تقرير: إرجاء سفر الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى قطر بسبب تأجيل لقاء نتنياهو وبايدن، وعائلات مخطوفين تتهم نتنياهو بمنع المضيّ قدماً في صفقة التبادل لأسباب شخصية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن الوفد الإسرائيلي المفاوض لم يسافر إلى قطر، أمس (الخميس)، لمناقشة إطلاق المخطوفين ووقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في غزة، حسبما كان مخططاً له سابقاً، وتم تأجيل رحلته.

وقالت هذه المصادر نفسها إن سبب عدم سفر الوفد هو تأجيل اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن من يوم الثلاثاء إلى يوم أمس، مشيرةً إلى أن رئيس الحكومة يعتزم مناقشة الاتفاق الناشئ مع الرئيس لتقييم كيفية المضيّ قدماً.

كما أكدت المصادر أيضاً أن الفريق المفاوض سيغادر لإجراء محادثات بعد اللقاء، لكنها لم تحدد موعداً. وأفادت مصادر مقربة من رئيس الحكومة بأن الوفد قد يغادر إلى الدوحة الأسبوع المقبل. وشدّدت هذه المصادر على أن المفاوضين يواصلون محادثاتهم مع الوسطاء العرب عن بُعد.

وأعربت عائلات المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة عن غضبها على تأجيل سفر الوفد إلى قطر.

وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة أحد المخطوفين: "بدلاً من أن يعلن نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي قبوله الصفقة المطروحة على الطاولة، فإنه يمنع المضيّ قدماً في الصفقة لأسباب شخصية. وحتى لو علمنا بوجود مزيد من المخطوفين القتلى في أنفاق ’حماس’، سيواصل رئيس الحكومة جولته في الولايات المتحدة التي تهدف إلى تحسين علاقاته العامة، وسيستمر في المماطلة".

وكانت عائلات المخطوفين الإسرائيليين نظّمت، أول أمس (الأربعاء)، مسيرة احتجاجية من ميدان ديزنغوف إلى ساحة المخطوفين في تل أبيب لمشاهدة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس في الولايات المتحدة، وتلتها تظاهرة حاشدة.

في غضون ذلك، دعا رئيس حزب "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس نتنياهو إلى أن يقرن أقواله بأفعاله فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وفي الوقت نفسه، اتهم رئيس الحكومة بتأخير الصفقة لأسباب سياسية.

وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في الكنيست أمس: "إن الخطوط العريضة التي وضعناها لإعادة المخطوفين في ’كابينيت الحرب’ قبل نحو شهرين، والتي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق أمام الجمهور، كان من الممكن أن يتم الدفع بها قدماً قبل أسابيع، وكان يجب تنفيذها في فترة زمنية قصيرة. لا يملك المخطوفون يوماً آخر، ولا يوجد هناك دقيقة أُخرى. ومنذ الخطوط العريضة السابقة، فقدنا ربع المخطوفين الأحياء".

وأكد غانتس أن حقيقة أن الوفد الإسرائيلي المفاوض كان ينتظر من دون أي تعليمات أكثر من أسبوع، لأن هناك في المستوى السياسي مَن ينتظر عطلة الكنيست من أجل المضيّ قدماً، هي دليل مؤلم على أن الاعتبارات السياسية اخترقت قدس أقداس أمن إسرائيل ومسائل الحياة والموت.

وخاطب غانتس نتنياهو قائلاً: "سيدي رئيس الحكومة، إذا كنت تدعم الخطوط العريضة التي اتفقنا عليها معاً، فحان الوقت لأن تقرن أقوالك بأفعالك. وإذا كنت لا تنوي إعادة المخطوفين لأنك تعتقد أن الخطة ليست جيدة بما فيه الكافية، ولا يمكنها ضمان أمن إسرائيل، قف أمام مواطني إسرائيل، وقل لهم الحقيقة مهما تكن معقدة وصعبة ومؤلمة. يجب ألا تأتي الاعتبارات السياسية قبل أمن البلد وقدرته على الصمود وإعادة المخطوفين".

وأكد غانتس أن نتنياهو سيحصل على الدعم الكامل من الشعب، وعلى الدعم السياسي أيضاً، إذا ما وافق على الاقتراح، وهو ما سيسمح لإسرائيل بالتحول نحو استعادة الأمن في الشمال.

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على منطقة "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اختطف مسلحو الحركة 251 إسرائيلياً.  ويُعتقد أن 120 منهم ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 44 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وتتضمن الصفقة المقترحة: أولاً، وقف إطلاق نار كامل وشامل لمدة 6 أسابيع، من شأنه أن يشهد إطلاق سراح عدد من المخطوفين، بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، في مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. وخلال هذه الأيام الـ42، ستنسحب القوات الإسرائيلية أيضاً من المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وتسمح بعودة النازحين إلى منازلهم في شمال القطاع، وخلال هذه الفترة ستتفاوض "حماس" وإسرائيل والوسطاء أيضاً بشأن شروط المرحلة الثانية التي قد تشهد إطلاق سراح المخطوفين الذكور المتبقين، سواء من المدنيين، أو الجنود. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى ومعتقلين فلسطينيين إضافيين. وستشهد المرحلة الثالثة عودة المخطوفين المتبقين، بما فيهم جثث القتلى من المخطوفين وبدء مشروع إعادة الإعمار الذي سيستغرق أعواماً.