نتنياهو في الكونغرس الأميركي: لن نرضى بأقل من انتصار كامل على "حماس"، والحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً، إذا ما استسلمت هذه الحركة وألقت سلاحها وأعادت المخطوفين الإسرائيليين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في سياق الخطاب الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه مساء أمس (الأربعاء)، إسرائيل والولايات المتحدة إلى الوقوف معاً، وقال: "أتيت إلى هنا لكي لأؤكد لكم شيئاً واحداً هو أننا سننتصر، ومن أجل أن تنتصر قوى الحضارة على قوى الهمجية والشر، يجب أن تقف أميركا وإسرائيل معاً". وأضاف: "لن نرضى بأقل من انتصار كامل على حركة ’حماس’"، مؤكداً أن الحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً، إذا ما استسلمت "حماس"، وألقت سلاحها، وأعادت المخطوفين الإسرائيليين.

وشدّد نتنياهو على أن ما وصفه بـ"محور الإرهاب" بقيادة إيران، يهدّد إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، وقال: "إن عالمنا يشهد اضطرابات. وفي منطقة الشرق الأوسط، يواجه محور ’الإرهاب’، بقيادة إيران، أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات، بل هو صراع بين الهمجية والحضارة. وعندما نقاتل إيران، نقاتل العدو الأكثر تطرفاً وإجراماً للولايات المتحدة. ونحن لا نحمي أنفسنا فقط، بل نحميكم... إن أعداءنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".

وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستحتاج في المستقبل المنظور إلى سيطرة أمنية مهيمنة على غزة، وقال بهذا الشأن: "بعد انتصارنا بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإن غزة المنزوعة السلاح والخالية من المتطرفين، يمكن أيضاً أن تفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. وتلك هي رؤيتي حيال غزة". وأبدى نتنياهو ثقته بأن الجهود التي تُبذل من أجل إطلاق المخطوفين الإسرائيليين ستثمر، وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن على جهوده الدؤوبة، نيابةً عن المخطوفين.

ووصف نتنياهو المحتجين على الحرب ضد قطاع غزة بأنهم "أغبياء تستفيد منهم إيران"، وقال متوجّهاً إلى هؤلاء المحتجين: "عندما يعمد الطغاة في طهران، الذين يشنقون المثليين على رافعات ويقتلون النساء لعدم تغطيتهن شعورهن، إلى الإشادة بكم وترويج حراككم وتمويلكم، تكونون قد أصبحتم، رسمياً، أغبياء تستفيد منكم إيران".

ودعا نتنياهو الولايات المتحدة إلى تسريع وتيرة دعمها العسكري لإسرائيل، بعد أن كان اتهمها بتعليق مساعدات عسكرية. وقال في هذا الخصوص: "إنني أقدّر بشدة دعم الولايات المتحدة، بما في ذلك في هذه الحرب الحالية. لكن هذه لحظة استثنائية، وتسريع المساعدات العسكرية الأميركية يمكن أن يسرّع بشكل كبير إنهاء الحرب في قطاع غزة، وأن يساعد في منع اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط".

ووجّه نتنياهو تحية حارّة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال: "إنني حريص على شكر الرئيس ترامب على كل ما فعله لإسرائيل، من الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، إلى مواجهة عدوان إيران، إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لنا ونقل السفارة الأميركية إلى هناك".

كما تطرّق نتنياهو إلى عمليات تبادُل إطلاق النار مع حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان، والمستمرة منذ يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قائلاً: "سأكون واضحاً: إسرائيل ستقوم بكل ما ينبغي القيام به لاستعادة الأمن على حدودها الشمالية وإعادة السكان بأمان إلى منازلهم".

هذا، وفي أثناء إلقاء نتنياهو خطابه، تجمّع آلاف المحتجين المعارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي، وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية. ووُضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون تقول إن نتنياهو "مجرم حرب مطلوب للعدالة".

ولم يحضر عدد كبير من النواب الديمقراطيين جلسة الكونغرس. كما شارك نواب ديمقراطيون في فعاليات مضادة، تزامناً مع الخطاب.

وخطاب نتنياهو هذا هو الرابع له أمام جلسة مشتركة لمجلسَي الشيوخ والنواب، وقد تخطى بذلك رئيس الحكومة البريطانية في زمن الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل الذي ألقى مثل هذه الخطابات 3 مرات.

على صعيد آخر، من المقرّر أن يلتقي نتنياهو، اليوم (الخميس)، الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وسيلتقي بعد غد (الجمعة) دونالد ترامب في مقرّ إقامته في ولاية فلوريدا، وغابت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس، وبدلاً عن ذلك، ستجتمع به في لقاء منفصل. وعادةً ما تترأس هاريس أي جلسة مشتركة في الكونغرس تتضمن خطاباً لزعيم أجنبي، باعتبارها نائبة للرئيس، إلا إنها اختارت هذه المرة عدم تغيير خططها المقررة مسبقاً. وقال مكتبها في بيان صادر عنه إنها غير قادرة على ترؤس الجلسة المشتركة بسبب الرحلة المقررة مسبقاً إلى إنديانا. 

 

المزيد ضمن العدد