ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 11 شخصاً قُتلوا، معظمهم من الأطفال والفتيان، وأصيب العشرات بجروح عندما أصاب صاروخ أُطلق من الجنوب اللبناني، أمس (السبت)، ملعباً لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان. وأكد البيان أن هذا الهجوم هو الأكثر دمويةً لحزب الله في اتجاه شمال إسرائيل منذ بدء القتال هناك في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من انطلاق صافرات الإنذار، فإنها كانت قصيرة للغاية، بالنسبة إلى الضحايا الذين لم يتمكنوا من الفرار في الوقت المناسب.
وأعلن المسعفون وفاة 10 من الضحايا في مكان الحادث، في حين تم إعلان وفاة الحادي عشر لدى وصوله إلى مستشفى "زيف" في صفد.
وأعلن حزب الله في البداية مسؤوليته عن إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه المنطقة، ونحو قاعدة عسكرية قريبة، لكن مع ظهور الأنباء عن سقوط صاروخ في البلدة الدرزية والنتيجة المميتة للهجوم، أصدر الحزب بياناً أكد فيه أنه لا علاقة له بالحادث على الإطلاق.
ورفض الجيش الإسرائيلي نفي حزب الله، وقال إن الهجوم نفّذته جماعة الحزب، مستشهداً بتقييمات أجراها الجيش ومعلومات استخباراتية قال إنها موثوق بها ومتوفرة لديه. وقال الجيش إنه توصل إلى أن حزب الله أطلق الصاروخ من منطقة شمالي قرية شبعا اللبنانية.
وعقد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري مؤتمراً صحافياً مساء أمس، قال فيه إن جميع الضحايا تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً.
وقال هغاري إنه وفقاً للتحقيق الأولي، انطلقت صافرات الإنذار في البلدة، لكنها كانت قصيرة للغاية. وأضاف: " تبين من التحقيق أن صاروخاً واحداً أصاب ملعب كرة القدم في مجدل شمس، ويُجري الجيش مزيداً من التحقيقات. كان حزب الله في الساعة الماضية يكذب وينفي مسؤوليته عن الحادث، لكن معلوماتنا الاستخباراتية واضحة، وتؤكد أن الحزب مسؤول عن قتل الأطفال الأبرياء".
وأكد هغاري أنه مرة أُخرى، تتكشف "وحشية" حزب الله كمنظمة "إرهابية"، مشدّداً على أن هذا الحادث خطِر للغاية، وستتصرف إسرائيل وفقاً لذلك.
وأدى هذا الهجوم إلى توعدات سريعة بالانتقام والحديث عن ردة فعل غير مسبوقة من جانب المسؤولين الإسرائيليين، مع مسارعة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العودة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، وهو ما يثير شبح تصعيد جديد وحرب شاملة محتملة بين إسرائيل وحزب الله.
وعبّر سياسيون إسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية عن غضبهم إزاء الهجوم وحيال فشل الحكومة في جلب الأمن إلى الشمال، بعد أشهر طويلة من القتال، بينما طالبوا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد حزب الله.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الرد العسكري سيكون، على الأرجح، قوياً للغاية.
وعرض كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين على وزير الدفاع يوآف غالانت خيارات للعمل ضد حزب الله، ردّاً على هذا الهجوم.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع إن غالانت حدّد مسارات عمل، وأصدر تعليماته إلى المؤسسة العسكرية، وفقاً لذلك.
كما أجرى غالانت تقييماً مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، ومسؤولين آخرين.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 عن مسؤول رفيع المستوى في وفد رئيس الحكومة إلى واشنطن قوله "إن الأحداث في الشمال ستُحدث نقطة تحوّل دراماتيكية في القتال في المنطقة. إن الكارثة في مجدل شمس يمكن أن تشير إلى تغيير في اتجاه الحرب [مع حزب الله]. لن نتغاضى عن هذا الحادث. وستكون ردة الفعل شديدة".
وفي أعقاب الهجوم، قام نتنياهو الذي كان لا يزال في الولايات المتحدة أمس، بعد خطابه أمام الكونغرس واجتماعاته بكبار المسؤولين الأميركيين، بتقديم رحلته عدة ساعات، عائداً إلى إسرائيل.
وجاء الهجوم بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر أمس، خلية لمسلحي حزب الله في مستودع أسلحة في كفركلا في الجنوب اللبناني. وقال الجيش إنه تم التعرف على عناصر الحزب من طرف قوات وحدة جمع المعلومات القتالية 869 عند دخولهم إلى مستودع الأسلحة، وبعد وقت قصير، تم تنفيذ غارة جوية. وفي وقت لاحق، أكد حزب الله مقتل 4 من عناصره في الغارة، وهم أعضاء في قوة النخبة التابعة للحزب.
واستمر حزب الله في إطلاق الصواريخ في اتجاه شمال إسرائيل طوال يوم أمس. وفي غضون ذلك، تم إسقاط مسيّرة أطلقها الحزب، يبدو أنها كانت متجهة نحو البنى التحتية للغاز البحري في المياه الإقليمية الإسرائيلية. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، اعترض أحد الطرادات البحرية المسيّرة على بُعد مسافة كبيرة عن حقل الغاز "كاريش".