الحُديدة مفترق طهران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • من أصل 7 جبهات تتعامل معها إسرائيل، وسنفصّل بعد قليل، امتنعت إسرائيل، حتى الآن، من العمل مباشرة ضد الحوثيين في اليمن. كان يبدو أنها تفضل في هذه الجبهة الاعتماد على الائتلاف الأميركي - البريطاني والسعودي ودول عربية إضافية لا تزال تصمم على عدم ذكر اسمها لأسباب واضحة، وتعمل تحت مظلة الغطاء الأميركي. فوجئت هذه الدول، جميعها، وكذلك إسرائيل، بإطلاق المسيّرة الحوثية على وسط تل أبيب. حتى الآن، من غير الواضح ما إذا كانت القيادة الحوثية قد حلمت يوماً بنجاح مستفز كهذا. ولا يزال أيضاً من غير الواضح ما إذا كانوا خططوا فعلاً لضرب السفارة الأميركية في تل أبيب، والتي تقع بالقرب من مكان سقوط المسيّرة.
  • هذه هي الجبهات السبع التي تتعامل معها إسرائيل غير الحوثيين: "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة، وحزب الله في لبنان، وكتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، والوحدات الإيرانية في سورية، وكتائب المعارضة العراقية، وإيران هي مَن يترأس هذه الجوقة كلها، عبر التمويل والتسليح والتوجيه العملياتي.
  • حتى لو سارع قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي والمتحدث باسمهم يحيى سريع إلى تحمّل المسؤولية الكاملة والتفاخر بالعملية، إلا أنه من الواضح أن إيران لها أيادٍ عميقة في صنعاء، وفي قواعد الحوثيين في البحر الأحمر. الرسائل تمر، ومكتب الرئيس خامنئي والحرس الثوري و"فيلق القدس" الذي لديه جنود ناشطون في اليمن، موجودون في عمق الصورة الميدانية.
  • من الصعب معرفة ما إذا كان الحوثيون قد تخيلوا نجاحاً لافتاً بهذا الحجم لعملية في قلب تل أبيب. لكن يجب التذكير بأن المسافة الكبيرة جداً بين ميناء الحُديدة اليمني وعمق تل أبيب - أطول من المسافة ما بين تل أبيب وطهران.
  • لم يبذل عبد الملك الحوثي والمتحدث باسمهم صاحب اللهجة الغريبة يحيى سريع أيّ جهد لإخفاء فرحتهما عندما أعلن ضابط إسرائيلي أن المسيّرة شخّصها سلاح الجو، ولم يتم إسقاطها لأنه لم يتم التعامل معها كمعادية. في سلاح الجو، يعتبرون ما جرى "حدثاً سيئاً بسبب خطأ بشري قاتل". الحوثيون الذين قرأوا الوصف الإسرائيلي للحدث، سارعوا إلى الإعلان أنه "عملية عسكرية نوعية". ولم يتم ذِكر أيّ تدخّل إيراني، قصداً.
  • من الصعب أيضاً تجاهُل التوقيت: قبل أيام معدودة من خطاب نتنياهو في الكونغرس في واشنطن واجتماعاته برؤساء الإدارة، وفي الخلفية جهود كبيرة لإنجاح الاجتماع بالرئيس السابق دونالد ترامب. وفي هذا السياق، أعلن الجيش الأميركي في ليلة سقوط المسيّرة الحوثية أنه اعترض ثلاث مسيّرات إضافية كانت في طريقها إلى إسرائيل، إلاّ إن المسيّرة الرابعة نجحت في الهروب ووصلت إلى تل أبيب. هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون مسيّرات إلى مسافة أبعد من إيلات، ونجحوا أكثر كثيراً من التوقعات.
  • وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تزال منشغلة بقطاع غزة ولبنان، فإنها لم تستطع تجاهُل العملية الحوثية في تل أبيب من دون رد. لقد كان حظ الإيرانيين والحوثيين كبيراً، ويمكن الافتراض أنهم كانوا، على مدار يومين، مستعدين للرد الإسرائيلي، قبل خروج رئيس الوزراء إلى واشنطن، وهو ما جرى فعلاً. أمس، اعترف الناطق باسم الحوثيين بالضرر الذي لحِق بهم، وهدد قائلاً: "إن إسرائيل قامت بهجوم وحشي ضد اليمن، على مواقع مدنية ومفاعل نفط ومحطة توليد للطاقة. كان الهدف زيادة معاناة الشعب والضغط على اليمن لوقف دعمها لغزة. هذا الحلم لن يتحقق، فالهجوم سيعزز تصميمنا فقط". هذا بالإضافة إلى أنه صمم على عرض فيديوهات لرجال وأطفال بملابس مدنية أُحضروا إلى المستشفى في الحُديدة، بعد أن أصيبوا بضربات سلاح الجو، في محاولة لتكذيب الرواية الإسرائيلية التي قالت إنها "ضربة عسكرية فقط". من ناحية أُخرى، يردون في البلد بلهجة هجومية أيضاً - أمّا طهران، فبقيت في الخلفية صامتة، وتدرس التهديد.

 

 

المزيد ضمن العدد