تقرير/ ترامب لنتنياهو: الآن، أنتم أقرب من أيّ وقت مضى إلى حرب عالمية ثالثة لأن أشخاصاً غير أكفاء يديرون الولايات المتحدة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

رحّب الرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بحرارة برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لدى استقباله له في منتجعه في فلوريدا أول أمس (الجمعة)، وذلك في أول اجتماع بينهما منذ أن توترت علاقاتهما، علناً، بعد فشل ترامب في الفوز في انتخابات سنة 2020.

أعلن ترامب خلال محادثاتهما، التي حضرتها أيضاً زوجة رئيس الحكومة سارة نتنياهو، أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لليهود في الولايات المتحدة التصويت للمرشحة الرئاسية المفترضة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس، مشيراً إلى التصريحات التي أدلت بها يوم الخميس الماضي، بعد لقائها نتنياهو، بشأن معاناة سكان قطاع غزة، والتي وصفها ترامب بأنها لا تنطوي على أدنى احترام لإسرائيل.

وأضاف ترامب أن العالم سيشهد حروباً كبرى في الشرق الأوسط، وربما يشهد حرباً عالمية ثالثة إذا لم يفُز في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأضاف: "في الوضع الحالي، أنتم أقرب من أي وقت مضى إلى حرب عالمية ثالثة لأن أشخاصاً غير أكفاء يديرون بلدنا".

من جانبه، قال نتنياهو إنه يأمل بأن تساهم زيارته للولايات المتحدة في الدفع قدماً باتفاق إطلاق المخطوفين الإسرائيليين، وأشار إلى أنه سيرسل فريق تفاوُض إلى روما لإجراء محادثات في الأيام القريبة.

ونشر ديوان نتنياهو بشكل منفصل مقطع فيديو من داخل المنتجع، يقدم فيه رئيس الحكومة لترامب صورة المخطوف الإسرائيلي أرييل بيباس البالغ من العمر 4 أعوام، والذي اختطفته حركة "حماس" مع والديه وشقيقه الرضيع من كيبوتس نير عوز في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وسُمع نتنياهو وهو يقول لترامب إن جد أرييل طلب منه أن يعطي الرئيس السابق الصورة. وأجاب ترامب في أثناء التقاطهما صورة معاً: "سنقوم بحل هذه المشكلة". ثم أخرج نتنياهو قبعة زرقاء مكتوب عليها "النصر الكامل"، في إشارة إلى هدفه المعلن لإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة. وواجه انتقادات من البعض في المؤسسة الأمنية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أكدت أن هذا الشعار ليس استراتيجيا واقعية في مثل هذه الحرب. لكن نتنياهو أصرّ على استخدامه في خطابه أمام الكونغرس الأميركي يوم الأربعاء الماضي.

وعقد ترامب ونتنياهو اجتماعهما الرسمي في غرفة طعام، وسُمح للصحافيين بالدخول فترة وجيزة، قبل أن يبدأ الاجتماع المغلق. وانضم إلى الرجلين عدد من مساعديهما، بالإضافة إلى سارة. وزعم ترامب في اللقاء أن علاقته بنتنياهو كانت دائماً جيدة جداً. ووصف تصريحات منافسته المحتملة في الانتخابات نائبة الرئيس الأميركي هاريس، بشأن الحرب في غزة، بأنها لا تحترم إسرائيل، وقال إنه لا يعرف كيف يمكن لليهود التصويت لها.

وقال ترامب: "أعتقد أن تصريحاتها كانت غير محترمة. لم تكن لطيفة فيما يتعلق بإسرائيل. في الواقع، لا أعرف كيف يمكن لشخص يهودي أن يصوت لها. إلا إن هذا الأمر متروك لهم. لكنها بالتأكيد لم تحترم إسرائيل، في رأيي".

وكانت المرشحة الرئاسية المفترضة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس أكدت، يوم الخميس، أنها لن تلتزم الصمت إزاء المعاناة في قطاع غزة، وذلك في تصريحات أدلت بها بعد وقت قصير من اجتماعها بنتنياهو في البيت الأبيض. وأثارت تصريحاتها انتقادات غاضبة من طرف إسرائيل التي زعمت أنها قد تؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" لإطلاق المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة. لكن في الوقت عينه، شددت هاريس على نقاط مؤيدة لإسرائيل، ووصفت "حماس" بأنها "منظمة إرهابية وحشية" أشعلت فتيل الحرب الجارية بهجومها يوم 7 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، وأشارت إلى أن الهجوم تضمّن أعمال عنف جنسي مروعة.

كذلك أكد ترامب أن علاقته بنتنياهو طيبة، وأضاف: "كنت جيداً جداً لإسرائيل، أفضل من أي رئيس آخر. لقد فعلنا كثيراً من الأشياء: الاعتراف بضم هضبة الجولان والقدس العاصمة التي بنينا فيها سفارة الولايات المتحدة". وأضاف: "إن إدارة بايدن لم تفعل أيّ شيء بشأن إيران، بينما قمنا نحن بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وهو أمر رائع، وربما كان أفضل شيء فعلته لإسرائيل". وقال: "إذا فزنا، سينتهي كل شيء على ما يرام، وبسرعة كبيرة. وإذا لم نفُز، سينتهي بنا الأمر إلى حروب كبرى في الشرق الأوسط، وربما تندلع حرب عالمية ثالثة".

وفي بيان لاحق بشأن الاجتماع، قالت حملة ترامب إنه تعهد أنه عندما يعود إلى البيت الأبيض، سيبذل كل جهد ممكن لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة انتشار معاداة السامية في جميع الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويتواجد نتنياهو في الولايات المتحدة منذ يوم الإثنين الماضي. وألقى خطاباً أمام جلسة مشتركة للكونغرس يوم الأربعاء، واجتمع بشكل منفصل، يوم الخميس، بالرئيس الأميركي جو بايدن، وهاريس التي من المرجح أن تكون منافِسة ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتزامن اجتماع ترامب ونتنياهو في فلوريدا مع عيد ميلاد الابن الأكبر لرئيس الوزراء يائير، والذي يعيش حالياً في ميامي.

وتوترت علاقة رئيس الحكومة وترامب عندما هنّأ نتنياهو بايدن على الفوز في انتخابات 2020، التي ينفي ترامب خسارتها.

لكن ترامب أكد، يوم الخميس الماضي، أنه سعيد بمديح نتنياهو له في خطابه أمام الكونغرس، وأشار إلى أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي قريباً. وذكر نتنياهو في خطابه الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب، والتي سعت الحكومات الإسرائيلية منذ فترة طويلة إلى تحقيقها، مثل إعلان الولايات المتحدة، رسمياً، أن إسرائيل لديها السيادة على هضبة الجولان التي تم الاستيلاء عليها من سورية خلال حرب حزيران/يونيو 1967، وسياسة أميركية أكثر صرامةً تجاه إيران، وإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، في انتهاك للسياسة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة، والتي تنص على أن وضع القدس يجب أن يُقرَّر في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.