على حبل مشدود: التحدي الكبير الذي ينتظر نتنياهو في واشنطن
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • من المنتظر أن يلتقي رئيس الحكومة الرئيس الأميركي في واشنطن اليوم، بالتزامن مع حالة الاضطراب التي تعانيها المنظومة السياسية في الولايات المتحدة، بعد إعلان جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي.
  • إن الزيارة بصورة عامة، ولقاء بايدن بصورة خاصة، لهما أهمية كبيرة بالنسبة إلى نتنياهو، بسبب القرارات المصيرية المطروحة بشأن قضية المخطوفين والمخطوفات، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، ومسألة "اليوم التالي للحرب".
  • في الخلفية، هناك العلاقات المتكدرة بين نتنياهو وبايدن. وهذا هو اللقاء الأول بينهما منذ زيارة بايدن لإسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو أول اجتماع بينهما في البيت الأبيض منذ تأليف الحكومة الإسرائيلية قبل عام ونصف العام.
  • في ضوء ذلك، يبدو أن رئيس الحكومة لديه فرصة يجب ألّا يضيعها من أجل الدفع قدماً بالأهداف الاستراتيجية لدولة إسرائيل. وهذه الفرصة تصبح أكثر إلحاحاً في أعقاب تنحّي بايدن، واحتمال تطلُّعه إلى ترك بصمة تاريخية على أحداث وظّف فيها الكثير في الأشهر الأخيرة.
  • قبل كل شيء، هناك مسألة إعادة المخطوفين والمخطوفات، والتي تشكل واجباً شخصياً وأخلاقياً بالنسبة إلى جو بايدن. ويجب على نتنياهو أن يأخذ في حسابه أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ووريثته المحتملة، هي من المؤيدين لإسرائيل، لكن يمكن أن تكون نقديةً أكثر حيال إسرائيل، وأقل التزاماً من بايدن، شخصياً وعاطفياً.
  • ينتج من ذلك أن هناك عدداً من الأمور التي يجب ألّا يفعلها رئيس الحكومة. على الصعيد السياسي، يجب على نتنياهو أن يتجنب الظهور كأنه يتدخل في المعركة الانتخابية، وبالتأكيد ألّا يكرر ظروف خطابه في الكونغرس في سنة 2015، عندما هاجم الرئيس أوباما مباشرةً بسبب دفعه بالاتفاق النووي مع إيران.
  • من المهم أن يتوجه خطاب نتنياهو إلى الحزبين معاً، وأن يحافظ على تأييد الحزبين لإسرائيل. وخصوصاً في ضوء الفجوات في حجم التأييد لإسرائيل بين الجمهوريين والديمقراطيين، والتي تعمقت كثيراً في الأشهر الأخيرة. من جهة أُخرى، يجب على نتنياهو أن يكون حذراً في علاقته بترامب، الذي حمل له ضغينة فترة طويلة لأنه هنّأ بايدن على فوزه قبل 4 سنوات [بينما كان ترامب يطعن في صحة النتائج].
  • إن مفتاح التغيير المطلوب في وضع دولة إسرائيل يكمن، قبل كل شيء، في بلورة مخطط لإعادة المخطوفين والمخطوفات. يجب على رئيس الحكومة أن يستغل المنبر المتاح له من أجل إعلان الدفع قدماً بالمبادرة التي أيّدها الرئيس بايدن شخصياً، والتوصل إلى عقد صفقة جديدة.
  • يتعين على نتنياهو استغلال الزيارة من أجل بلورة خطة استراتيجية شاملة لمواجهة تعاظم قوة إيران وكبح سعيها للحصول على سلاح نووي. والطريق إلى ذلك يمرّ في تعزيز التحالف الإقليمي مع الدول العربية المعتدلة بقيادة الولايات المتحدة. لقد ثبتت أهمية هذا التحالف في كبح الهجوم الإيراني على إسرائيل في نيسان/أبريل الماضي.
  • تقف دولة إسرائيل أمام منعطف، وعليها أن تتخذ قراراً مصيرياً للمستقبل، ويجب على رئيس الحكومة أن يختار بين التسوية والقوة، وبين تصعيد إقليمي واسع النطاق. وزيارته للولايات المتحدة ستكون لها تداعيات حاسمة، بحسب التوجه الذي يختاره.