نساء جنود الاحتياط: مَن سيحسم المعركة فعلاً في غزة؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • رئيس الحكومة في طريقه إلى واشنطن، ورئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار توجّها في نهاية الأسبوع إلى قطر، لإجراء جولة محادثات إضافية. والخلاف الأساسي، الآن، هو قضية محورَي فيلادلفيا ونتساريم. وتُطرح بنود كثيرة تتعلق بهذين المحورين. ومن أجل الاستمرار في السيطرة عليهما، سيُطلب من الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بعدد كبير من القوات، ما لا يقل عن فرقتين، كما يجب إضافة فرقة ثالثة لحماية "غلاف غزة" ومستوطناته.
  • لكن غزة ليست التحدي الوحيد الذي يواجهه الجيش.  فإسرائيل بحاجة إلى مضاعفة عديد قواتها بنحو 3 مرات على الحدود الشمالية في مواجهة لبنان وسورية، حتى من دون إجراء مناورة في لبنان. والمطلوب من الجيش أن يزيد عديد قواته في الضفة الغربية، وفي جنوب البلد، وعلى الحدود مع مصر والأردن. والمهمة تقع على عاتق قوات الاحتياط. عشرات الآلاف من كتائب الاحتياط في سلاح البر والمدرعات والهندسة الحربية والمدفعية ومنظومات أُخرى.
  • يخدم الجزء الأكبر من جنود الاحتياط 6 أو 7 أشهر بشكل مستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، تكون أغلبيتهم خدمت مدة الثمانية أشهر المفروضة في خدمة الاحتياط.
  • يمكن أن نرى في كل الوحدات الحوافز والتماسك وإيمان الجنود بصدقية المهمة. المقاتلون في هذه الكتائب خدموا تسعة أشهر ونصف الشهر في جولات القتال في غزة، وعلى الحدود الشمالية، وفي الضفة الغربية.
  • لا تزال نسبة التجنيد وتلبية الدعوة إلى الخدمة في الاحتياط مرتفعة، ولم تنخفض عن 90%، وحتى 80% في الوحدة.  في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تحدثت تقارير عن أن نسبة التجنيد في بعض الوحدات وصلت إلى 120%، وحتى 130%.
  • لكن إلى جانب هذا كله، وفي كل حديث مع مجموعات من المقاتلين، ومع قادة الوحدات من مختلف الرتب، يبرز كلام مثير للقلق، لكنه حقيقي. فمن جهة، جنود الاحتياط مدعوون إلى تلبية واجباتهم حيال رفاقهم في الوحدة، إلى جانب واجبهم إزاء الدولة والمهمات العسكرية، لكن من جهة أُخرى، هناك الضغط الداخلي الكبير على جنود الاحتياط.
  • يتحدث الجنود عن مشكلاتهم مع النساء والأولاد، وعدم القدرة على التأقلم خلال فترات الراحة القصيرة بين فترات الخدمة. يروي المقاتلون قصص أعمال انهارت، ومشكلات في أماكن العمل. "الجندي في الاحتياط لا يُطرد من عمله، لكنه يكتشف أنه لم يعد مرشحاً للترقية. وأن الذي حلّ محله، موقتاً، أصبح دائماً، وهم يبحثون له عن منصب جديد أدنى من السابق. لقد واجه 6 جنود هذه المشكلة، فلم يحصلوا على المكافآت والعلاوات التي وُزعت على زملائهم في العمل، في مقابل إنجازاتهم والعائدات التي حققوها".
  • هناك أيضاً مشكلة الطلاب. يقول قائد كتيبة: "تأتي بعد العملية، وترى جندياً يدرس على ضوء مصباح يدوي، ويشرح لي أن لديه امتحانات قريبة في الجامعة".
  • في اللواء الثالث، يتحدثون عن محاولات يقوم بها القادة لدعم عائلات المقاتلين: "قمنا بعدد من المبادرات؛ "مجموعة الأعمال"، و"غرفة اتصال بالعائلات"، و"اليوم التالي". الهدف من جميع هذه المبادرات دعم عائلات المقاتلين. نحن نرى العديد من الجنود الذين يصلون إلى الخدمة ويتركون وراءهم حياة كاملة. أعمال تنهار، وظائف، ومنازل تتفكك. نساء يواجهن صعوبة في العيش وحدهن مع الأولاد الذين يضطرون إلى العيش مع والد يخدم في الاحتياط طوال أسابيع وأشهر".
  • الجيش يستمع إلى هذه الأمور، ويدرك أن الحجم الحالي للمهمات يتطلب أيام خدمة في الاحتياط تفوق بعشرات المرات أيام خدمة كل مقاتل في تلك الوحدات.
  • يقول أحد جنود الاحتياط في لواء "الإسكندروني": "نحن ندرك المهمة. لكن البقاء هنا وقتاً طويلاً هو مهمة معقدة، وتتطلب عدداً كبيراً من جنود الاحتياط. لست متأكداً من أن الجميع سيلبّي الدعوات الجديدة للاحتياطيين. ففي النهاية، لدى الناس حياة خارج الخدمة في الاحتياط، وعائلات، وأولاد، وزوجة، وعمل، ونحن نسمع عن الضغوط، والمعضلة المطروحة "الحياة في البيت، أو الخدمة في الاحتياط".
  • اليوم، يدرك جنود الاحتياط، أكثر فأكثر، أن نساء الاحتياطيين هن اللواتي سيحددن قدرات الجيش الإسرائيلي الكبير على القيام بالمهمات.