الساعة الرملية على وشك أن تنتهي، وإسرائيل وحزب الله على حافة الحرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • قد يؤدي الرد الإسرائيلي المتوقع على الحادثة الخطِرة التي وقعت في بلدة مجدل شمس، ثم رد حزب الله عليه، إلى اندلاع حرب واسعة النطاق، وإن لم يرغب الطرفان في ذلك. وهذا دليل آخر على أنه من دون التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، فإن اندلاع حرب إقليمية ليس سوى مسألة وقت، لا أكثر.
  • من المشكوك فيه أن مَن يتابع التطورات على الحدود الشمالية منذ بدء عملية "السيوف الحديدية" قد فوجئ اليوم. "المكتوب معروف من عنوانه"، والنشاط المكثف لإسرائيل ضد حزب الله، وتوسيع الأخير صندوق أدواته لثني إسرائيل عن مواصلة عملياتها، أدّيا في الأسابيع الأخيرة إلى اتساع حلقة نارية لم تسفر عن إصابات كثيرة في الجانب الإسرائيلي.
  • وللأسف الشديد، فبعد عدد غير قليل من حوادث كادت تودي بحياة البشر، أدى الصاروخ الذي أطلقه حزب الله، انتقاماً لاغتيال ناشطيه، بتاريخ 27/7/2024، في الجنوب اللبناني، إلى نتيجة فتاكة في ملعب كرة القدم الواقع في قرية مجدل شمس، وهذا ما يدفع إسرائيل إلى التفكير في رد قاسٍ وواسع النطاق، والتخلي عن تشكيلة ردودها المعهودة.
  • وعلى الرغم من أنه من المرجح أن الطرفين لا يسعيان لإشعال مواجهة إقليمية واسعة لإدراكهما تداعياتها، فإن الرد الإسرائيلي المتوقع على ضرب مجدل شمس سيُدخل الطرفين في دوامة من التصعيد، وخصوصاً إذا واصل حزب الله سياسته المتمثلة في الرد على كل رد إسرائيلي. إن انعدام الثقة القائم بين الطرفين و"الحوار الناري" بينهما، يؤديان أيضاً إلى انتفاء وجود "آلية لإنهاء القتال"، يمكنها أن تضمن التهدئة، وبالتالي فإن التصعيد الأخير يزيد بشكل كبير في خطر اندلاع الحرب.
  • يشير تعليق حزب الله على حادثة مجدل شمس، ونفيه أيّ علاقة له بهذا القصف، إلى القلق الشديد الذي يسود التنظيم من اتساع المواجهة، ومن تداعيات هذا القصف على علاقات الحزب بالقادة المسيحيين في لبنان. أمّا الدعم العلني الذي يتمتع به التنظيم وتتمتع به روايته بشأن الحادثة، فيشير إلى أن الدروز في لبنان يقفون خلف الحزب.
  • الآن، تقع المسؤولية على الجانب الإسرائيلي الذي يجب أن ينفّذ هجوماً يكبّد حزب الله ثمناً باهظاً في مقابل قتل الصبية الأبرياء، من دون أن يؤدي هذا الرد إلى جرّ الطرفين إلى مواجهة واسعة. والمشكلة الرئيسية هنا، هي في الشك الكبير في أن حزب الله سيتحمل هجوماً إسرائيلياً (وبصورة خاصة إذا كان هذا الرد "مختلفاً عن كل ما شهدناه حتى اليوم"، بحسب زعم كبار المسؤولين الإسرائيليين)، وبناءً عليه، وحتى لو لم يكن هذا الهجوم يمثل سعياً لإشعال حرب، فقد يوصلنا إلى هناك رد حزب الله والرد الإسرائيلي عليه.
  • تثبت حادثة مجدل شمس، مرةً أُخرى، أنه من دون ضمان التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة يؤدي هو  أيضاً إلى وقف إطلاق نار على الحدود الشمالية، فإن مسألة اندلاع الحرب هي فقط مسألة وقت لا أكثر. إن عدم القدرة على فك الارتباط بين حزب الله وما يحدث في قطاع غزة، وارتفاع وتيرة ردود الحزب في الأشهر الأخيرة، يؤديان إلى الاستنتاج أن "اللعب بالنار" هذا سيدفع بالطرفين إلى عتبة الحرب.
  • ستكون الأيام القادمة حاسمة للغاية. فبالإضافة إلى ما يحدث على الحدود الشمالية، علينا أن نتذكر أيضاً تهديدات الحوثيين بالانتقام لِما حدث في ميناء الحُديدة، إلى جانب استمرار نشاط الميليشيات الشيعية ضد إسرائيل، وينبغي أن يقودنا هذا كله إلى إدراك التالي: نحن نجلس على برميل بارود، يمكن لتصعيد الأمس أن يشعل فتيله.