الكارثة في مجدل شمس هي نتيجة عدم وجود زعامة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • الهجمات المستمرة على الشمال، التي بلغت ذروتها في كارثة مجدل شمس، تؤكد عدم وجود سياسة لدى الدولة ومَن يقف على رأسها. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الذي يجب أن يقرر في النهاية متى وكيف يمكن إزالة التهديد من لبنان. هناك عدة طرق للقيام بذلك: صفقة مخطوفين تؤدي إلى التهدئة في غزة؛ أو الذهاب إلى مواجهة واسعة النطاق في توقيت غير مريح بتاتاً، ومن دون تأييد الولايات المتحدة، الضروري من أجل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق.
  • خطاب رئيس الحكومة أمام الكونغرس، والذي حظيَ بتصفيق الحاضرين، يجسد مأساة غياب الزعامة. لقد بذل الجيش ما في وسعه، لكن من دون سياسة منتظمة، من المتوقع أن تسير إسرائيل في اتجاه مسار من الانحدار الواسع النطاق، من دون أفق سياسي، أو استراتيجيا. بكلمات بسيطة: إذا لم يتم توقيع صفقة لإعادة المخطوفين والمخطوفات في الأيام المقبلة، فإن هذا سيكون وصمة عار أبدية. حان الوقت لكي يتخذ رئيس الحكومة قرارات تاريخية، بدلاً من إلقاء الخطابات وتوجيه الإنذارات.
  • إن إعادة المخطوفين والمخطوفات التي تحظى بتأييد قيادة المؤسسة الأمنية وتعتبرها ممكنة وضرورية، بحسب التقارير، بالإضافة إلى تسوية سياسية، الغرض منها السماح للجيش والدولة بتحقيق إنجازات ممكنة، وفي طليعتها بناء محور استراتيجي بزعامة الولايات المتحدة، في مواجهة التهديد الإيراني الآخذ في التعاظم. لقد أضحت إيران دولة على عتبة النووي، وبحسب مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، يمكنها تطوير سلاح نووي خلال وقت قصير. وسيكون لهذا تداعيات خطِرة على مكانة إسرائيل وقوتها وصورتها الاستراتيجية في المنطقة. وفي الواقع، إذا حصلت  إيران على سلاح نووي، أو إذا أجرت تجربة نووية، فإن الشرق الأوسط كله سيدخل في سباق على السلاح النووي. ومظلة السلاح النووي الإيراني يمكن أن تساعد نظام خامنئي على تعزيز وتشديد حزام النار الذي يبنيه، معتمداً على كيانات، مثل حزب الله والحوثيين، والتي تأكل من الداخل الدول السيادية التي تنشط في أراضيها.
  • تُعتبر إقامة محور استراتيجي بقيادة الولايات المتحدة أمراً ضرورياً، تحديداً، خلال ولاية بايدن، أكبر صديق لإسرائيل. إذا لم يعد رئيس الحكومة إلى رشده، واستمر في تمسُّكه باستراتيجية النصر المطلق، كلمتان مثيرتان للإعجاب، لكن من دون مضمون فعلي، فإن إسرائيل ستسير نحو مسار من الضعف الذي سيزداد ويتعمق من النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
  • يقارن رئيس الحكومة نفسه بتشرشل الذي امتاز هو أيضاً بالخطابات النارية الشديدة التأثير، لكنه كان يُرفق هذه الخطابات بقرارات قيادية سمحت له، في نهاية الأمر، بالانتصار الكامل على النظام النازي. كان المطلوب من نتنياهو، لدى وصوله إلى الولايات المتحدة، القيام بعملية محاسبة ذاتية عميقة. كان عليه التخلي عن سياسة المماطلة والتأجيل والخطابات الرنانة وعدم اتخاذ القرارات، وطرح اقتراح شامل على "الكابينيت" لتقوية إسرائيل، استناداً إلى الإطلاق الفوري للمخطوفين والمخطوفات، مع التركيز على الأحياء منهم، وتحقيق الهدوء من أجل مواجهة تعاظُم التحدي، مستقبلاً، في غزة والشمال، وإعادة الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم، وعودة إسرائيل إلى مسار إعادة البناء.
  • في هذا الوقت، المطلوب وحدة حقيقية للشعب الإسرائيلي تتمثل، قبل كل شيء، بإقرار قانون التجنيد ومنع قوانين تسمح بالتملص من الخدمة، والتي ستحطم دولة إسرائيل من الداخل، بالإضافة إلى تعزيز علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة التي تُعتبر العمود الأساسي والفريد في نوعه، بالنسبة إلى الأمن القومي الإسرائيلي، ولا يمكن أن نتصور قوة إسرائيل من دون دعم هذه القوة العظمى.
  • الكارثة التي حلّت بإخوتنا الدروز يجب أن تكون حافزاً على اتخاذ قرارات قيادية تشرشلية حقيقية.