التي غيّرت السباق الرئاسي بصورة مطلقة. وكلما ازداد الضغط على بايدن للتنحي، ظل ترامب صامتاً، ولم يهاجم الرئيس. وكان الهدف، من وجهة نظر الجمهوريين، عدم مساعدة الديمقراطيين على إخراج بايدن من السباق. لم يكن في إمكان بايدن الفوز بالرئاسة، هذا كان واضحاً منذ وقت، وكان لدى الجمهوريين تكتيك واضح جداً بشأن كيفية جرّ بايدن إلى الوحل، بحيث لا يبقى منه شيء في تشرين الثاني/نوفمبر. وبحسب كل المؤشرات، لو بقيَ بايدن في السباق، لكان مُني بهزيمة تاريخية، وقضى على الحزب الديمقراطي أعواماً طويلة. والأخطر من ذلك، لكان قضى على الديمقراطية الأميركية.
  • لكن في الأمس، طُرحت كل الأوراق وكل الكليشيهات التي يمكن التفكير فيها. وخلال ثوانٍ، زالت السحابة الثقيلة التي كانت فوق الديمقراطيين، وخسر الجمهوريون التفوق الأكيد الذي كان لديهم طول الحملة: عمر بايدن، الموضوع الثابت في هذه المعركة الانتخابية، فجأة، تبدد بصورة نهائية. الآن، ترامب هو المرشح الأكبر سناً في التاريخ. والآن، هو الذي يغفو أحياناً أمام الكاميرات، وغير قادر على النطق بجملة مفهومة. لقد كانت هذه هي الحال سابقاً، لكنها كانت أوضح لدى بايدن. الآن، اختفى ذلك.
  • يمكن الافتراض بنسبة 95% أن كامالا هاريس ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة. لم يعلن أحد ترشُّحه ضدها، حتى الآن، ويمكن أن يتوحد الحزب بسرعة حولها. إذا كان هناك مَن يرغب في الترشح، فسيضطر الديمقراطيون إلى إجراء انتخابات أولية سريعة من أجل التوصل إلى المؤتمر العام في 19 آب/أغسطس مع مرشح متفق عليه. لهذا، كان من الواضح عدم إعلان زعماء في الحزب، مثل باراك أوباما، أو تشاك شومير، أو نانسي بيلوسي، تأييدهم لهاريس في الأمس، كي لا يعطوا انطباعاً أنهم مَن يتوج مرشح الحزب، على الرغم من عدم الشك في تأييدهم لها.
  • في نهاية الأمر، ستكون هاريس المرشحة، وترامب يعلم ذلك. تعهُّده "خفض الحرارة" بعد محاولة الاغتيال، استمر حتى إزالة الضمادة عن أذنه. في يوم السبت الماضي، وقبل إعلان خبر تنحّي بايدن، وصف ترامب كامالا هاريس بـ"المجنونة والغبية". وستكون حملته ضدها خسيسة ووضيعة وعنصرية ومفعمة بكراهية النساء، وهاريس تعلم ذلك. وهي تعلم أنها ستكون المرشحة المثالية التي ستصرخ من جديد بعبارات "إجهاض، إجهاض، إجهاض، هذا الرجل مجرم، إجهاض، إجهاض، إجهاض، هذا الرجل متقدم في السن" ترامب يعلم لماذا كان يفضل المنافسة مع بايدن.

 

 

المزيد ضمن العدد